" كحك العيد ".. عادة فرعونية للإحتفال بـ " أعياد الموتى "
الجمعة 15/يونيو/2018 - 02:44 م
مريم مرتضى
طباعة
داخل أحد البيوت المصرية القديمة، يجلسن نساء كثيرات حول عدة صواني وأطباق كبيرة، كل واحدة منهن لها دور تقوم به، وبينما هن يعملن بكل كد الذي لا يخلو من الاستمتاع، نرى الأطفال أثناء دخولهم وخروجهم وهم يحملون "الصاج" الذي يوجد بداخله "كحك العيد".
نساء يصنعن الكحك
مشهد يشعرك بالدفء كان يوجد قديمًا بجميع المنازل المصرية تقريبًا، أما الآن فقد تغير الوضع وأصبح الاستسهال لغة معظم البيوت، وصار الكحك الجاهز هو الأصل، ولكن مهما كانت طريقة صنعه فلابد وأن تتم العادة، وأن يكون الكحك موجود في كل منزل، وكانت البيوت كلها تستعد لاستقبال عيد الفطر، وحتى العائلات المسيحية، يقومون بشراء الكحك، أو مشاركة جيرانهم المسلمين في صنعه.
كحك الموت عند الفراعنة
ورث المصريون العديد من العادات الفرعونية التي لا تزال موجودة بيننا حتى الآن، من ضمن تلك العادات "كحك العيد"، قديمًا أيام الدولة الفرعونية وقت أعياد الموتي، كان المصريون القدماء يقومون بصنع الكحك وزيارة قبور موتاهم، ويقومون بتقديمه وتوزيعه على الفقراء، وكان يتم خبزه على شكل زهور وحيوانات وطيور، وكان يُخبز باستخدام العسل والفاكهة، نظرًا لأن الفراعنة لم يكن لديهم السكر الذي نعرفه الآن، وقد ابتدع الفراعنة صناعة مخبوزات العيد التي يتم حشوها بالمربى وبالفاكهة قبيل آلاف السنين، وبعد الرجوع من المقابر، كان يتم عرض الكحك المتبقي في المنازل بأشكال هرمية مدهشة، وكان يتم تقديمه على صواني خشبية تحملها الفتيات في رقة ودلال، وكان الكحك يُقدم مُحاطًا بعقود من الفُل والياسمين.
ويوجد الكثير من مقابر نبلاء وملوك الفراعنة، في غرب مدينة الأقصر، تصور نقوشها مشاهد لمراحل صناعة وتقديم الكحك في أعياد الموتى.
وتوارث المصريون تلك العادة من جيل إلى جيل، ومع مرور الأيام تم تطوير شكله وطعمه وصار حلوى مرتبطة بالأعياد الأكثر فرحًا.
ما هي قصة كحك العيد، ومن أين جاءت فكرته، ولماذا؟، تستعرض لكم بوابة المواطن رحلة " كحك العيد " من الدولة الفرعونية إلى الآن :
كحك الموت عند الفراعنة
ورث المصريون العديد من العادات الفرعونية التي لا تزال موجودة بيننا حتى الآن، من ضمن تلك العادات "كحك العيد"، قديمًا أيام الدولة الفرعونية وقت أعياد الموتي، كان المصريون القدماء يقومون بصنع الكحك وزيارة قبور موتاهم، ويقومون بتقديمه وتوزيعه على الفقراء، وكان يتم خبزه على شكل زهور وحيوانات وطيور، وكان يُخبز باستخدام العسل والفاكهة، نظرًا لأن الفراعنة لم يكن لديهم السكر الذي نعرفه الآن، وقد ابتدع الفراعنة صناعة مخبوزات العيد التي يتم حشوها بالمربى وبالفاكهة قبيل آلاف السنين، وبعد الرجوع من المقابر، كان يتم عرض الكحك المتبقي في المنازل بأشكال هرمية مدهشة، وكان يتم تقديمه على صواني خشبية تحملها الفتيات في رقة ودلال، وكان الكحك يُقدم مُحاطًا بعقود من الفُل والياسمين.
ويوجد الكثير من مقابر نبلاء وملوك الفراعنة، في غرب مدينة الأقصر، تصور نقوشها مشاهد لمراحل صناعة وتقديم الكحك في أعياد الموتى.
وتوارث المصريون تلك العادة من جيل إلى جيل، ومع مرور الأيام تم تطوير شكله وطعمه وصار حلوى مرتبطة بالأعياد الأكثر فرحًا.
الكحك عند الفراعنة
انقطعت عادة الكحك في الأعياد لفترة ليست بالقليلة، وأعاد الإخشيديين إحياء تلك العادة، وقد ذكر معظم المؤرخون ذلك في كتبهم، فمثلًا قال المؤرخ الكبير "أبو المحاسن" في كتابه "النجوم الزاهرة ": أن الإخشيديين كانوا يحبون أكل الفواكهة، وشُرب عصير البرتقال، وكانوا يتفنون في عمل الكثير من الحلوى، وهم من ابتدعوا الكحك بالسكر، والمحشو بالعجوة.
بعد ذلك قام الخلفاء الفاطميين بإنشاء "دار الفطرة"، وهي أكبر مصنع لصناعة الكحك وحلوى العيد في تاريخ مصر، وكان يُخصص مبلغ 20 ألف دينار لصناعة الكحك، وكان موقع دار الفطرة داخل القصر الملكي نفسه، وكان الخليفة ينتقل إلي دار الفطرة ومعه الوزير وكبار الموظفين، حيث مخازن السكر والعسل والزعفران والطيب والدقيق والفستق وغير ذلك من مواد صناعة الحلوى، فيجدها الخليفة تملأ المخازن، وبعد الانتهاء منه، يتم توزيع الكحك بناء على أوامر الخليفة، ويذهب إلى كل منزل صينية حسب مقام الشخص نفسه، ومع كل صينية رسالة تهنئة تناسب المقام، وأمام كل اسم كان يوجد اسم الموظف الذي يحملها حتى لا يضيع شيء، أما عن عامة الشعب فقد كانوا يقفون أمام أبواب القصر الكبير عندما يحل العيد، ليحصل كل فرد على نصيبه، واستمر هذا التقليد حتى أصبح حقًا من حقوق الفقراء، واستمرت صناعة الكعك وتطورت بعدهم في العصر المملوكي.
وإذا قفزنا بالزمن حوالي 1000 عام، لنصل إلي العصر الحديث، نجد المصريين قد طوروا الكحك كثيرًا، فصار منه كحك بالملبن، وكحك بالجوز، أو الفستق، أو البندق، بل وقاموا بصنع المزيد من الحلويات التي توضع بجانب الكحك، مثل الغريبة، والبسكويت، البيتي فور.