إن حب الوطن من الأمور الفطرية التي خلق الإنسان عليها، فحبة لوطنه أمرا طبيعي فهو نشأ وترعرع وشب على أرضه هذا الفطرة تتجسد عندما يغادر وطنه فيشعر بالحنين له مرة أخرى ولكن الأمر الغير طبيعي هو الجهل" ليس معناه عدم الإلمام بمبادئ القراءة والكتابة" ولكن الجهل في حب الوطن هو آفة البعض.
فمصر لا تحتاج إلى من يحبها بعقول مبتورة ومنقوصة بعاطفة لا تستند إلى عقل أو منطق بجهل فى التعامل مع الأمور بادعاء الوطنية، فالوطنية والجهل لا يجتمعان والوطن لا يحتاج إلى من يحبه بجهل فهو بجهلة يسيء إليها وبعض المدافعين عن اى قرارات خاطئة أو صحيحة دون علم بأسباب صحتها أو خطئها فهم أشبه بـ"الدبة التي قتلت صاحبها» فالدولة ليست سيئة ولكن بعض من يدعون تمثيلها هم من يجعلونها تظهر متبلورة في هذا الإطار وهو ما يظهر عن عندما يصدر قرارا حتى لو كان صحيحا يراه البعض خاطىء لا يسعى المدافعين المحبين بجهل إلى توضيحية بحجج وبراهين ولكن يفسروة عن طريق العاطفة فقط.
نعلم جميعا أن الوطن هو الحاضنة البشرية والغطاء الذي يحتضن كافة الناس الذين تربطهم علاقات وعادات وتقاليد ولغة وإرث مشترك، ولكن يجب أن يكون لدينا وعى فبالوعي والنضج يستطيع الإنسان إنقاذ وطنه والعكس تماما في حالة الجهل يكون البعض عامل تخريب وغير محب لوطنة بطريقة غير مباشرة فالعجيب أنك حين تناقش الجاهل لا يجد منطقا يستند إليه وإنما مجرد مشاعر هوجاء وحبًا قاتلًا يفتقد لأبسط أساسيات العقل والمنطق، وهذا هو الجهل القاتل الذي يهدم أكثر مما يبني فعندما تتحدث مع الجاهل قد يمنحك شهادات الوطنية أويحجبها عنك.
فأصبح البعض يفتى فى كل شيء وعن كل شيء، ويستمد معلوماته من القيل والقال في وسائل الإعلام أو حديث المقاهي أو مواقع التواصل والانترنت أو معلومات من البيئة التى يعيش بها دون أن يكلف نفسه عناء المعرفة أو القراءة أو البحث في الأمور من مصادرها فالجهل يهدم الأوطان إن كنتم تريدون وطن فسعوا لبنائه بفهم وبطرق صحيحه وان كنتم تريدون أشخاص فستعودون إلى الخلف مرارًا وتكرارًا فالوطن لايبنى بالعواطف.
فحبك لوطنك واجب شرعي وديني وخلقي، هذا الحب يجب أن يترجم إلى واقع وإلى أفعال، ولا يترجم بحسب الهوى والمصالح الشخصية والذاتية فالأوطان لا تبنى بالعاطفة ولا تبنى بحسن النوايا.