العنصرية المصرية ضد السُمر والمطلقات.. من وضع القاعدة ولماذا نطبقها؟!
الإثنين 21/مايو/2018 - 04:49 ص
مريم مرتضى
طباعة
"حلوة بس سمرا"، جملة شديدة العنصرية تعودنا على سماعها في المجتمعات العربية، وتجلت تلك العنصرية بوضوح شديد بعد حفل الزفاف الملكي للأمير "هاري" على فتاة سمراء ذات أصول أفريقية، وامتدت التعليقات العنصرية لتعيب كونها مطلقة وأكبر من الأمير بـ 3 سنوات، ليحتار السؤال، كيف يرى الشباب هذه الحقائق؟، وكيف تتعامل الفتيات في مجتمعنا مع هذا الكم الهائل من العنصرية والتحييز؟.
"صوابعك مش زيّ بعضها"
بسبب المعتقدات الثقافية العنصرية الراسخة داخل المجتمع العربي، أصبحت كلمة "أسود" تعني وصفًا سيئًا، وفي محاولة لأخذ خطوات إيجابية أطلق بعض الشباب المثقف حملة إلكترونية للتوعية ضد التصنيف والقولبة تحت عنوان "صوابعك مش زي بعضها"، وكان المفجر الرئيسي لهذه الحملة هو ظهور صورة لفتاة تحمل لوحة مكتوب عليها "أنا من أسوان ومش سودة".
بسبب المعتقدات الثقافية العنصرية الراسخة داخل المجتمع العربي، أصبحت كلمة "أسود" تعني وصفًا سيئًا، وفي محاولة لأخذ خطوات إيجابية أطلق بعض الشباب المثقف حملة إلكترونية للتوعية ضد التصنيف والقولبة تحت عنوان "صوابعك مش زي بعضها"، وكان المفجر الرئيسي لهذه الحملة هو ظهور صورة لفتاة تحمل لوحة مكتوب عليها "أنا من أسوان ومش سودة".
موسم البحث عن العروسة.. "أنا عايز عروسة بيضا"
وامتلأت الأفلام المصرية بنموذج "طنط حشرية"، ولكنه موجود فى كل مكان نذهب إليه، وشرط أساسي في الأمر أن يتم الفحص اللوني للعروسة، لكي تلبي حلم "الشاطر حسن" في الوصول إلى " ست الحسن والجمال" ويكون هذا الجمال مشروط بالبشرة البيضاء.
ومن أكثر الأسئلة العنصرية التي تتعرض لها الفتيات السمر مع عرسان "طنط حشرية"، هو سؤاله عن سبب اكتسابها هذا اللون فمثلًا يقول.. ده إنتي أغمق واحدة في إخواتك إزاي كده؟، أو مامتك بيضا ليه مش طالعة زيها؟، أو إنتي طالعة سودا كدا لمين؟، أسئلة غريبة يلقيها الشعب المصري رغم أن معظمه من ذوات البشرة الخمرية إلا أنه مصاب بقصور لتصنيف مفهوم الجمال.
وامتلأت الأفلام المصرية بنموذج "طنط حشرية"، ولكنه موجود فى كل مكان نذهب إليه، وشرط أساسي في الأمر أن يتم الفحص اللوني للعروسة، لكي تلبي حلم "الشاطر حسن" في الوصول إلى " ست الحسن والجمال" ويكون هذا الجمال مشروط بالبشرة البيضاء.
ومن أكثر الأسئلة العنصرية التي تتعرض لها الفتيات السمر مع عرسان "طنط حشرية"، هو سؤاله عن سبب اكتسابها هذا اللون فمثلًا يقول.. ده إنتي أغمق واحدة في إخواتك إزاي كده؟، أو مامتك بيضا ليه مش طالعة زيها؟، أو إنتي طالعة سودا كدا لمين؟، أسئلة غريبة يلقيها الشعب المصري رغم أن معظمه من ذوات البشرة الخمرية إلا أنه مصاب بقصور لتصنيف مفهوم الجمال.
"ليه أسيب الزيرو وأبص للمستعمل".. المطلقة في عيون المصريين
تم وضع سؤال في أحد الجروبات التي تخص الرجال على الفيس بوك، يقول "إيه يمنعك من الزواج بمطلقة أو أرملة؟"، وكانت الردود في منتهى العنصرية التي وقعت على رقاب المطلقات والأرامل كحد السكين، وهذه صور من بعض التعليقات
تم وضع سؤال في أحد الجروبات التي تخص الرجال على الفيس بوك، يقول "إيه يمنعك من الزواج بمطلقة أو أرملة؟"، وكانت الردود في منتهى العنصرية التي وقعت على رقاب المطلقات والأرامل كحد السكين، وهذه صور من بعض التعليقات
من الذي وضع القاعدة وجعل الآخرين شواذها
القاعدة الأولى "الجنس الأسود هو سلالة القردة"، فقديمًا حاول بعض الساسة استغلال الشعوب وقاموا بإعطاء تفسيرات دينية وعلمية مختلفة لتبرير اختلاف الأجناس فقالوا أن الجنس الأبيض هو الأعلى، وأن الجنس الأسود ما هو إلا حلقة وصل بين القِردة العُليا والإنسان في سلم التطور البشري، وعلميًا هذا الكلام ليس صحيح حيث ينفي العلماء وجود عناصر بشرية نقية الدم تمامًا، وذلك لأن الأجناس البشرية خضعت عبر مراحل تاريخها إلى عوامل الهجرة والاختلاط والزواج من بعضها.
القاعدة الأولى "الجنس الأسود هو سلالة القردة"، فقديمًا حاول بعض الساسة استغلال الشعوب وقاموا بإعطاء تفسيرات دينية وعلمية مختلفة لتبرير اختلاف الأجناس فقالوا أن الجنس الأبيض هو الأعلى، وأن الجنس الأسود ما هو إلا حلقة وصل بين القِردة العُليا والإنسان في سلم التطور البشري، وعلميًا هذا الكلام ليس صحيح حيث ينفي العلماء وجود عناصر بشرية نقية الدم تمامًا، وذلك لأن الأجناس البشرية خضعت عبر مراحل تاريخها إلى عوامل الهجرة والاختلاط والزواج من بعضها.
القاعدة الثانية "التنصل اللوني" وذلك يظهر بوضوح في الحجم الهائل لمبيعات منتجات تفتيح البشرة، حيث أوضحت الدراسات أن حوالي 60% من نساء القارة الأفريقية تستخدمن خلطات تبييض البشرة، مما جعلها تحتل المركز الرابع في المنازل بعد المواد التموينية الصابون والشاي والحليب، وتقوم تلك الإعلانات التُجارية بربط البياض والجمال معًا، لتصبح البشرة البيضاء حلم للفتيات ومقياس للجمال لدى الجنس الآخر، على الرغم من أنه طبيًا تُستخدم هذه المستحضرات لعلاج الحالات المرضية مثل البقع أو الكلف الذي يصيب النساء بعد الحمل، ووفقًا لجوجل فإن البحث عن كلمة "تفتيح البشرة" في المنطقة العربية، جاءت مصر في المرتبة الأولى.
القاعدة الثالثة "المطلقة فرز ثاني" يرفض المجتمع المصري لقب مطلقة وينظر لصاحبته على أنها جلبت العارعلى أهلها، ويأتي فكرهم من منطلق الغيرة الذكورية حيث يرفضون فكرة أن تكون زوجته كانت مع رجل أخر يومًا ما حتى لو كان هذا الرجل زوجها!!، ولكن في نظرة سريعة لأمهات الشباب وللشباب أنفسهم نجد الرفض لكل ما هو مستعمل على حد قولهم سواء كانت مطلقة أو أرملة أو حتى سبق لها الخطوبة فقط، فكلهن على حد سواء في نظر المجتمع المصري مستعملات ولا يجوز الارتباط بإحداهن.