"حول العالم" واشنطن تحاول تقييد إيران في المنطقة عن طريق دمشق وبغداد
الجسر الجديد
أعتبر نائب رئيس مجلس وزراء القرم جورجي مرادوف، الجسر الجديد بمثابة طريق نقل رئيسية تربط روسيا بسوريا، وينظر له على كونه وسيلة لإعادة البنى التحتية في سوريا وذلك خلال منتدى التعاون التجاري السوري الروسي، ومن المعروف أن هذا الجسر والذي كلف 3 مليارات دولار والممتد على مسافة 19 كم، تزامن افتتاحه تقريباً مع الاحتفال الذي حصل في 14مايو لوضع حجر الأساس لموقع سياحي روسي في المنارة بطرطوس.
وفقا لتقرير مجلة "بلومبرج" الأمريكية الإقتصادية، فإن الملياردير أركادي رونتبرج، وهو أحد أهم أصدقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منذ الطفولة، هو الذي يدير، جسر شبه جزيرة القرم، بينما يقف وراء مشروع المنارة في طرطوس شركة للبناء يمتلكها غينادي تيموشينكو، وهو أوليغارشي روسي وأحد أصدقاء بوتين القدماء، ليس ذلك فحسب، فقد نوهت المجلة أن هناك تطورات أخرى قيد العمل، فخلال منتدى يالطا الاقتصادي الدولي الذي بدأ أعماله في إبريل، وقعت القرم مذكرة نوايا حسنة مع ميناء مدينة اللاذقية لإتمام مشروع تصل قيمته إلى 62 مليار روبل أي ما يعادل 997 مليون دولار.
عوائق في الحسبان
على الرغم من الرؤية الإقتصادية، التي عرضتها "بلومبرج" الإقتصادية، لكن
هذا لا ينف أن هناك عوائق للشراكة الروسية السورية، حيث
لم يمنح نظام الأسد معاملات تفضيلية بعد للصادرات الروسية، ولا تزال الأضرار في
البنى التحتية تشكل تحدياً خطيراً على تخزين ومعالجة ونقل البضائع الروسية، خاصة
في ظل عدم تحمس الشركات الروسية تجاه سوريا، نظراً لصغر حجم السوق في هذه المرحلة
وللمخاطر المرتبطة بالتعرض للعقوبات الدولية والتي تتجاوز بكثير الأرباح المحتملة
من أي مشروع في سوريا، حيث أجبرت العقوبات المفروضة على نظام الرئيس بشار الأسد
الشركات الكبرى والتي لديها اهتمامات للاستثمار في سوريا للعمل من خلال سلسلة من
الوسطاء لتجنب القيود المفروضة على النظام.
خارطة طريق وإعادة تأهيل
يستلزم
التذكير هنا ، أنه وفي أواخر يناير الماضي، قالت وزارة الطاقة الروسية، إنه تم
التوقيع على خارطة طريق لإعادة تأهيل وتحديث منشآت الطاقة الجديدة في سوريا، وعلى
الرغم من أن الوزارة لم تقدم تفاصيل عن الاتفاقيات الموقعة؛ إلا أن وسائل إعلام
روسية أوردت قائمة قالت إنها تحتوي على الشركات التي من المفترض أنها مستعدة للعمل
في سوريا، ومن من بين تلك الشركات على سبيل المثال: "إيفرو بوليس" والتي
يديرها يفغيني بريغوجين" المعروف باسم "طباخ بوتين" والذي يرتبط
اسمه بشركة المرتزقة الروسية "فاغنر" والمرتبط بعمليات التلاعب
بالإنترنت التي استهدفت عدة دول منها الولايات المتحدة.
تنازلات
وحل وسط
لما
يبدو لنا من كل ما سبق ذكره، ومن تقديرات، مجلة "بلومبرج" ذات الأبعاد
الأمريكية، فأن روسيا تحاول الوصو إلى حل وسط في المناطق المحررة الخارجة
عن سيطرة النظام في الشمال والجنوب الغربي، حيث يشير التقرير إلى أن هذه الحلول لا
تتماشى مع الهدف الإيراني في سوريا، كما ترتبط أي تنازلات من التحالف الدولي الذي
تقوده الولايات المتحدة بتقييد إيران في المنطقة، منها تفكيك "قاعد التنف
العسكرية" على الحدود السورية الأردنية وفتح الطريق السريع بين دمشق وبغداد..
نقطة نظام
يمكن الوصول إلى أن، هناك مجالا للتسوية، فمن الممكن ترك وكلاء إيران الأجانب في بعض مناطق
سوريا، حيث بدأت الاستخبارات الإيرانية بتجنيد سكان في المناطق الشرقية للانضمام
إلى ميليشيا "حزب الله" في سوريا. في مقابل، سحب التمثيل الإيراني من
الجنوب واستبدالهم بعناصر تابعين للنظام.
والأهم
بالنسبة لروسيا، هو ضمان استقرار سوريا بعد انتهاء الحرب وإيجاد طرق للحفاظ على
نفوذها في دمشق على خلفية الشراكة الوثيقة بين النظام وإيران.