"الفتوى الترنسفالية" قصة رأي ديني لـ "محمد عبده" أثار الجدل في مصر
الأحد 20/مايو/2018 - 09:22 م
وسيم عفيفي
طباعة
في شمال شرق جنوب أفريقيا، كان السكان القاطنين بين نهر ليمبوبو من الشمال والغرب من الحدود الزمبابوية وبوتسوانا ونهر فال من الجنوب، يتساءلون في الدين دون وجود رجال دين خاصةً بعد وقوع المنطقة في الاحتلال البريطاني سنة 1877 م.
وفي عام 1910 أصبحت ترانسفال جزء من جنوب أفريقيا، واعتبرت كمقاطعة حتى عام 1914 م، وإلى الآن ليس لها وجود بتلك الحدود وتعتبر هي ضمن مقاطعات غاوتنغ وليمبوبو ومبومالانغا وجزء من مقاطعة الغرب الشمالي.
في العام 1903 م سأل أهل ترانسفال 3 أسئلة كانت كفيلة بإثارة الجدل على الإمام محمد عبده حيث أنها تناولت لبس البرنيطة وجواز أكل المسلمين من ذبائح أهل الترنسفال.
وفي عام 1910 أصبحت ترانسفال جزء من جنوب أفريقيا، واعتبرت كمقاطعة حتى عام 1914 م، وإلى الآن ليس لها وجود بتلك الحدود وتعتبر هي ضمن مقاطعات غاوتنغ وليمبوبو ومبومالانغا وجزء من مقاطعة الغرب الشمالي.
في العام 1903 م سأل أهل ترانسفال 3 أسئلة كانت كفيلة بإثارة الجدل على الإمام محمد عبده حيث أنها تناولت لبس البرنيطة وجواز أكل المسلمين من ذبائح أهل الترنسفال.
الشيخ محمد عبده
كانت إجابة الشيخ محمد عبده "أما لبس البرنيطة" إذا لم يقصد فاعله الخروج من الإسلام والدخول في دين غيره فلا يعد مكفرا، وإذا كان اللبس لحاجة من حجب شمس أو دفع مكروه أو تيسير مصلحة لم يكره كذلك لزوال معنى التشبه بالمرة.
وأما الذبائح فالذي أراه أن يأخذ المسلمون في تلك الأطراف بنص كتاب اللّه تعالى في قوله "وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ"، وأن يعولوا على ما قاله الإمام الجليل أبو بكر العربى المالكي من أن المدار على أن يكون ما يذبح مأكول أهل الكتاب قسيسهم وعامتهم ويعد طعاما لهم كافة.
فمتى كانت العادة عندهم إزهاق روح الحيوان بأى طريقة كانت وكان يأكل منه بعد الذبح رؤساء دينهم ساغ للمسلم أكله لأنه يقال له طعام أهل الكتاب ولقد كان النصارى في زمن النبى عليه الصلاة والسلام على مثل حالهم اليوم، خصوصا ونصارى الترنسفال من أشد النصارى تعصبا في دينهم وتمسكهم بكتبهم الدينية، فكل ما يكون من الذبيحة يعد طعام أهل الكتاب متى كان الذبح جاريا على عادتهم المسلمة عند رؤساء دينهم ومجىء الآية الكريمة " الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۖ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ"، بعد آية تحريم الميتة وما أهل لغير اللّه به بمنزلة دفع ما يتوهم من تحريم طعام أهل الكتاب، لأنهم يعتقدون بألوهية عيسى وكانوا كذلك كافة في عهده عليه الصلاة والسلام إلا من أسلم منهم.
ولفظ أهل الكتاب مطلق لا يصح أن يحمل على هذا القليل النادر، فإذن تكون الآية كالصريحة في حل طعامهم مطلقا، متى كانوا يعتقدونه حلا في دينهم دفعا للحرج في معاشرتهم ومعاملتهم.
وأما صلاة الشافعى خلف الحنفي فلا ريب عندى في صحتها، مادامت صلاة الحنفي صحيحة على مذهبة فإن دين الإسلام واحد وعلى الشافعي المأمون أن يعرف أن أمامه مسلم صحيح الصلاة بدون تعصب منه لإمامه، ومن طلب غير ذلك فقد عاد الإسلام أديانا لا دينا واحدا، وهو مما لا يسوغ لعاقل أن يرمى إليه بين مسلمين قليلى العدد في أرض كل أهلها من غير المسلمين.
وأما الذبائح فالذي أراه أن يأخذ المسلمون في تلك الأطراف بنص كتاب اللّه تعالى في قوله "وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ"، وأن يعولوا على ما قاله الإمام الجليل أبو بكر العربى المالكي من أن المدار على أن يكون ما يذبح مأكول أهل الكتاب قسيسهم وعامتهم ويعد طعاما لهم كافة.
فمتى كانت العادة عندهم إزهاق روح الحيوان بأى طريقة كانت وكان يأكل منه بعد الذبح رؤساء دينهم ساغ للمسلم أكله لأنه يقال له طعام أهل الكتاب ولقد كان النصارى في زمن النبى عليه الصلاة والسلام على مثل حالهم اليوم، خصوصا ونصارى الترنسفال من أشد النصارى تعصبا في دينهم وتمسكهم بكتبهم الدينية، فكل ما يكون من الذبيحة يعد طعام أهل الكتاب متى كان الذبح جاريا على عادتهم المسلمة عند رؤساء دينهم ومجىء الآية الكريمة " الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۖ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ"، بعد آية تحريم الميتة وما أهل لغير اللّه به بمنزلة دفع ما يتوهم من تحريم طعام أهل الكتاب، لأنهم يعتقدون بألوهية عيسى وكانوا كذلك كافة في عهده عليه الصلاة والسلام إلا من أسلم منهم.
ولفظ أهل الكتاب مطلق لا يصح أن يحمل على هذا القليل النادر، فإذن تكون الآية كالصريحة في حل طعامهم مطلقا، متى كانوا يعتقدونه حلا في دينهم دفعا للحرج في معاشرتهم ومعاملتهم.
وأما صلاة الشافعى خلف الحنفي فلا ريب عندى في صحتها، مادامت صلاة الحنفي صحيحة على مذهبة فإن دين الإسلام واحد وعلى الشافعي المأمون أن يعرف أن أمامه مسلم صحيح الصلاة بدون تعصب منه لإمامه، ومن طلب غير ذلك فقد عاد الإسلام أديانا لا دينا واحدا، وهو مما لا يسوغ لعاقل أن يرمى إليه بين مسلمين قليلى العدد في أرض كل أهلها من غير المسلمين.
إرشاد الأمة الإسلامية إلى أقوال الأئمة في الفتوى الترنسفالية
في كتابه محاورات الإسلاميون وأسئلة النهضة المعاقة، كشف نواف القديمي عن أصداء تلك الفتوى قائلاً " اشتهرت هذه الفتوى وسببت بعض الجدل، فقد قيل أن سماح محمد عبده بلبس البرنيطة هي بمثابة التشبه بالكفار ورأى آخرون أنه نوع من الإنكسار، وحول مسألة أكل المسلمين من ذبائح اليهود والنصارى، سببت الفتوى أيضا بعض الإنتقادات، ورد على هذه الإنتقادات بعض علماء الأزهر وأطنبوا فيها، وجمع عبد الحميد حمروش البحراوي بعض ما جاء به علماء الأزهر ووضعها في رسالة بإسم "إرشاد الأمة الإسلامية إلى أقوال الأئمة في الفتوى الترنسفالية".