لقاء السحاب.. يفتح باب الأمل أمام إيران ويخلق عفريتًا يزعزع ثقة إسرائيل
لمحة سريعة
بالتاكيد تفاصيل اللقاء الذي جمع بين الزعيمان معروفة للجميع، فقد كانت محض أنظار العالم منذ الساعات الأولى من صياح اليوم، وعلى علم ودراية وافية، بكافة التصريحات، التي وردت من الجانبين، وكيف وضح كل منهما موقفهما من هذه القمة والسر الذي جعلهما يعقدان هذه القمة، لكننا سنحاول أن نقف عند نقطة هامة، هي التي سينى عليها كل ما هو أت، وهو ما يعد الأهم والأبرز، وسيكون ذلك في لمحة سريعة.
نزع النووي
من المعروف أن قضية البرامج النووية، والسلاح النووي، هي سر الخلاف بين الولايات
المتحدة وكوريا الشمالية، وعقدت القمة بشكل أساسي لهذا السبب، وعلى الرغم من ذلك،
لوحظ تهرب جونج أون من الإجابة ثلاث مرات على سؤال يتعلق ما إذا كان ينوى تجميد
نشاطه النووي، فعلى الرغم مما أكده ترامب من أنه لن يتخلى عن فكرة تجميد النشاط
النووي لكوريا الشمالية، إلا أن جونج أون رفض تأكيد المعلومة وتعمد المراوغة، وهذا
هو ما يتطلب إلقاء الضوء.
ليس غبيا
يعد جونج أون ذكيا جدا، فهو ليس بالإنسان، الذي يضحي بمصالح بلاده، أو يضحي بمشروع
أو فكرة قد تساعد على النهوض به، ومن الصعب أن يكون قد قبل الدخول في مفاوضات مع
دونالد ترامب، ألد أعداءه، دون أن يضمن أن جزءا من مطالبه سيتحقق، خاصة وأنه ليس
مجبر على الخضوع، أو قبول أي شيء، دون قيد أو شرط، فهو يمتلك القدرات، التي تؤهله
على الدخول في مواجهة حتى وإن كان ذلك في حرب دامية، وهو على ثقة من أن خسائره
ستكون بسيطة بحكم ما يمتلكه من قدرات عسكرية لا مثيل لها.
إيران
والنووي
إيران هي العدو اللدود الثاني بالنسبة لواشنطن، والسبب أيضا هو السلاح النووي،
والتجارب التي تقوم بها، وهي مصرة على عدم التخلي عنه، لكنها دخلت في مواجهة جديدة
ضد واشنطن بعد انسحابها من الإتفاق الذي سبق وقد ابرم بحضور عدد من الدول، وهي
ترفض هذا الانسحاب، وتعتبره انتهاك للقانون الدولي، معتمدة على دعم العديد من دول
أوروبا لها، وهنا تكمن الفكرة.
اتفاق بإتفاق
ما يمكن أن يتوقع من إيران الآن، وبعد قمة ترامب وبجونج أون، هو المطالبة بضرورة
عقد قمة مشابهة بين واشنطن وإيران، أو أي وسيلة للإتفاق خاصة وأن نقطة الخلاف
واحدة، فطالما، وجد حل للخلاف حول السلاح النووي مع كوريا الشمالية، سترى إيران
أنه من الضروري إيجاد إتفاق حيال نفس الشأن، لكن السؤال هل من الممكن أن تقبل
واشنطن بهذا الحل، خاصة وأنه من المعروف أن طهران تتمتع بالذكاء الحاد الذي يمكنها
من إتمام الإتفاق الذي لا يضر بمصالحها، والأهم أن واشنطن تعي ذلك جيدا.
بعد إتفاق واشنطن مع كوريا الشمالية، يستلزم من إسرائيل ونتنياهو أن يفكرا جيدا في إحتمالية عقد إتفاق أمريكي إيراني، وعلينا عزيزي القاريء أن ننتبه بأن ذلك ممكنا، فالبلدين اللاتي تبادلا الشتائم وتعهدا كل واحدة للأخرى بمواجهتها وإشعال فتيل الحرب، بينهما، وصلا لإتفاق بالفعل، لذلك فمن الممكن أن نجد إتفاق أمريكي إيراني قريبا.
صعب وممكن
من المعروف أنه من الصعب أن تترك واشنطن حليفتها اللدودة، إسرائيل دون مساعدة، أو
تقديم كافة المساعدات لها، لكن إمكانية عقد إتفاق أمريكي إيراني، هو العفريت الذي
يتأرجح أمام إسرائيل ويخيفها، فالإتفاق بينهما، قد يؤدي إلى ترسيخ تواجد إيران في
سوريا أكثر، وهو ما يزيد من قلق إسرائيل، وخوفها تحديدا على هضبة الجولان، التي
تعتبرها حكرا وملكية خاصة لها، ترفض تركها، أو الاستغناء عنها.