"القدس والدويلات المستقلة" قضية ضاعت بسبب السياسة
السبت 02/يونيو/2018 - 01:02 ص
وسيم عفيفي
طباعة
بعد منتصف القرن الثالث الهجري ـ التاسع الميلادي بدأ الضعف يتسلل إلى السلطة المركزية في بغداد عاصمة الدولة العباسية، خاصة مع انشغال الخلافة العباسية بحركة الزنج.
نشأت في تلك الفترة عهوداً عرِفَت بالدول المستقلة عن الخلافة العباسية حيث استقلَّت بعض الدول عنها استقلالا تاما، بينما أخذ بعضها يتجه نحو استقلال جزئى تصبح البلاد فيه تابعة للخلافة اسمًا فقط بحيث تستمد منها مكانتها الروحية وقدرها العظيم فى نفوس المسلمين.
نشأت في تلك الفترة عهوداً عرِفَت بالدول المستقلة عن الخلافة العباسية حيث استقلَّت بعض الدول عنها استقلالا تاما، بينما أخذ بعضها يتجه نحو استقلال جزئى تصبح البلاد فيه تابعة للخلافة اسمًا فقط بحيث تستمد منها مكانتها الروحية وقدرها العظيم فى نفوس المسلمين.
القدس في العهد الطولوني والإخشيدي
مدخل أحد حواري القدس
أتيح لـ أحمد بن طولون أن يحكم بلاد الشام ومصر فدخلت القدس تحت حكم بني طولون الذين أولوا فلسطين عناية كبيرة لأهميتها الدينية، حيث بقيت فلسطين تحت حكم الطولونيين الذين أقاموا حكماً وراثياً في مصر والشام.
أما بالنسبة إلى الإخشيديين، فقد برز قائدهم محمد بن طغج الإخشيد عام 321ﻫ الموافق 932م في مواجهة الفاطميين الذين أخذوا بتهديد حدود مصر الغربية، وتمكن من ردهم عن مصر، وكان قد تولى الشام من قبل فبعث إليه الراضي تقليدا بمصر إضافة إلى بلاد الشام وذلك سنة 323ﻫ الموافق 935م، وأصبحت القدس ضمن الأملاك الإخشيدية.
تعرضت فلسطين لغزو القرامطة، رغم محاولات الإخشيديين وقف هذه الهجمات إلا أنها انتهت سنة 968م الموافق 357ﻫ إلى فرار الحسن بن طغج الإخشيد من عاصمة فلسطين (الرملة) إلى مدينة القدس ليحتمي فيها، وأجبر على دفع الإتاوة للقرامطة.
اهتم الإخشيديون بالقدس، وأصبحت عندهم مكانة عظيمة. إذ أوصوا بأن يدفنوا فيها، منهم: محمد بن طغج الإخشيد، وعلى بن الإخشيد وكافور الإخشيدي.
أما بالنسبة إلى الإخشيديين، فقد برز قائدهم محمد بن طغج الإخشيد عام 321ﻫ الموافق 932م في مواجهة الفاطميين الذين أخذوا بتهديد حدود مصر الغربية، وتمكن من ردهم عن مصر، وكان قد تولى الشام من قبل فبعث إليه الراضي تقليدا بمصر إضافة إلى بلاد الشام وذلك سنة 323ﻫ الموافق 935م، وأصبحت القدس ضمن الأملاك الإخشيدية.
تعرضت فلسطين لغزو القرامطة، رغم محاولات الإخشيديين وقف هذه الهجمات إلا أنها انتهت سنة 968م الموافق 357ﻫ إلى فرار الحسن بن طغج الإخشيد من عاصمة فلسطين (الرملة) إلى مدينة القدس ليحتمي فيها، وأجبر على دفع الإتاوة للقرامطة.
اهتم الإخشيديون بالقدس، وأصبحت عندهم مكانة عظيمة. إذ أوصوا بأن يدفنوا فيها، منهم: محمد بن طغج الإخشيد، وعلى بن الإخشيد وكافور الإخشيدي.
القدس تحت الحكم الفاطمي
من حارات فلسطين
استطاع جعفر بن فلاح من بسط السيطرة الفاطمية على مدينة القدس، والرملة وغيرها من المدن الفلسطينية
اهتم الفاطميون بالمدينة، وأنشأوا فيها مجموعة من المؤسسات أهمها: المستشفى الفاطمي، ودار العلم الفاطمية؛ وإقامة الخانات لتسهيل أمور التجار، وشجعوا العلوم والآداب، وتجدر الإشارة إلى أن المذهب الشيعي كان قد انتشر بشكل كبير في بيت المقدس والمنطقة بأسرها.
اهتم الفاطميون بالمدينة، وأنشأوا فيها مجموعة من المؤسسات أهمها: المستشفى الفاطمي، ودار العلم الفاطمية؛ وإقامة الخانات لتسهيل أمور التجار، وشجعوا العلوم والآداب، وتجدر الإشارة إلى أن المذهب الشيعي كان قد انتشر بشكل كبير في بيت المقدس والمنطقة بأسرها.
لصليبيون يدخلون القدس / 1. كنيسة القيامة 2. قبة الصخرة 3. الأسوار
كانت علاقة الفاطميين في القدس مع نصارى المدينة سيئة في بعض الأحيان إذ تعرضوا لمضايقات من قبل الحكام الفاطميين وبالإضافة إلى بعض حكام المدينة، أو انعكاسا لعلاقات الدولة الفاطمية بالدولة البيزنطية، وقد صدرت الأوامر من الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله الفاطمي إلى والي فلسطين بهدم كنيسة القيامة عام 399ﻫ الموافق 1009م.
وانتهج الفاطميون سياسية التشدد ضد المسيحيين، إذ أمر أن يميز المسيحيين من المسلمين في حمامات فلسطين بصليب معقوف يعلقونه في رقابهم، هذا فضلا عن تمييز اليهود "بجلجل مكان الصليب" وكان ذلك لفترة زمنية محدودة، أدى ذلك إلى تهجير عدد كبير من المسيحيين إلى خارج فلسطين.
وتشير إحدى الروايات إلى أن المفرج بن الجراح ألزم المسيحيين في القدس بإعادة بناء كنيسة القيامة عام 403ﻫ الموافق 1012م، وساعد في عملية البناء حسب إمكاناته وقدراته.
وانتهج الفاطميون سياسية التشدد ضد المسيحيين، إذ أمر أن يميز المسيحيين من المسلمين في حمامات فلسطين بصليب معقوف يعلقونه في رقابهم، هذا فضلا عن تمييز اليهود "بجلجل مكان الصليب" وكان ذلك لفترة زمنية محدودة، أدى ذلك إلى تهجير عدد كبير من المسيحيين إلى خارج فلسطين.
وتشير إحدى الروايات إلى أن المفرج بن الجراح ألزم المسيحيين في القدس بإعادة بناء كنيسة القيامة عام 403ﻫ الموافق 1012م، وساعد في عملية البناء حسب إمكاناته وقدراته.
الأقصى من الداخل
أسهمت الدولة الفاطمية في ترميم المسجد الأقصى زمن الخليفة الفاطمي الظاهر كما رممت أسوار المدينة في عهده وفي عهده تمتع النصارى بحريتهم الدينية، وأعيد بناء الكنيسة التي تهدمت وتضررت بسبب زلزال عام 425ﻫ الموافق 1034م.
هذا وقد منح الخليفة الفاطمي المستنصر قطعة أرض للمسيحيين ـ جنوب كنيسة القيامة ـ لبناء مركز لإقامتهم ولإقامة غيرهم من النصارى الأوروبيين أثناء وجودهم في القدس، عرف بحي النصارى.
هذا وقد منح الخليفة الفاطمي المستنصر قطعة أرض للمسيحيين ـ جنوب كنيسة القيامة ـ لبناء مركز لإقامتهم ولإقامة غيرهم من النصارى الأوروبيين أثناء وجودهم في القدس، عرف بحي النصارى.
القدس تحت حكم السلاجقة
من حروب السلاجقة مع الصليبيين
حاصر السلاجقة القدس عام 465ﻫ الموافق 1073م، واستولوا عليها دون قتال. وذهب اتسز أوق الخوارزمي إلى فلسطين وفتح الرملة، وسار منها إلى القدس فحاصرها، وفتحها وسيطر على ما يجاورها من البلاد ما عدا مدينة عسقلان.
وأغلق سكان القدس أبواب المدينة أمام القائد السلجوقي وقاوموه، فقاتلهم ثم دخل البلد بالقوة، ونكل بكثير من أهلها حتى قيل انه قتل ما يقرب من ثلاثة عشر ألفا من سكان المدينة، وتمكن نصر الدولة والجيوش الفاطمية من استعادة مدينة القدس بعد مرور حوالي أربع سنوات، عام 469ﻫ الموافق 1077م.
وأغلق سكان القدس أبواب المدينة أمام القائد السلجوقي وقاوموه، فقاتلهم ثم دخل البلد بالقوة، ونكل بكثير من أهلها حتى قيل انه قتل ما يقرب من ثلاثة عشر ألفا من سكان المدينة، وتمكن نصر الدولة والجيوش الفاطمية من استعادة مدينة القدس بعد مرور حوالي أربع سنوات، عام 469ﻫ الموافق 1077م.
منحوتة من العهد السلجوقي
لم يدم ذلك بسبب قوة الفاطميين في الشام، طلب اتسز الخوارزمي الإمدادات من الدولة السلجوقية التي بادرت إلى نجدته، وأرسلت الأمير تاج الدولة تتش على رأس قوة إلى دمشق فتلقاه اتسز عن قريب، فأنكر عليه تأخره عن لقائه، وقبض عليه وقتله في ربيع الأول عام 472ﻫ الموافق 1079م، وسيطر على بلاد الشام فلسطين ومركزها القدس، وعين ارتق بن اكسب نائبا عنه في القدس، وأقطعه جميع المناطق التابعة لها.
وتمكن الفاطميون من استعادة القدس يوم الأربعاء 15 رمضان عام 491ﻫ الموافق 26 أغسطس من عام 1098م، وذلك عندما قام الأفضل بن بدر الجمالي بحصارها وبها الأمير التركماني سقمان بن أرتق وأخوه إيلغازي وجماعة من أقاربهما، وانتهى الحصار باستسلام المدينة للفاطميين.
وتمكن الفاطميون من استعادة القدس يوم الأربعاء 15 رمضان عام 491ﻫ الموافق 26 أغسطس من عام 1098م، وذلك عندما قام الأفضل بن بدر الجمالي بحصارها وبها الأمير التركماني سقمان بن أرتق وأخوه إيلغازي وجماعة من أقاربهما، وانتهى الحصار باستسلام المدينة للفاطميين.