حين دخلت "المخابرات الإنجليزية" بيت "سعد زغلول" لبدء الحرب النفسية
الأحد 03/يونيو/2018 - 03:03 ص
وسيم عفيفي
طباعة
كان لورنس العرب في الفترة بين عام 1914 م و1918 م عاملًا فاعلًا لما شهده العالم من مرحلة خطيرة حيث إندلاع أول أكبر حرب عالمية في التاريخ الحديث، وأدت إلى فقدان 70 مليون إنسان حياتهم، لكن كان له دور في حياة سعد زغلول.
"مصر بعد الحرب العالمية الأولى" حصاد البلايا
الحرب العالمية الاولى
بعد نهاية الحرب مباشرةً كانت مصر تغلي حيث وقعت أحداث ثورة 1919 م، ولم تجد إنجلترا بُدًَّا من عزل الحاكم البريطاني والإفراج عن سعد زغلول وزملائه والعودة مجددًا إلى مصر في 29 مارس 1921، وسمحت إنجلترا للوفد المصري برئاسة سعد زغلول بالسفر إلى مؤتمر الصلح في باريس، ليعرض عليه قضية استقلال مصر.
أحداث ثورة 1919 م
لم يستجب أعضاء مؤتمر الصلح بباريس لمطالب الوفد المصري فعاد المصريون إلى الثورة وازداد حماسهم، وقاطع الشعب البضائع الإنجليزية، فألقي الإنجليز القبض علي سعد زغلول مرة أخرى، ونفوه مرة أخرى إلى جزيرة سيشل في المحيط الهندى في 23 ديسمبر 1921، فازدادت الثورة اشتعالًا حتى عاد سعد زغلول في عام 1923 فاستقبله الشعب استقبالًا عظيمًا، وحصل حزب الوفد على 90% من مقاعد البرلمان وتولي زغلول على إثرها مقعد رئيس الوزراء سنة 1924 م.
لورنس في بيت الأمة" زيارة ثانية لمصر
توماس إدوارد لورنس
ما بين نفي سعد زغلول مرتين وعودته، كان لـ "لورنس العرب" دورًا في التأثير نفسيًا على زوجة سعد زغلول، وذلك نقلًا عن مصطفى أمين في كتابه "من 10 لـ 20" حيث قال "في ذات يوم جاءت سيدة إنجليزية إلى البيت وطلبت مقابلة ـ صفية ـ، وقالت إنها قادمة من جزيرة سيشل وتريد أن تخبرها عن الحالة هناك، وأسرعت صفية إلى استقبالها وإذ بالسيدة تنبأها بأن ـ سعد زغلول ـ على وشك الموت وصحته في إنهيار مستمر نظرًا لأن الجو في سيشل أشبه ما يكون بجهنم لدرجة أن البيضة لو وضعت على صاج وعُرِّضَت للشمس تُسْلَق بغير حاجة لإشعال الوقود".
سعد زغلول في سيشل
يكمل مصطفى أمين الرواية ويقول "أفاضت السيدة في وصف العذاب الذي يتعرض له سعد في منفاه، لتصمت السيدة برؤية دموع صفية زغلول قائلةً ماذا تقولين ؟ إنني أفضل أن يموت سعد زغلول وهو زعيم الثورة على أن يعيش وقد تخلى عن الشعب الذي وثق فيه ومات شبابه وهم يهتفون باسمه".
يكشف مصطفى أمين أن السيدة لم تكن إمرأة وإنما كانت رجل المخابرات البريطانية لورنس والذي تنكر في شخصية امرأة ليرسل لصفية زغلول رسائل من بريطانيا، مفادها التأثير على الروح المعنوية، لكن دون جدوى.
يكشف مصطفى أمين أن السيدة لم تكن إمرأة وإنما كانت رجل المخابرات البريطانية لورنس والذي تنكر في شخصية امرأة ليرسل لصفية زغلول رسائل من بريطانيا، مفادها التأثير على الروح المعنوية، لكن دون جدوى.
معسكر للتدريبات العسكرية البريطانية عند الأهرامات
علاقة لورنس العرب بمصر، كانت قديمة وجافية، ففي أغسطس عام 1911 عاد لورنس إلى طرابلس ونصحه البعض لزيارة مصر لمطالعة الآثار الفرعونية، وتوجه لورنس إلى الإسكندرية ثم القاهرة ومنها إلى قرية كفر عمار.
لم يعجب لورنس بعمل التنقيب في المقابر وكان يستاء من منظر المنقيبين وهم يقطعون الممياوات ومن الروائح الكريهة المنبعثة منها مما جعله يمقت مصر ويعود إلى ليبيا، وهناك بدأ دوره في تأسيس تحالفات هامة مع العرب ووقف بجانبهم في أحداث حرب التحرير ضد الدولة العثمانية ولعب دورًا في خيانتهم انتهت بالقضاء على تركيا وإعلان الشرق الأوسط.
لم يعجب لورنس بعمل التنقيب في المقابر وكان يستاء من منظر المنقيبين وهم يقطعون الممياوات ومن الروائح الكريهة المنبعثة منها مما جعله يمقت مصر ويعود إلى ليبيا، وهناك بدأ دوره في تأسيس تحالفات هامة مع العرب ووقف بجانبهم في أحداث حرب التحرير ضد الدولة العثمانية ولعب دورًا في خيانتهم انتهت بالقضاء على تركيا وإعلان الشرق الأوسط.