"مذبحة القلعة " قصة مجزرة حصدت أرواح 470 مملوكي في ربع ساعة
الإثنين 28/مايو/2018 - 02:00 م
وسيم عفيفي
طباعة
لم يكن لـ "محمد علي" أن يكون باعث نهضة مصر الحديثة إلا بعد تقديم كل ما هو غال ونفيس، وأيضاً ما هو بشع مثل مذبحة القلعة، حيث أنه لم يكن هناك شيئاً بشعا يواجه محمد علي سوى المماليك الذين يرون أنهم أصحاب البلد، فكان من محمد علي التخلص منهم في 15 دقيقة.
محمد علي باشا
الحقيقة أن محمد علي لم يبدأ مع المماليك الحل الدموي، فلقد حاول معهم إبرام الصلح والارضاء بالأموال لدرجة أنه أراد أن يسترضي مراد بك زعيم المماليك وأعطاه حكم الوجه القبلى مقابل فريضة من المال وعدم مساعدة المماليك للإنجليز، وأرسل السلطان العثماني لمحمد علي يطلب منه تجهيز الجيوش والخروج لمحاربة الحركة الوهابية في شبة الجزيرة العربية.
سلم باب العزب المؤدي للقلعة
تسرب القلق لمحمد علي حيث رأى أنه إذا خرج الجيش في هذا الوقت وترك محمد علي وحيداً دون حماية فسوف يفكر المماليك في انتهاز هذه الفرصة والقضاء عليه، لذلك فكر محمد علي في انتهاز هذه الفرصة والقضاء عليهم حيث فكر في أن يدعو زعماء المماليك إلى القلعة بحجة أنه سوف يقيم حفلا لتوديع الجيش الخارج لمحاربة الوهابيين.
زي المماليك
ذهبت الدعوة إلى المماليك في كل صوب من أركان مصر من مشرقها إلى مغربها ولم يشك زعماء المماليك في نية محمد علي بل استعدوا وارتدوا الملابس الرسمية استعداداً للحفل وهم لا يعلمون أنه سوف يكون آخر يوم لهم في الحياة، حين حل يوم الأول من مارس واستعد محمد علي للحفل وجاء زعماء المماليك بكامل زينتهم يركبون على أحصنتهم وبعد أن انتهى الحفل الفاخر دعاهم محمد علي لكى يمشون في موكب الجيش الخارج للحرب.
مذبحة القلعة
استغل محمد علي فرصة تقليد ابنه طوسون قيادة الحملة الموجهة لصد الوهابيين فأقام حفلاً كبيرًا لتقليده، ودعا أمراء المماليك مع بقية الكشاف والأمراء لحضور هذا المهرجان واستقبلهم بترحاب في قاعة الاستقبال، واعتذر من حضر من المماليك عن تخلف بقية زملائهم في الصعيد.
تظاهر محمد علي بقبول الاعتذار، وعندما بدأ موكب الحفل سار في مقدمة الطابور فرسان الدلاة ثم مشاتهم يليهم فرسان المماليك ثم بقية الجند من الأرناؤود، ولم يكد الموكب يخرج من باب العزب حتى استمر الباب مفتوحًا ليخرج الفوج الأول من الجنود وكذلك رئيس الشرطة والمحافظ والوجاقلية، ثم أغلق الباب فجأة قبل أن يخرج أي من المماليك فلما رأوا الباب يغلق أخذوا في الاستعداد للقتال، ولكن جنود محمد علي الذين كانوا قد تسوروا القلعة وأسوارها أمطروهم بوابل من الرصاص.
تظاهر محمد علي بقبول الاعتذار، وعندما بدأ موكب الحفل سار في مقدمة الطابور فرسان الدلاة ثم مشاتهم يليهم فرسان المماليك ثم بقية الجند من الأرناؤود، ولم يكد الموكب يخرج من باب العزب حتى استمر الباب مفتوحًا ليخرج الفوج الأول من الجنود وكذلك رئيس الشرطة والمحافظ والوجاقلية، ثم أغلق الباب فجأة قبل أن يخرج أي من المماليك فلما رأوا الباب يغلق أخذوا في الاستعداد للقتال، ولكن جنود محمد علي الذين كانوا قد تسوروا القلعة وأسوارها أمطروهم بوابل من الرصاص.
مذبحة القلعة
لم يستطيع المماليك الدفاع عن أنفسهم إذ لم يكونوا يحملون سوى السيف، وما هي إلا ساعات حتى انتهت المجزرة وأسفرت عن قتل 470 منهم ولم ينج سوى أمين بك الذي قفز بفرسه واستطاع النجاة بينما قتل الفرس وسار في الصحراء حتى وصل إلى الشام.
أمين بك الناجي الوحيد من مذبحة القلعة
لم يختلف الأمر كثيراً في شوارع القاهرة ، حيث أخذ الجنود ينهبون بيوت أمراء المماليك حتى بلغ عدد البيوت التي نهبت خمسمائة منزل واستمر السلب والنهب لمدة يومين حتى نزل محمد علي إلى المدينة لوضع حدا لهذا النهب، وفي الأقاليم أصدر محمد علي أوامره بقتل المماليك كما قام إبراهيم باشا بمطاردة فلول المماليك إلى النوبة ودنقلة، بينما استطاع ستين مملوكًا الفرار إلى الشام.