تختلف معاناة أصحاب المهن الشاقة خلال شهر رمضان، كلا حسب مهنته ولعل من أكثر الفئات التي تلاقي متاعب مضاعفة، أثناء الصيام، هم العاملين بالمخابز، فحرارة الجو، ولهيب النيران، يجعل الصيام أمرا شديد الصعوبة عليهم، لكننا نجدهم غير متوانين عن أداء أشغالهم، من أجل لقمة العيش، وتوفير قوت أبنائهم.

يقول صلاح محمد، مدير أحد المخابز البلدية، نعمل ورديتين خلال شهر رمضان من التاسعة صباحا، حتى الواحدة والنصف بعد الظهر، ثم نعمل ساعة بعد الإفطار وردية ليلية، لكن نظرا لأن الكمية التى نقوم بخبزها في رمضان أقل من الحصة في الأيام العادية وتقسيم العمل لورديتين،فهذا يخفف عنهم بعض التعب، والحمد لله جميع العاملين ملتزمين بوردياتهم في المخبز، صحيح أن حرارة الجو والصيام، يزيد من تعبهم لكن الحمد لله الكل هنا صائم جميعهم يرفض الافطار.

داخل أحد الأفران البلدية وجدنا بهاء، يعمل في اعداد العجين وتقطيعه، يقول أعمل 12 ساعة متواصلة لا يوجد راحة سوى ساعة الإفطار، ونتناوله هنا في المخبز، نظرا لحاجة العمل لتواجدنا، ثم نتابع العمل إلي ما قبل السحور بقليل، نعم نواجه متاعب بسبب مشقة العمل، والصيام، لكن نحاول تسلية أنفسنا حتى تمر ساعات النهار، الحمد لله شهر رمضان كله نفحات خير.

أيضا قابلنا محمود إسماعيل، أحد العاملين في المخبز يقول أعمل من التاسعة صباحا، حتى الثانية عشر بعد منتصف الليل، أتناول الإفطار هنا في المخبز،مع زملائي، صحيح ظروف العمل تحرمنا من التواجد مع الأسرة لأننا نقوم أيضا ببيع العيش في المنفذ للمواطنين، لكن لقمة العيش عايزة كده، أيام الشهر تمر سريعا، والحمد لله ربنا بيقوينا.

أيضا التقينا بداود عبد القادر يعمل بأحد المخابز يقول أعمل منذ الثامنة والنصف صباحا، وحتى الثانية بعد الظهر، كما أعمل فترة ليلية، نظرا لظروف الصيام، العمال جميعا ملتزمين بأوقات الحضور، والجميع الحمد لله حرصين على أداء فريضة الصيام، رغم مشقة العمل.

أمام لهيب النيران التقينا بعم شعبان، يعمل خبازا، ويقضى أغلب ساعات النهار، أمام الفرن، تحدث إلينا بصعوبة من شدة الارهاق، والتعب، يقول أنا على المعاش، لكن نظرا لظروف المعيشة وثقل الأعباء، أنزل للعمل هنا في المخبز، ساعات العمل تقريبا 10 ساعات، أتناول الافطار هنا مع زملائي، أظل طوال ساعات النهار، الحمد لله أحافظ على الصيام، وأحرص على عدم الافطار، كثيرين تحدثوا معى عن فتوى تبيح الفطر، لكنى حريص على عدم الإفطار، حتى أنال الثواب، والفضل من الله.