تواصلت صحيفة "واشنطن بوست"، مع الاستخبارات الأمريكية، وعلمت أنها على قناعة من أن زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي أبو بكر البغدادي لا يزال على قيد الحياة، وبل وأنه يعمل على استراتيجية جديدة طويلة الأمد للتنظيم، تتيح له البقاء لما هو أطول من ذلك على الرغم من الانتصار عليه عسكريا في سوريا والعراق.

وقالت الصحيفة الأمريكية، أنها علمت بأن البغدادي تطرق، أثناء اجتماع له مع قيادات، يمثلون التنظيم في محافظة دير الزور منتصف 2017، إلى موضوع مفاجئ، فهو لم يحاول أن يناقش الهزائم، التي واجهها التنظيم، خلال المرحلة الأخيرة، بل على ضرورة مراجعة برنامجه التعليمي، وذلك حسب اعترافات القيادي الداعشي المدعو أبو زيد العراقي، الذي احتجز أثناء عملية مشتركة بين قوات الأمن العراقية والتركية في وقت سابق من العام الجاري.

وأكدت الصحيفة أن البغدادي، حسب معطيات استخباراتية، ركّز جهوده في الأشهر الأخيرة على وضع أسس إيديولوجية متينة من أجل حماية التنظيم من الانهيار الكامل رغم تدمير "الخلافة" في سوريا والعراق، كما يقف، على الأرجح، وراء سلسلة رسائل تهدف إلى تسوية الخلافات داخل "داعش".

ونقلت الصحيفة عن الرئيس السابق لمركز مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية، نيكولاس راسموسين، قوله إنه كانت المؤشرات السابق ذكرها صحيحة، فهو دليل على وجود خطة منظمة لدى قيادات هذا التنظيم حتى أثناء تحرير الموصل والرقة من قبضته، حيث انتقل المسلحون تدريجيا إلى تكتيك الخلايا النائمة.

كما نقلت "واشنطن بوست" عن عنصر لـ"داعش" اتصلت معه عبر تطبيق الدردشة المشفر أن قادة التنظيم قرروا منذ البداية التعويل على تلقين الأطفال والشباب أيديولوجيا التنظيم، وازدادت أهمية هذه المساعي في ظل هزائم "داعش" بالشرق الأوسط، معربا عن قناعة التنظيم بأن فكرة الخلافة ستبقى قائمة حتى إذا انهارت "الدولة الإسلامية".