الفيس بوك وتأثيره على الأوضاع السياسية داخل الدول
الإثنين 21/مايو/2018 - 06:19 م
محمد فوزي
طباعة
كان في البداية مجرد وسيلة للتواصل والتفاعل بين الطلبة في الجامعات الأمريكية في عام 2004، أما الآن أصبح الفيس بوك إمبراطورية عملاقة تشعل حروبا ثقافية، وغير ثقافية، قلعة إعلانية، ومنصة تستخدم للتأثير على نتائج الانتخابات في أعرق دول العالم ديمقراطية.
كما أنها منصة تستخدم لنشر الأفكار الخاطئة "الإشاعات"، كونها منصة إعلامية غير متحكمة في مصادرها، كما أن الصورة الذهنية الثابتة عند مستخدميه أن المعلومات المقدمة فيه حقيقة باعتبارها آتية من مجتمعهم.
ومنذ عام 2011 أثبت الفيس بوك، أنه يملك تأثير قوي على الشعوب وبالتالي أصبح أداة فعّالة في أيدي السياسيين، وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي أكثر استخدامًا وتأثيرًا في زيادة الوعي السياسي.
الانتخابات الرئاسية الأمريكية
البيانات التي يحصل عليها الفيس بوك من مستخدميه تخبره عن تفضيلاتهم وأسلوب حياتهم وميولهم في كافة نواحي حياتهم، ويستخدم الفيس بوك تلك البيانات في تصنيف مستخدميه إلى طبقات اجتماعية مختلفة.
وأصبح الفيس بوك الآن كيانًا مخيفًا يراقب ويتكسب من الاتجار في البيانات الشخصية للملايين من مستخدميه، ومع ذلك لايزال يدعي أنه مجرد أداة للتواصل الاجتماعي.
وواجه الفيس بوك مؤخرًا أزمة جديدة حيث تسربت أخبار عن أن شركة "كامبريدج أناليتيكا" الخاصة ومقرها لندن، حصلت على بيانات شخصية لخمسين مليون مستخدم للفيس بوك بدون إذن أصحابها، لاستغلالها في الانتخابات الرئاسية الاخيرة.
وانتقد السياسيون الأمريكيون والبريطانيون إدارة شركة "فيسبوك"؛ بسبب عدم تقديم المزيد من المعلومات حول كيفية وصول شركة البيانات "كامبريدج أناليتيكا" إلى معلومات حول عشرات الملايين من أعضاء الشبكة الاجتماعية بدون إذن صريح خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2016.
واعترف "مارك زوكربيرج" رئيس شركة "فيسبوك"، بارتكاب أخطاء بعد فضيحة اختراق البيانات التي تورطت بها شركته، وذكر أن هذا الحادث كان خرقًا كبيرًا للثقة.
تورات الربيع العربي
شهد العالم العربي أواخر العام 2010 ومطلع العام 2011 هزات سياسية قوية لم يكن أحد يتوقع حدوثها بهذه السرعة وبهذا القدر من التأثير.
وللمرة الأولى بالعصر الحديث تتمكن بعض الشعوب العربية من تحقيق أهدافها وتطلعاتها في نيل حريتها عن طريق ثورات شعبية أطاحت بحكام، بل وأنظمة شمولية حكمت شعوبها طوال عشرات السنوات.
والمتتبع لتسلسل الأحداث والوسائل التي سلكتها الشعوب العربية في ثوراتها، يلاحظ بصورة واضحة أن مواقع التواصل الاجتماعي، قد لعبت إلى جانب دورها الاجتماعي، دورًا أساسيًا وفعالًا بهذه الثورات، أو ما أطلق عليه اسم "الربيع العربي".
وتحولت من كونها مواقع للتواصل الاجتماعي وبناء العلاقات وتكوين الصداقات، وتبادل الطرائف والأحاديث الجانبية، إلى مواقع يستغلها مرتاديها ونشاطاتها للتداول السياسي بغية التعبير عن واقع حياتهم، وظروف معيشتهم وهمومهم المشتركة.