" خالد النبوي " الذي غاب عن " رمضان 2018 " لا زلنا نتذكر مشهد " قصف الواحة "
الأحد 27/مايو/2018 - 02:00 م
وسيم عفيفي
طباعة
كان خروج مسلسل "منطقة محرمة" لـ "خالد النبوي" من السباق الدرامي في رمضان 2018 م، حزيناً بالنسبة لـ "خالد النبوي" وجمهوره خاصة بعد إبداعه الرائع في مسلسل "واحة الغروب"، وجاء خروج "منطقة محرمة" من السباق الرمضاني بسبب مشاكل إنتاجية بالمسلسل ما أدى إلى توقف التصوير أكثر من مرة خلال أسابيع طويلة من خطط شركة الإنتاج.
كان من المفترض أن يكون مسلسل "منطقة محرمة" من بطولة خالد النبوي، حنان مطاوع، محمد دياب، أمل بشوشة، محمد كيلانى، سميرة مقرون، أميرة هانى، ثراء جبيل، كارولين عزمى، حمزة العيلى، يحيى أحمد، جميل برسوم، محسن منصور، ومن تأليف يوسف حسن يوسف وإخراج محمد بكير.
حُرِمْنَا من "خالد النبوي" في هذا الموسم، لكن علينا أن نتذكر أجمل ما قدمه في مسلسل واحة الغروب المأخوذ من رواية "بهاء طاهر" عن الضابط محمود عبدالظاهر، مأمور واحة سيوة بشخصيته المركبة.
غلاف رواية واحة الغروب
كان مسلسل واحة الغروب قطع شوطاً كبيراً في بعض المط الذي تعرض له خلال منذ الحلقة 15 حتى الحلقة 26 ؛ وظل مشهد عاصفة الصحراء هو أحد أقوى مشاهد المسلسل.
بصرف النظر عن الفارق بين النص الأدبي و العمل الدرامي، لكن فوجئ متابعي مسلسل واحة الغروب بتغير سياق الأحداث بمشهد بداية الحلقة 26 حيث ضرب مشايخ الأجواد وقصف حدود واحة سيوة، ليكون المشهد هو أقوى مشاهد المسلسل من الناحية الفنية ومن ناحية المعنى الذي فيه .
"مجلس الأجواد" الذي يأبى دفع الضرائب لمندوب الحكومة في الواحة ، ويقاوم شيوخ "مجلس الأجواد" تلك الضرائب عن طريق أعمال التخريب والاغتيالات لأي مأمور ، لكن وقود هذا الصدام هم طائفة "الزجالة" وهم عبيد مجلس الأجواد الذين لا ناقة لهم ولا جمل في خلافات شيوخهم مع الحكومة لكنهم مرغمين على مواجهة الحكومة بأنفسهم ، وبالتالي فهم الذين يدفعون ثمن أطماع مجلس الأجواد بتعرضهم لاعتقالات وتعذيب وقتل من الحكومة عبر مأمور مصري و مأمور شركي انتهت حياتهم بالقتل .
مع "محمود عبدالظاهر" مأمور الحكومة في الواحة والثائر القديم في ثورة عرابي ، اختلف الأمر اختلافاً كثيراً ومفاجأً وأدرك أن الزجالة يفعلون بالتحريض ، فرأى أن يضرب من يحرضهم ، ولما ضرب مجلس الأجواد سادت حالة من الذهول عند الزجالة أنفسهم وعند مجلس الأجواد حيث أنهم يعتبرون أنفسهم مقدسين بحكم الدين والنسب ولا يجرؤ أحد على مواجهتهم .
سر إبداع هذا المشهد يكمن في ناحيتين ؛ الناحية الفنية و الناحية المعنوية كـ "رسالة"
أما من الناحية الفنية، كانت الموسيقى التصويرية هي البطل رقم واحد في المشهد لأنها وصفت الصراعات الداخلية والنفسية والذهنية في خط تصاعدي .
بالإضافة إلى الموسيقى التصويرية كان تمثيل كل من "خالد النبوي ـ محمود عبدالظاهر" و "رشدي الشامي الشيخ صابر" متميزاً وكلاهما كانا يتحديان بعضهما بالنظرات ، فمحمود عبدالظاهر ينظر له نظرة المعرفة بنواياه والشيخ صابر ينظر له بالمكر في ثوب الطيب ، لينتهي الأمر بنزع القداسة عن مجلس الأجواد نفسه .
لا يمكن أيضاً نسيان إبداع المجاميع الزجالة والذين عبروا بقوة عن صدمتهم عندما رأوا أسيادهم يُذَلّون.
أما من ناحية المعنى ، فالمشهد يعطي رسالتين، الأولى أن المُحَرِّض غير المُحَرَّض ، فالمُحَرَّض إما عبداً ملك سيده وإما مغرر به وغبي كما يراه سيده، وبالتالي فضرب التحريض يبدأ من ضرب المُحَرِّض .
أما الرسالة الثانية فكانت كسب الشعب أَولْى من عدم خسران ولاة الأمر، فالشعب هو الباقي ، فهو وقود لأي شيء خير أو شر وهو المظلوم دوماً وبالتالي فكسب الشعب بضرب من يذله أفضل من التودد لأسياد الشعب .