المواطن

عاجل
محافظ القاهرة يتفقد أعمال تطوير ورفع كفاءة بحي الموسكي قام الإتحاد الدولي لملكات الجمال بتكريم معالي أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير محمود كامل يثير غضب الصحفيين طالبه البلشي بحذفه وطواله: ما الحقائق التي تراجع عن نشرها فرع ثقافة الشرقية يٌطلق فعاليات برنامج "إبداعنا يجمعنا" بنادى غار حراء بقرية الغار التابعة لمركز ومدينة الزقازيق تحت رعاية محافظ الشرقية... إنطلاق فعاليات دورة تنمية مهارات مسئولى وأعضاء وحدات تكافؤ الفرص تنفيذاً لتعليمات القيادة السياسية وبناءاً على تعليمات وتوجيهات المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية واستكمالاً لتنفيذ أسواق اليوم الواحد حازم الأشموني : تنفيذ الإزالة الفورية لأي تعديات مخالفة على الأراضى الزراعية أو أملاك الدولة الفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة يتفقد إجراءات التأمين على الإتجاه الإستراتيجى الغربى ضبط 3 طن نخالة خشنة وأرز أبيض مجهولي المصدر داخل مخزن للمواد الغذائية ببلبيس في اليوم السابع من أيام الموجه الـ 25.. إزالة 5 حالات تعدي بمساحة 535 متر وحالة تعدي على مساحة 4 قيراط بنطاق المحافظة
رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"الهنود الحمر".. هربوا من عذاب المستعمر الأبيض ليتم حرقهم على يد آلهة الرحمة

الخميس 07/يونيو/2018 - 10:23 ص
الهنود الحمر
الهنود الحمر
مريم مرتضى
طباعة
ربما كل ما نتخيله عنهم أنهم أناس همجيين متوحشين يختبئون في الجبال ليتمكنوا من الهجوم على الأمريكان المساكين ليقتلوهم ويمزقوهم بوحشية، بالطبع أتحدث عن الهنود الحمر أو السكان الأصليين لقارة أمريكا، من منا لم يشاهد عنهم فيلمًا يصور وحشيتهم وحياتهم البدائية؟، والحقيقة أن هذه الصورة التي حفروها في أذهاننا ما هي إلا سلب وطمس للصورة الحقيقية، ومحاولة لدفن جريمة بشعة راح ضحيتها أكثر من 112 مليون إنسان تم القضاء عليهم بأفظع عمليات الإبادة في التاريخ وأبشع الأساليب والطرق الوحشية.
الهنود الحمر.. هربوا
المستعمر الأبيض

عند اكتشاف القارة الأمريكية، ظن الرحالة الإيطالي "كريستوفر كولومبوس" أنه وصل للساحل الغربي لبلاد الهند، فأطلق على سكان المنطقة اسم "الهنود الحُمر" وذلك بسبب لونهم المائل إلى الحُمرة، والحقيقة أن الهنود الحمر كانوا قد وصلوا إلى هذا المكان قبل آلاف السنين من اكتشاف كريستوفر، وعاشوا هناك حياة بسيطة اعتمدوا فيها على الصيد والزراعة، وبنوا ثقافة خاصة بهم، وأسسوا تعاملاتهم على العهود والمواثيق الشفهية، لذا كانوا يعظمون الصدق وغروسه في نفوس أبنائهم، وتميزوا بالاهتمام بالحضارة الروحية وتمجيد الأخلاق، وكانوا أناس مسالمون وتراثهم مليء بالمعاني الإنسانية.

وعندما جاءت رحلة كريستوفر أحسن الهنود الحمر استقباله، وعلموه الزراعة والصيد اعتقادًا منهم أنه مجرد زائر أو ضيف يجب التعامل معه باللطف والكرم، ولكنه للأسف كان اعتقاد خاطئ فقد جاء المُستعمر الأوروبي إلى شواطئ القارة الجديدة مثقلًا بأوجاع الحروب مُمتلئ بالخبرة العسكرية، والطرق الملتوية في التعامل مع العدو، ووجد أمامه شعب منقطع عن العالم لا يملك سوى آلات الصيد ساذج بسيط التعامل لم يخض أي حرب مع العالم الخارجي.
الهنود الحمر.. هربوا
وأدرك المستعمر الأوروبي بحنكته الحربية والعسكرية، ماذا عليه أن يفعل فشرع مباشرة في عملية التخلص والإبادة من جنس الهنود الحُمر، ولم يراعِ أي حرمة أو إنسانية طمعًا في الأراضي فاستخدموا البنادق، وقتلوا كل من صادفوا من نساء وأطفال أو شباب، وقاموا بحرق المحاصيل ليلتهم الجوع بطونهم، وسمموا الآبار وارتكبوا أبشع المذابح في حق آلاف الهنود، وعندما ضاق زعماء القبائل الهندية بما يحصل لشعبهم طلبوا عقد معاهدات سلام مع أنهم لم يقاتلوا البيض، المهم أن الطرف الآخر أو الوحش الأبيض طار فرحًا بهذا الطلب ونفذه مباشرة بشرط أن يرحلوا من أماكن معينه حددوها ليتم زراعتها أو بناءها بطريق السخرة ممن اختطفوهم ثم قاموا بعد هذه المعاهدات بإهداء الهنود الحمر مئات البطاطين واللحف بعد كل معاهدة يعقدونها معهم وما لا يعلمه هؤلاء المساكين ولم يخطر لهم على بال أن هذه الهدايا تم جلبها من المصحات الأوروبية محملة بجراثيم ووباء الطاعون والدفتريا والحصبة و السل والكوليرا لتحصدهم حصدًا دون أدنى جهد يبذله العدو وما يبقى منهم يتم حصده يدويًا بالبنادق، أنها حرب بيولوجية تم التخطيط لها بدقة واستعانوا فيها بالأطباء لإيصالها بطرق أمنه دون أن تنتقل إليهم، هذه الحرب الجرثومية المنظمة قضت على حوالي 80 %من الهنود الحمر، ورصدت السلطات الاستعمارية المكافآت والجوائز لمن يقتل هندي أحمر ويأتي برأسه سواء طفل أو امرأة أو رجل لا يهم المهم الرأس وقد كانت الجوائز عبارة عن 100 جنية إسترليني لرأس الرجل الهندي و50 جنية إسترليني لرأس المرأة أو الطفل كأسلوب جديد للإبادة الوحشية، وسرعان ما أنتشر الصيادون في أرجاء القارة يجلبون الرؤوس بأعداد هائلة ثم اقتصروا على فروة الرأس ليخف عليهم العناء ولكي لا تزدحم عرباتهم الخشبية بالرؤوس وليستطيعوا تحميل أكبر عدد من فروات رؤوس الأطفال والنساء التي يتم سلخها وكان كثيرًا من الصيادين يتباهون أن ملابسهم وأحذيتهم مصنوعة من جلود الهنود تفاخرًا بقوتهم ومهارتهم في الصيد، ومن طرق الإبادة التي أقترفها الإنجليز التهجير القسري للقبائل التي كانت تعيش قرب نهر الميسيسبي إلى مناطق موبوئة لا تصلح للعيش الآدمي فقد ترك مئات الألوف من الهنود منازلهم وحقولهم في رحلة طويلة شاقة توفي خلالها الكثير بسبب المرض والبرد والجوع وقد سميت هذه الرحلة فيما بعد "بدرب الدموع".
الهنود الحمر.. هربوا
آلهة الرحمة الأسبانية
في البداية ظن الهنود أن المستوطن الجديد هم آلهة رحمة جاءت لتنقذهم من الشر، فقد كان لدى الهنود أساطير يؤمنون بها تتحدث عن مجيء آلهة عبر أمواج المحيط من جهة الشرق فتخلصهم من جميع الشرور لذا كانوا يجمعون الذهب عبر القرون لتقديمه قربانًا لهذه الآلهة، وقد كان الزعماء يوكلون مئات الرجال بمراقبة الشواطئ انتظارًا لهذه الأسطورة كي يهدوها الذهب، فلماء وصل الأسبان قام الهنود بتحميل سفنهم بالذهب اعتقادًا منهم أنهم آلهتهم المنتظرة، وسرعان ما أدرك الأسبان أنهم أمام فريسة سهله وعرف ما ينبغي عليه فعله وهو الإبادة والاستيلاء على أرض الذهب والخيرات.
الهنود الحمر.. هربوا
ولكن للأسف لم تقل وحشية المُستعمر الأسباني عن وحشية الرجل الإنجليزي، بل على العكس فقد تفوق عليه، فقام بحصد الهنود الحمر بالبنادق، وأرغموهم على حفر المناجم، وباعوا كثيرًا منهم في سوق النخاسة، وارتكبوا فيهم ما يصعب تصديقه حتى قيل أنهم استخدموا الأطفال كطعام للكلاب، وكانوا يأخذون الطفل الصغير من أحضان أمه، ويلوحوا به في الهواء ثم يتركوه ليسقط ويتهشم على حجر أو جدار، أو يقذفون به داخل النهر وإذا حاول أحد والديه إنقاذه عاجلوهم برصاصة حتى لا يفسدوا عليهم المشهد، وأحيانا تقذف العائلة بأكملها داخل النهر ويمنعونهم من الوصول لبر النجاة إلى أن تجرفهم التيارات الشديدة ويموتون غرقًا، ومن أساليبهم أنهم كانوا يشعلون النار في أكواخهم وخيامهم فإذا خرجوا هاربين يتم تصفية الرجال بالبنادق فإذا لم يبقى سوى الأطفال والفتيات أخذوهم للعمل في السخرة وحفر مناجم الذهب أو يتم بيعهم في سوق النخاسة وبالتأكيد فإن الفتيات يقدمن خدمة إضافية عن الذكور فبالإضافة إلى العمل الثقيل الشاق نهارًا كان يتم الاغتصاب المنظم في المساء.
هكذا أنقرض الهنود الحمر وهكذا أبيدت حضارتهم وحل المهاجر الأوروبي الجديد محلهم، ولابد من ذكر أن الهنود لم يكونوا جبناء بل خاضوا معارك كثيرة خصوصًا مع الانجليز في أمريكا الشمالية ولكنها تنتهي بقتلهم جميعًا، فبينما يملك العدو أنواع عديدة من الأسلحة ويحيط بالأساليب القتالية، لم يكن الهنود يملكون سوى بعض الأسلحة البدائية المصنوعة من الخشب أو عظام الحيوانات ولم يتوقعوا الغدر ولم يدركوا أن المراد تدميرهم والقضاء عليهم.

أخبار تهمك

من تتوقع أن يفوز بلقب الدوري المصري 2025
من تتوقع أن يفوز بلقب الدوري المصري 2025
ads
ads
ads
ads
ads