"المسلمون في القدس" تنبؤ من "النبي" ونجاح عبر "عمر بن الخطاب"
الجمعة 01/يونيو/2018 - 07:08 ص
وسيم عفيفي
طباعة
تنبأ الرسول صلى الله عليه وسلم بفتح مدينة القدس، حسبما روى جلال الدين السيوطي بالجزء الثالث من كتابه "الدر المنثور في التفسير المأثور"، فعن معاذ بن جبل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معاذ إنه سيفتح عليكم الشام من بعدي من العريش إلى الفرات، رجالهم ونساؤهم مرابطون إلى يوم القيامة، فمن احتل ساحلا من سواحل الشام وبيت المقدس، فهو في جهاد إلى يوم القيامة".
أما كتاب "الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل" لـ "مجير الدين الحنبلي"، فروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لشداد بن أوس: "ألا إن الشام ستفتح، وبيت المقدس سيفتح، وتكون أنت وولدك أئمة بها إن شاء الله".
أما كتاب "الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل" لـ "مجير الدين الحنبلي"، فروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لشداد بن أوس: "ألا إن الشام ستفتح، وبيت المقدس سيفتح، وتكون أنت وولدك أئمة بها إن شاء الله".
ملامح نواة الفتح
الصخرة التي عرج منها الرسول صل الله عليه وآله وسلم إلى السماء
جاءت ملامح الفتح الإسلامي للقدس حينما أرسل الرسول صلى الله وعليه وسلم بعثة لاستكشاف أحوال القدس من أجل التخطيط لفتحها، فبعث النبي جيشا مكونا من 3000 مقاتل بقيادة زيد بن حارثة، وسار إلى منطقة في الكرك حيث خاض هناك غزوة سميت بمؤتة سنة 8ﻫ الموافق 629م، ولاقى الروم هزيمة كبيرة.
وفي سنة 9ﻫ الموافق 630م، وقعت غزوة تبوك التي قادها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه، حيث نصره الله سبحانه وتعالى دون حرب كما يذكر بن هشام في الجزء الخامس من كتابه عن السيرة النبوية.
وفي سنة 9ﻫ الموافق 630م، وقعت غزوة تبوك التي قادها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه، حيث نصره الله سبحانه وتعالى دون حرب كما يذكر بن هشام في الجزء الخامس من كتابه عن السيرة النبوية.
أسامة بن زيد - رسمة تعبيرية
تم إنفاذ حملة أسامة بن زيد التي بدأ الاستعداد لها سنة 11ﻫ الموافق 632م، في عهد النبي صلى الله وعليه وسلم الذي توفي قبل ارسالها.
ووفق الجزء الثالث من كتاب "الطبري"، تغير مسار الحملة حين تولى أبو بكر الصديق الخلافة حيث قرر إرسال جيش أسامة إلى الشام وحقق انتصارات كثيرة، وأرجع القبائل العربية التي ارتدت عن الإسلام.
ووفق الجزء الثالث من كتاب "الطبري"، تغير مسار الحملة حين تولى أبو بكر الصديق الخلافة حيث قرر إرسال جيش أسامة إلى الشام وحقق انتصارات كثيرة، وأرجع القبائل العربية التي ارتدت عن الإسلام.
مرحلة الفتح الإسلامي للقدس من النبي إلى عهد عمر
مقام الرسول وصاحبيه في المسجد النبوي
بعد انتهاء أبا بكر الصديق من حروب الردة، أرسل حملة إلى فلسطين بقيادة عمرو بن العاص، أما آخر معارك المسلمين وأكثرها أهمية فكانت معركة اليرموك الفاصلة، التي وقعت سنة 16ﻫ الموافق 638م ، حيث دخلت معظم مدن الشام في الإسلام، حيث بقي تحرير القدس، إذ استشار المسلمون الخليفة عمر بن الخطاب الذي لم يتوان عن دعوتهم لإتمام فتح المدينة.
أرسل أبو عبيدة قواته إلى القدس وحاصرها، وتحصن النصارى داخل المدينة، واقترب يزيد بن أبي سفيان من سور المدينة فعرض على أهلها الدخول في الإسلام أو دفع الجزية أو القتال فاختاروا القتال.
شدد المسلمون الحصار على المدينة، حتى يئس الروم، حيث طلبوا مفاوضة المسلمين، وتفاوض عنهم صفرونيوس بطريرك المدينة، الذي طلب من المسلمين الصلح، حيث اشترط حضور الخليفة عمر بن الخطاب مباشرة وبنفسه لاستلامها.
توجه عمر بن الخطاب إلى القدس لإتمام الصلح، حيث توجه إلى الجابية واستقبله هناك أبو عبيدة وقادة الجيش الإسلامي وفيهم خالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان، ثم توجه من هناك إلى القدس والتقى بصفرونيوس، إذ كتب له عهدا تضمن الأمان على أرواحهم وأموالهم وكنائسهم، وبدأ دخول المدينة التي أعطي أهلها حق اقامة عباداتهم وشعائرهم الدينية .
أرسل أبو عبيدة قواته إلى القدس وحاصرها، وتحصن النصارى داخل المدينة، واقترب يزيد بن أبي سفيان من سور المدينة فعرض على أهلها الدخول في الإسلام أو دفع الجزية أو القتال فاختاروا القتال.
شدد المسلمون الحصار على المدينة، حتى يئس الروم، حيث طلبوا مفاوضة المسلمين، وتفاوض عنهم صفرونيوس بطريرك المدينة، الذي طلب من المسلمين الصلح، حيث اشترط حضور الخليفة عمر بن الخطاب مباشرة وبنفسه لاستلامها.
توجه عمر بن الخطاب إلى القدس لإتمام الصلح، حيث توجه إلى الجابية واستقبله هناك أبو عبيدة وقادة الجيش الإسلامي وفيهم خالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان، ثم توجه من هناك إلى القدس والتقى بصفرونيوس، إذ كتب له عهدا تضمن الأمان على أرواحهم وأموالهم وكنائسهم، وبدأ دخول المدينة التي أعطي أهلها حق اقامة عباداتهم وشعائرهم الدينية .
العهدة العمرية
كان نص العهدة العمرية التي كتبها عمر لأهل القدس:
"بسم الله الرحمن الرحيم: هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيليا من الأمان، أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم وصلبانهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أنه لا تسكن كنائسهم ولاتهدم، ولا ينتقص منها ولا من حيزها، ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم. ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود، وعلى أهل إيليا أن يعطوا الجزية كما يعطى أهل المدائن، وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوت "اللصوص"، فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعهم وصلبهم فإنهم آمنون على أنفسهم وبيعهم وصلبهم حتى يبلغوا مأمنهم، ومن كان بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان، فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية ومن شاء سار مع الروم ومن شاء رجع إلى أهله، فإنه لايؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم، وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية شهد على ذلك خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبد الرحمن بن عوف، ومعاوية بن أبي سفيان، وكتب وحضر سنة خمسة عشرة".
وعندما عقد عمر بن الخطاب الصلح مع أهل القدس دخل المدينة ومعه أربعة الآف رجل من الصحابة والبطريرك صفرونيوس، ودخلوا المسجد الأقصى فصلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه فيه في المكان الذي يقال له محراب داود.
وأقام عمر بن الخطاب في مدينة القدس عشرة أيام، وعين يزيد بن أبي سفيان عاملا على إدارة المدينة تحت إمرة أبي عبيدة، كما عين سلامة بن قيصر إماما للصلاة، وعلقمة بن مجزر مشرفا على الشؤون العسكرية للمدينة كما يذكر الواقدي في كتابه فتوح الشام.
"بسم الله الرحمن الرحيم: هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيليا من الأمان، أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم وصلبانهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أنه لا تسكن كنائسهم ولاتهدم، ولا ينتقص منها ولا من حيزها، ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم. ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود، وعلى أهل إيليا أن يعطوا الجزية كما يعطى أهل المدائن، وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوت "اللصوص"، فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعهم وصلبهم فإنهم آمنون على أنفسهم وبيعهم وصلبهم حتى يبلغوا مأمنهم، ومن كان بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان، فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية ومن شاء سار مع الروم ومن شاء رجع إلى أهله، فإنه لايؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم، وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية شهد على ذلك خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبد الرحمن بن عوف، ومعاوية بن أبي سفيان، وكتب وحضر سنة خمسة عشرة".
وعندما عقد عمر بن الخطاب الصلح مع أهل القدس دخل المدينة ومعه أربعة الآف رجل من الصحابة والبطريرك صفرونيوس، ودخلوا المسجد الأقصى فصلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه فيه في المكان الذي يقال له محراب داود.
وأقام عمر بن الخطاب في مدينة القدس عشرة أيام، وعين يزيد بن أبي سفيان عاملا على إدارة المدينة تحت إمرة أبي عبيدة، كما عين سلامة بن قيصر إماما للصلاة، وعلقمة بن مجزر مشرفا على الشؤون العسكرية للمدينة كما يذكر الواقدي في كتابه فتوح الشام.