البنت دي شغالة على ميكروباص، خط المقطم، السيدة عيشة، معاها رخصة قيادة، ودرجة الحرارة ٤٢، ومش عارف أزعل على أن الدنيا بتخلي بنت زي دي تشتغل شغلانة تعرضها لمليون قرف في اليوم، ولا أفرح بقوتها، ربنا يحميكي ويسترك يا بنتي" هذه كلمات سردها جون عادل شاب من المقطم بعدما استقل سيارة مكروباص بـ"السيدة عائشة - مقطم"، ليفاجأ أن من تجلس خلف عجلة القيادة امرأة.

لم تخشَ نظرات المجتمع وقسوة المهنة، بل اختارت  "سواقة المكروباص" بدلًا عن والدتها التى مرضت فجأة فى ظل أوقات صعبة أطاحت بظروف الأسرة.

"مديحة" سيدة ثلاثينية فى مقتبل العمر تعمل فى سواقة المكروباصات من السيدة عائشة لأعلى المقطم، تخرج من المنزل يوميًا فى ظل ارتفاع دراجات الحرارة وفى نهار رمضان تقول: "حبيت أنزل اتعب اشتغل اجيب لقمة عيش بالحلال لأن أمى تعبت وكانت هى اللى بتصرف علينا".

تستكمل:"أنا مش بخاف من نظرات المجتمع وبتقابلني عقبات كتير، لكن الظروف اقوى مني ومن أى حد، والشغل مش عيب وربنا فى الأول والاخر هو اللى بيرزق".

وتضيف: "فى ناس كتير بيشجعوني وبيقابلوني بيقولولى الله يعينكم ويقويكي ومتقبلين فكرة أن  ست تسوق مكروباص أجرة بشكل يومي".

وتعاطف راود مواقع التواصل الاجتماعي مع السيدة الثلاثينية، علقت غادة صفوت قائلةً:"للأسف بقوا كتير اوى وخصوصًا في القطامية والتجمع التالت والخامس، حسبنا الله ونعم الوكيل في كل مستهتر يتسبب فى نزول قيمة البنت لهذه الدرجة، وهيا عموما بنت ب ١٠٠ راجل ".

وقال أمير الزنيق: "أنا عن نفسي بحترم الست المصرية أوي لأنها فعلًا مش كلام ودي حقيقة، أنها شايلة المسؤلية كلها، ومش بيكفيها أي مدح ولا كلام منمق فعلًا ربنا يباركلكم يا شعب مصر بالبنت والأم الست المصرية، وربنا يجعله في ميزان حسانتهم بجد ربنا يسعدهم جميعًا احنا السوريين بنحترم دور الست المصرية وكيف انها عايشة حياتها ومعتمدة عاربنا سبحانه وعل نفسها لانها فعلا تستاهل كل الحب والاحترام والتقدير".

وقال أحدهم:"ركبت معاها وكنت مستغرب جدًا بس طلعت بتسوق كويس وكمان بتسد مع أي حد"، فيما قال آخر:"البيوت بقت عايزة مصاريف كتير".