"لعنة الرقم 73 على إسرائيل" هزمها عسكرياً وقصف أعمار مؤسسيها
وفي هذا التقرير ، ترصد "بوابة المواطن"المفارقة التاريخية التي وقعت في نفس عام النصر وهو نقل رفات شخصية "موسى مونتيفيوري" صاحب فكرة الاستيطان الأول في فلسطين ووفاة أول رئيس إسرائيلي "ديفيد بن جوريون".
من هو موسى مونتيفيوري؟
هو ثري بريطاني يهـودي وزعيم الجماعة اليهودية في إنجلترا، ومن كبار المدافعين عن الحقوق المدنية لليهود في إنجلترا والعالم.
وُلد في بريطانيا لأسرة إنجليزية ذات أصول إيطالية والتي استقرت في إنجلترا في القرن الثامن عشر، حيث بدأ عمله كسمسار في بورصة لندن حيث حقق ثراءً سريعاً.
وناسب عائلة روتشيلد المالية الثرية مما ساعده في مجال أعماله، حيث كان مونتفيوري من أوائل المشاركين في تأسيس البنوك الصناعية بالتعاون مع المؤسسة الإنجليزية ـ الأمريكية العاملة في مجال الماس والمال والتي اشترك في تأسيسها إرنست أوبنهايمر اليهودي الثري رجل الصناعة والمال في جنوب أفريقيا.
وحقق مونتفيوري ثروة طائلة من خلال أعماله، وهو ما مكَّنه من اعتزال العمل عام 1824، وبناء على ما سبق فتولى منصب عمدة لندن وأول يهودي يحصل على لقب "سير".
الهدف الخاص لـ "مونتيفيوري"..
كرَّس مونتيفيوري جهوده بعد ذلك للقضايا المرتبطة بأوضاع
الجماعات اليهودية في شرق أوروبا والعالم الإسلامي.
العقل السام لـ "مونتيفيوري" للحصول على
فلسطين..
زار فلسطين سبع مرات وقدم لمحمد علي باشا عام 1838 خطة لتوطين
اليهود في فلسطين تتضمن توفير وضع متميِّز لليهود وقدر كبير من الاستقلال الذاتي وتنمية
المشاريع الزراعية والصناعية في فلسطين حتى يحقق اليهود الاعتماد على الذات.
وأسَّس أول حي يهودي خارج أسوار مدينة القدس القديمة، كما
أسس بعض المشاريع الصناعية.
ولم يلتقي الثري البريطاني بمحمد علي سوى مرة واحدة،
ولاحظ أن مشاريعه في فلسطين تعثرت بعد خروج
الأخير من حكمها، فما كان أمامه سوى الذهاب للسلطان العثماني والذي نجح في إقناعه بمنح
الامتيازات التي كان يتمتع بها الأجانب لليهود في جميع أرجاء الإمبراطورية العثمانية،
وهو ما ساهم بدون شك في تحويلهم إلى عنصر أجنبي منبتّ الصلة بالمنطقة وذي قابلية خاصة
للتحول إلى جماعة وظيفية استيطانية .
وفاته..
كان مونتيفيوري من أبرز المشجعين والمؤيدين للاستيطان اليهودي
في فلسطين، شأنه شأن معظم الأثرياء اليهود المندمجين في الغرب، حيث قد أُعيد دفن جثمانه
وزوجته في إسرائيل عام 1973.
ديفيد بن جوريون..
ولمصادفة الأقدار، يكون عام وفاة أول رئيس إسرائيلي في
عام النصر عام 1973، إنه أول رئيس وزراء إسرائيلي "ديفيد بن جوريون".
وُلد بن جوريون في مدينة بلونسك البولندية ولتحمّسه الزائد
للصهيونية، هاجر إلى فلسطين عام 1906.
عمل بن جوريون الصحافة في بداية حياته العملية وبدأ باستعمال
الاسم اليهودي "بن جوريون" عندما مارس حياته السياسية.
كان بن جوريون من طلائع الحركة العمالية الصهيونية في مرحلة
تأسيس إسرائيل، حيث قاد إسرائيل في حرب 1948 التي يُطلق عليها الإسرائيليون.
ويعد بن جوريون من المؤسسين لحزب العمل الإسرائيلي والذي
تبوّأ رئاسة الوزراء الإسرائيلية لمدة 30 عاماً منذ تأسيس إسرائيل، وتقلد منصب أول
رئيس وزراء لإسرائيل.
من أقواله..
من بين أقواله :"لو كنت زعيما عربيا لن أوقع اتفاقا
مع إسرائيل أبدا. إنه أمر طبيعي: لقد أخذنا بلدهم. صحيح أن الله وعدنا به ولكن في ماذا
يمكن أن يهمهم ذلك؟ ربنا ليس ربهم. كانت هناك معاداة للسامية، والنازيون، وهتلر، وأوشفيتز،
ولكن في ماذا يمكن أن يعنيهم ذلك؟ هم لا يرون إلا شيئا واحدا فقط: هو أننا جئنا وأخذنا
بلدهم. فلماذا يقبلون هذا الأمر؟ لا معني لإسرائيل من غير القدس,ولا معني للقدس من
غير الهيكل".
الخلاصة..
كما جُرحنا في النكسة عام 1967، رفعنا رؤوسنا عاليًا في
نصر أكتوبر عام 197، تلك السنة التي لا يعتبر فقط هزيمة دامية للصهاينة بل إن هذا
العام حصد أرواح قيادات إسرائيلية بارزة ستظل جرحها ينزف إلى يوم الدين.