"أسماء" اسم لنموذج نسائي إيجابي، وسط حقل خصب لتشويه المرأة في مسلسل"أيوب"، بطولة النجم مصطفى شعبان، الذي يعرض ضمن مارثون السباق الرمضاني 2018، حيث شهد المسلسل، جملة من الإساءات للنساء، من خلال تصديره أسوأ وأبشع صور يمكن أن تظهر بها المرأة، بداية من الصورة التي ظهرت بها شقيقة أيوب، سماح، التي لعبت دورها، النجمة آيتن عامر، ورغدة"ميرهان حسين" الزوجة الخائنة الغدارة، فضلا عن عمل النساء في شبكات الدعارة، وتمثلت في شخصية "صفية و"هالة"، وختاما بزوجات حسن الوحش، الأولى والثانية "زينب" و"نجاة"، لتجسدان أبشع صورة للمرأة القاتلة، التي جعلت المسلسل يصنف ضمن أكثر المسلسلات إساءة للمرأة في دراما رمضان 2018.
ولكن"أسماء"، حبيبة "أيوب" وأبنة عمته، والتى تجسد دورها النجمة " هنا الزاهد"، كانت نموذج وصورة إيجابية للمرأة، في المسلسل منذ حلقاته الأولي، حيث نقل المسلسل صورة أقرب للواقع لفتيات الطبقة الوسطى الفقيرة، البنت الجدعة بنت البلد، العاملة والمتعلمة، المساندة لإهلها وتحافظ على حبها، ولكن مع تطور أحداث المسلسل، لم تترك العادات والتقاليد القديمة البالية، هذه الصورة الإيجابية في حالها، وأجبرت على الزواج، مع إيقاف التنفيذ، وتغيرت الصورة.

وترصد "بوابة المواطن" صور تطور شخصية أسماء في مسلسل "أيوب"

-فتاة عاملة ومتعلمة وناجحة
أظهر المسلسل صورة جيدة، للفتاة المجتهدة، المتعلمة والعاملة، والمحتشمة التى تحافظ على تقاليد وعادات أسرتها، من خلال شخصية "أسماء" هنا الزاهد، حيث نقل صورة حية موجوده بالفعل في أغلب فتيات الطبقة المتوسطة، التى تكافح من أجل العيش والنجاح.

-بنت البلد الجدعة التى تحافظ على حبها
نقل المسلسل، صورة جيدة عن "أسماء"، الفتاة الجدعة بنت البلد، حيث ساعدت "رغدة"، زوجة أيوب"، عندما لجأت إليها بعد سجن "أيوب"مصطفى شعبان، وبعد أن طردتها "سماح"أخت أيوب في الشارع، وباعت المنزل، حيث طلب" أيوب" من زوجته اللجوء، إلى أسماء، وبرغم الخلافات القديمة بين العائلتين، وبرغم إن رغدة تعتبر، زوجة حبيبها، ولكن لن تتردد أسماء لحظة في مساعدة رغدة، وذهبت بها إلى منزل والدتها"، التى تجسد دورها النجمة "سلوى عثمان"، والتى ظهرت هي الأخري بصورة جيدة للأم والعمة بنت الأصول الجدعة، التى استضافت رغدة، في بيتها، كما إن أسماء برغم هذه السنوات مازلت تحتفظ بحبها بداخلها، ما دفعها إلى الوقوف بجانب "أيوب"، أثناء تواجده  في السجن.

وأيضا بعد أن غدرت به زوجته "رغدة"، وطلبت الطلاق، ظلت أسماء السند والساعد الوحيد لـ"أيوب"، وبرغم الضغوط التى تعرضت لها من قبل أخوتها، ولكنها استمرت في الحفاظ على حبها.

- تقاليد المجتمع تظلم أسماء وتحولها إلى امرأة عنيفة وزواج بالإجبار
ولكن المسلسل، نقل صورة حية، عن ما تتعرض له فتيات الطبقة الوسطى، من ضغط وإجبار على زواج غير مرغوب به، بسبب ثقافة المجتمع، حيث أظهر مع استمرار، الضغط على أسماء، من أجل الزواج من عزت" إبراهيم السمان"، بسبب ظروفه المادية الجيدة، فضلا عن ضغط والدتها، وأخيها، لضرورة زواج الفتاة، خوفا من العنوسة، وغيرها وفقا لتقاليد قديمة وبالية، وخاصة، لإن أيوب بعد خروجه من السجن، لم يسعى إلى طلب الزواج، منها، بسبب إنشغاله في عودة حقه واسترجاع أبنه، فلم تتحمل، "أسماء" الوقوف لوحدها أمام تلك الضغوط.

واضطرت إلى الموافقة على الزواج، هربا من تلك الضغوط، حيث أصبحت "أسماء" ضحية للعادات، التى تسببت في تحول شخصيتها، حيث ظهرت عنيفة، بداية من ليلة الدخلة، بعد انتهاء الفرح وعودتهما إلى شقتهما، وامتنعت عن القيام بالعلاقة الشرعية بين الزوجين، ورفعت السكينة على زوجها، وهددته، واعترفت له إنها أجبرت على هذا الزواج، وهذا الزواج سيظل على ورق فقط، لإنها لاتحبه، وتقوم بكافة مستلزمات الزواج، ولكن العيش  معا مثل الأخوات، وهذا الأمر جعل الشخصية تتحول إلى عنيفة ضحية الظروف والعادات، حيث ظهرت بالسكينة في أكثر من مشهد، لمنع زوجها "عزت" الاقتراب منها.

ولم تكن "أسماء"، وحدها ضحية العادات والتقاليد الموروثة، فهناك آلاف من الزيجات التى تتم بإجبار الفتاة، وتعتبر هذه الصورة من الصور الحية التى نقلها المسلسل، عن ما يحدث لكثير من الفتيات بسبب العرف المجتمعي، زواج مع إيقاف التنفيذ.