"أحمد سعيد" و"النكسة".. ثنائية اجتمع ضدها الشعب والقدر
الثلاثاء 05/يونيو/2018 - 01:46 م
مريم مرتضى
طباعة
مع حلول ذكرى نكسة 1967م، لابد وأن نتذكر ذلك الصوت المميز لمذيع صوت العرب "أحمد سعيد" الذي توفى قبل ساعات قليلة في رمزية قدرية سوداء جمعته بالنكسة مرتين، الأولى يوم سقطت شعبيته بسبب نقله أخبار خاطئة عن الحرب، والثانية اليوم حين صادف يوم وفاته تلك الذكرى المشئومة التي ألمت الشعب المصري.
تأسيس صوت العرب
بعد ثورة 23 يوليو انطلق إذاعة صوت العرب، وكان هدفها الرئيسي هو بث خطابات الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حول الوحدة العربية ومناهضة الاستعمار الأجنبي، وكان "أحمد سعيد" مدير الإذاعة والمذيع الرئيسي بها، حيث اشتهر بأسلوبه المميز في الأداء أمام الميكروفون بشكل جعل منه نجم جماهيري.
بعد ثورة 23 يوليو انطلق إذاعة صوت العرب، وكان هدفها الرئيسي هو بث خطابات الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حول الوحدة العربية ومناهضة الاستعمار الأجنبي، وكان "أحمد سعيد" مدير الإذاعة والمذيع الرئيسي بها، حيث اشتهر بأسلوبه المميز في الأداء أمام الميكروفون بشكل جعل منه نجم جماهيري.
قرار التنحي في صحيفة أخبار اليوم
أحمد سعيد والنكسة
في يوم 5 يونيو 1967م، وعندما كانت قوات وطائرات العدو تدك الأراضي المصرية، أعلن "سعيد" بصوته الجهور عبر إذاعة صوت العرب عن إنتصار الجيش المصري، وقام بنشر بيانات عسكرية غير صحيحة يؤكد فيها إن الجيش المصري تمكن من إسقاط عشرات الطائرات الإسرائيلية وأنه يحقق انتصارًا ساحقًا، وذلك على غير الحقيقة بالطبع، فقد قام جيش العدو وقتها بقصف الطائرات المصرية وهي على الأرض قبل أن تتمكن من الإقلاع، وظل الشعب المصري مخدوعًا بهذه التصريحات حتى جاء يوم 9 يونيو وخرج جمال عبدالناصر في خطاب جماهيري يعلن فيه الهزيمة وقرار التنحي.
في يوم 5 يونيو 1967م، وعندما كانت قوات وطائرات العدو تدك الأراضي المصرية، أعلن "سعيد" بصوته الجهور عبر إذاعة صوت العرب عن إنتصار الجيش المصري، وقام بنشر بيانات عسكرية غير صحيحة يؤكد فيها إن الجيش المصري تمكن من إسقاط عشرات الطائرات الإسرائيلية وأنه يحقق انتصارًا ساحقًا، وذلك على غير الحقيقة بالطبع، فقد قام جيش العدو وقتها بقصف الطائرات المصرية وهي على الأرض قبل أن تتمكن من الإقلاع، وظل الشعب المصري مخدوعًا بهذه التصريحات حتى جاء يوم 9 يونيو وخرج جمال عبدالناصر في خطاب جماهيري يعلن فيه الهزيمة وقرار التنحي.
الصحف تنقل البيانات التي أذاعها أحمد سعيد
مُجبر أخاك لا بطل
على مبدأ "مُجبر أخاك لا بطل" برر أحمد سعيد موقفه من تلك التصريحات الكاذبة، وأوضح خلال أحد التسجيلات الوئاثقية عن النكسة، أنه لم يكن على علم وقتها بكذب هذ المعلومات، فهو كمذيع لم يكن في جبهة القتال وكان ينقل للشعب ما يتلقاه من القيادة العسكرية، وأوضح أن الدستور والقانون ينصان على أنه لا يحق له أن يناقش أو يعدل تلك المعلومات، وأوضح أن قانون العقوبات وقتها كان يحكم بالإعدام على كل من يأتي بفعل أو قول بؤدي إلى إضعاف الروح المعنوية للقوات المسلحة أو الشعب.
على مبدأ "مُجبر أخاك لا بطل" برر أحمد سعيد موقفه من تلك التصريحات الكاذبة، وأوضح خلال أحد التسجيلات الوئاثقية عن النكسة، أنه لم يكن على علم وقتها بكذب هذ المعلومات، فهو كمذيع لم يكن في جبهة القتال وكان ينقل للشعب ما يتلقاه من القيادة العسكرية، وأوضح أن الدستور والقانون ينصان على أنه لا يحق له أن يناقش أو يعدل تلك المعلومات، وأوضح أن قانون العقوبات وقتها كان يحكم بالإعدام على كل من يأتي بفعل أو قول بؤدي إلى إضعاف الروح المعنوية للقوات المسلحة أو الشعب.
براءة أحمد سعيد من التضليل
على الرغم من التعاطف الشعبي مع ناصر وقتها، إلا أن الغضب لدى البعض كان كبير للغاية تجاه ما أعلنه “سعيد” من بيانات مضللة، وحاول سعيد توضيح موقفه للشعب أكثر من مرة، وأوضح في أحد اللقاءات الوثائقية عن النكسة أنه في يوم 5 يونيو جاءه إتصال هاتفي من مراقب بقسم الإستماع السياسي، وكان يتحدث وهو في حالة بكاء وانفعال هستيري وسأل أحمد سعيد قائلًا: " ما هذا الذي تذيعونه؟، جميع وكالات الأنباء العالمية تقول إن الجيش الإسرائيلي ضربنا، وبدأ يخترق سيناء، وأنتم تذيعون معلومات مخالفة تمامًا لجميع البيانات”.
أوضح سعيد أنه قام على الفور بالإتصال بالقيادة وأخبره أحد الضباط أن لا يصدق ذلك الحديث، ولكنه سعيد شعر بالتناقض الشديد، وأمام حالة عدم وضوح الحقائق الي وقع بها قرر منع إذاعة أي بيانات جديدة عن الحرب، وذلك على الرغم من أن هذه الخطوة كانت فيها مخالفة للقوانين، إلا أنه أخذها على مسئوليته الشخصية، والغريب أنه لم يتحدث معه أي أحد من القادة ليتحرى عن سبب وقف الإذاعة!.
ورغم كل ذلك إلا أنه بعد معرفة خبر الهزيمة، استخدم صوته مرة أخرى ليخترق جوانح المصريين ويرفع من همتهم ومعنوياتهم، وطالبهم بعدم الاستسلام للروح الإنهزامية.
على الرغم من التعاطف الشعبي مع ناصر وقتها، إلا أن الغضب لدى البعض كان كبير للغاية تجاه ما أعلنه “سعيد” من بيانات مضللة، وحاول سعيد توضيح موقفه للشعب أكثر من مرة، وأوضح في أحد اللقاءات الوثائقية عن النكسة أنه في يوم 5 يونيو جاءه إتصال هاتفي من مراقب بقسم الإستماع السياسي، وكان يتحدث وهو في حالة بكاء وانفعال هستيري وسأل أحمد سعيد قائلًا: " ما هذا الذي تذيعونه؟، جميع وكالات الأنباء العالمية تقول إن الجيش الإسرائيلي ضربنا، وبدأ يخترق سيناء، وأنتم تذيعون معلومات مخالفة تمامًا لجميع البيانات”.
أوضح سعيد أنه قام على الفور بالإتصال بالقيادة وأخبره أحد الضباط أن لا يصدق ذلك الحديث، ولكنه سعيد شعر بالتناقض الشديد، وأمام حالة عدم وضوح الحقائق الي وقع بها قرر منع إذاعة أي بيانات جديدة عن الحرب، وذلك على الرغم من أن هذه الخطوة كانت فيها مخالفة للقوانين، إلا أنه أخذها على مسئوليته الشخصية، والغريب أنه لم يتحدث معه أي أحد من القادة ليتحرى عن سبب وقف الإذاعة!.
ورغم كل ذلك إلا أنه بعد معرفة خبر الهزيمة، استخدم صوته مرة أخرى ليخترق جوانح المصريين ويرفع من همتهم ومعنوياتهم، وطالبهم بعدم الاستسلام للروح الإنهزامية.
أحمد سعيد
أحمد سعيد
وُلد "أحمد سعيد" عام 1925م، وتم تعيينه كمذيع رئيس في إذاعة القاهرة عقب تخرجه من كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1946م، ثم مديرًا لإذاعة “صوت العرب” عند تأسيسها عام 1953م، وحتى عام 1967م، كما عمل محررًا صحفيًا في عدد من المجلات.
وُلد "أحمد سعيد" عام 1925م، وتم تعيينه كمذيع رئيس في إذاعة القاهرة عقب تخرجه من كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1946م، ثم مديرًا لإذاعة “صوت العرب” عند تأسيسها عام 1953م، وحتى عام 1967م، كما عمل محررًا صحفيًا في عدد من المجلات.