" أحمد خالد توفيق ".. سخر نفسه للشباب فصار قلمه هو لسانهم
الأحد 10/يونيو/2018 - 11:04 م
أحمد خالد توفيق
مريم مرتضى
طباعة
استطاع بقلمه أن يتغلغل داخل وجدان المراهقين، بدأ معهم وكبر معهم وانتهى وحده وتركهم، تربى معظم مواليد منتصف الثمانينات والتسعينيات على حكاياته عن دكتور رفعت إسماعيل، وظلوا معه طوال مشواره إلى النهاية، عاشوا في عالمه ودرسوا أبحاثه، وتألموا لآلامه، وظل الوضع قائمًا داخل عالم يوتوبيا، إلى أن رحل العراب "أحمد خالد توفيق"، الذي رحل عن عالمنا تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا تمكن من خلاله أن يؤثر في جيل كامل، تربى على كتاباته، ورغم رحيل جسده إلا أن ذكراه وأعماله باقية في نفوس مُحبيه.
وفي ذكرى ميلاده، تستعرض لكم "بوابة المواطن" أهم العناصر التي ميزته عن غيره من الكُتاب، ومكنته من أن يؤثر في نفوس الشباب، وجعلتهم يعشقون القراءة.
الشباب أولًا
كان "أحمد خالد توفيق" مهمومًا دائمًا بقضايا المجتمع خاصة تلك التي تمس الشباب، وسخر قلمه ليكون صوتهم، وعبر في كتاباته عن طموحاتهم وأحلامهم، وتمكن من ان يكون لسان جيل كامل، والأهم من ذلك أنه سخر نفسه كاملًا لهذا الجيل، أي لم يأخذه كمرحلة انتقالية، وأوضح ذلك في عدة لقاءات حين قال أنه فخور بأنه يكتب للشباب، فاللمسة تترك بصمة في الصلصال اللين، على حد قوله، ولا يريد أن يتخلى عنهم، وأظهر أن السر وراء حبه للشباب هو كونهم الفئة التي تستطيع إحداث تأثير في المجتمع، وليس العواجيز. 
أحمد خالد توفيق
يُعد "أحمد خالد توفيق" من القلائل الذين برعوا في كتابة روايات الخيال العلمي، وكان يستعمل ذكاءه في ذلك، فالجمهور المصري والقارئ المصري يهتم كثيرًا بالخيال العلمي، خاصة تلك الفئة التي كان يكتب لها توفيق، المراهقين والشباب، ومن أهم رواياته في ذلك المجال رواية "يوتوبيا" التي كان لها ملايين المتابعين الذين ينتظرون صدورها بشغف، واتسمت كتاباته بسهولة السرد، حيث كان يؤمن أن الكتابة لا يجب أن تُعذب القارئ، أو أن تكون عبئًا عليه، فزاده ذلك حُبًا ومتابعة واهتمام من جمهوره.
رواية يوتوبيا
يُعتبر " أحمد خالد توفيق " هو أول كاتب عربي في مجال أدب الرعب، والأشهر على الإطلاق في مجال أدب الشباب والفانتازيا والخيال العلمي، وقد أصدر في تلك الجزئية أكثر من سلسلة قصصية أشهرها سلسلة "ما وراء الطبيعة"، ورواية "نادي القتال"، و"موسوعة الظلام"، "قصاصات قابلة للحرق"، ومن خلال تلك الكتابات تمكن "أحمد خالد توفيق" من تنشئة جيل مُثقف خرج منه كُتاب لهم أسمهم في عالم أدب الجريمة والقصص البوليسية.
قصة من سلسلة ما وراء الطبيعة
أكثر ما ميز كتابات "أحمد خالد توفيق" إلى جانب النقاط السابقة، كان أنه استطاع أن يمزج بين الطب والأدب، فجمع بين مُتعة كتاباته، والمعلومات الطبية الحقيقية، فوجد الشباب والقراء في كتبه المعلومات المختلفة المثيرة المبنية على سبب علمي أو طبي، وكان أكثر ما يسعد الراحل أحمد خالد توفيق كما قال في أخر حواراته عندما يجيب أحد الشباب على بعض الأسئلة العملية التي اكتسبها من كتاباته.
أحمد خالد توفيق
وقد رحل الكاتب الكبير عن عالمنا يوم 2 إبريل 2018م، عن عمر ناهز الـ 55 عامًا، والغريب أنه قد تنبأ بموعد وفاته ودفنه بالضبط في روايته "قهوة باليورانيوم"، ففي الصفحة رقم 62 من الرواية، قال توفيق: "اليوم، كان من الوارد جدًا أن يكون موعد دفني هو الأحد 3 إبريل بعد صلاة الظهر، إذن كان هذا هو الموت، بدا لي بسيطًا ومختصرًا وسريعًا، بهذه البساطة أنت هنا، أنت لم تعد هنا، والأقرب أنني لم أر أي شيء من تجربة الدنو من الموت التي كتبت عنها مرارًا وتكرارًا، تذكرت مقولة ساخرة قديمة، هي أن عزاءك الوحيد إذا مُت بعد الخامسة والأربعين هو أنك لم تمت شابا".
صفحة من رواية قهوة باليورانيوم
الكلمات المفتاحية
