قصة "قبة الحدائق" التي ينتسب لها "القصر الجمهوري"
الخميس 31/مايو/2018 - 10:53 ص
وسيم عفيفي
طباعة
لا يوجد في القصر الجمهوري قبة حتى تُسَمَّى منطقتي الحدائق والسراي على اسمها، حيث أن قصة القبة أقدم حتى من النظامين الجمهوري والملكي.
جاء بناء قصر الحدائق بقرار من الخديوي إسماعيل وابتعد عدة كيلومترات شمال وسط القاهرة، وكانت تحيط به الحقول الزراعية والقرى الريفية.
تغير وضع قصر الحدائق خلال حكم الخديوي توفيق؛ نظراً لعشق الأخير لهذا المكان بسبب أنه ولد فيه، فصار القصر مكاناً لأفخم الاحتفالات وحفلات الزفاف.
جاء بناء قصر الحدائق بقرار من الخديوي إسماعيل وابتعد عدة كيلومترات شمال وسط القاهرة، وكانت تحيط به الحقول الزراعية والقرى الريفية.
تغير وضع قصر الحدائق خلال حكم الخديوي توفيق؛ نظراً لعشق الأخير لهذا المكان بسبب أنه ولد فيه، فصار القصر مكاناً لأفخم الاحتفالات وحفلات الزفاف.
عباس حلمي الثاني يغير المصير
عباس حلمي الثاني
مع عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، كان قصر القبر منافسًا من حيث الرسمية لقيمة قصر عابدين إلى أن وصل الملك فؤاد الأول إلى عرش مصر سنة 1917 م خلفاً للسلطان حسين كامل وبات قصر القبة مقراً للإقامة الملكية الرسمية.
الملك فؤاد .. مرحلة الطفرة
الملك فؤاد
خلال عهد الملك فؤاد أجريت حملة من التغييرات التي طالت القصر، حيث أمر بإضافة سور بارتفاع 6 أمتار حول 75 فدان من الأراضي وبوابة جديدة وحديقة خارجية، كما أضيفت محطة سكة حديد خاصة بالقطار الملكي حيث كان الزوار يأتون مباشرة سواء من الإسكندرية أو من محطة مصر المركزية للقطارات في القاهرة، وشهد هذا القصر وفاة فؤاد الأول في هذا القصر.
الملك فاروق .. بداية النهاية
قصر القبة في عصر الملك فاروق
بعد ثورة يوليو 1952 وما تلاها من إعلان الجمهورية صار القصر أحد القصور الرئاسية الثلاث الرئيسية في مصر والقصران الآخران كانا قصر عابدين في وسط القاهرة وقصر رأس التين في الإسكندرية، وقد كان الرئيس جمال عبد الناصر يستقبل الزوار الرسميين في هذا القصر، كما سجى جثمانه هناك بعد وفاته انتظاراً لجنازته في تاريخ 1 أكتوبر 1970. ولا يزال القصر مقراً رسمياً لإقامة الزوار الرسميين لمصر.
كانت منطقة حدائق القبة سكن لطبقة الباشاوات وأثرياء المصريين والأجانب ورجال الحكم، وعرف عنها كثافة الأشجار والحدائق المحيطة بالقصور الكبيرة.
كانت منطقة حدائق القبة سكن لطبقة الباشاوات وأثرياء المصريين والأجانب ورجال الحكم، وعرف عنها كثافة الأشجار والحدائق المحيطة بالقصور الكبيرة.
قصة القبة التي ينتسب لها اسم حي الحدائق
قصر القبة
أصل تسمية القبة لحي الحدائق يعود إلى قبة يشبك الدودار أهم مماليك الظاهر جقمق، كان يشبك الدودار مجهول الأصل وكان مملوكًا لدى السلطان الظاهر جقمق، وتولى عدة مناصب في عهده؛ وكذلك في عهد السلطان الأشرف إينال، وفي أثناء حكم السلطان خشقدم، عين كاشفًا للصعيد.
قبة ومأذنة يشبك
مع عهد السلطان قايتباي عين في منصب دوادار كبير أو المستشار ؛ ويكون الأمير يشبك بشغله ذلك المنصب الرفيع قد قفز عدة مراتب في السلم الوظيفي المملوكي ثم عين بعد ذلك وزيرا، وأصبح مسئولا عن الشئون المالية وقاد هذه الأمور بحكمة وخبرة.
وكان الأمير يشبك مختصا بالتصرف مع أولئك الذين يحاولون الاستيلاء على أراضي الدولة المملوكية ونجح في إخماد الاضطرابات الداخلية، وقد مات عام 885 هـ 1480م إثر حادث اغتيال.
وكان الأمير يشبك مختصا بالتصرف مع أولئك الذين يحاولون الاستيلاء على أراضي الدولة المملوكية ونجح في إخماد الاضطرابات الداخلية، وقد مات عام 885 هـ 1480م إثر حادث اغتيال.
قبة يشبك الدودار
يصف علي باشا مبارك منظر القبة من الخارج حيث يقول "منظر القبة بسيط وقاعدتها المربعة مبنية بالحجر وبوجهتها القبلية المدخل، والقبة مبنية بالطوب وليس بها زخارف سوى صف من الشبابيك المعقودة والمفتوحة برقبتها، ويتوصل إلى المدخل ببعض درجات من الرخام وتغطيه مقرنصات جميلة كتب بأسفلها آية قرآنية ثم اسم قايتباى وأدعية له، كما كتب اسم قايتباى أيضا في طراز مكتوب على يمين ويسار المدخل وهذا المدخل يؤدي إلى مربع فسيح طول ضلعه 14.30 متر تغطيه القبة.
قبة يشبك الدودار من الداخل
أهم ما يلفت النظر فيها منطقة الانتقال من المربع إلى استدارة القبة، فهى تتكون - في كل ركن من أركان المربع- من عقد كبير ينتهى بمقرنصات ويحتضن طاقية مزخرفة أسفلها طاقتان، وهذا النظام يختلف تمام الاختلاف عن نظرائه في القباب المعاصرة لهذه القبة، إذ نجد في هذه القباب عموما مقرنصات متعددة الحطات تنقل المربع إلى الاستدارة.
منبر مسجد قبة يشبك
يعلو منطقة الانتقال في هذه القبة طراز مكتوب به آيات قرآنية وأدعية للملك الأشرف قايتباي وفي نهايته تاريخ حج قايتباي سنة 884 هجرية، كما يغطى القبة ومنطقة الانتقال زخارف من الجص الملون، ويقوم مربع القبة على طابق أرضى مكون من ثلاث قاعات مستطيلة مغطاة بقبوات وبالجهة البحرية منه سلم يؤدي إلى أرضية القبة.