"صور" .. عامل الورنيش في عيد الفطر 2018 .. أسطورة كفاح خلدها العالم
السبت 16/يونيو/2018 - 09:25 ص
وسيم عفيفي
طباعة
في الليالي السوداء وداخل كافة الأزقة وعلى نواصي الشوارع والميدان يجلس الرجل بطريقة القرفصاء ويمسك بالفرشاة ويبدأ عامل الورنيش في ممارسة عمله بتلميع الأحذية على كافة مستوياتها واختلافاتها.
قصة طويلة يحملها هذا الرجل الجالس في ميدان وسط القاهرة، فهو لا يشعر بأجواء عيد الفطر إلا من خلال الأحذية، ولا يرى زهاء ليلة العيد وأيامه إلا عبر ألوان كل حذاء يلمعه، ولا يخشى شيئاً سوى الإحراج إن جاء أحد من عائلته ورآه.
قصة طويلة يحملها هذا الرجل الجالس في ميدان وسط القاهرة، فهو لا يشعر بأجواء عيد الفطر إلا من خلال الأحذية، ولا يرى زهاء ليلة العيد وأيامه إلا عبر ألوان كل حذاء يلمعه، ولا يخشى شيئاً سوى الإحراج إن جاء أحد من عائلته ورآه.
عامل الورنيش
العيد بالنسبة لكل عامل ورنيش هو مجرد أيام يقضيها في عمله من أجل يُظْهِر غيره في شكلٍ أنيق مع ملابس العيد التي لا يرتديها هو وربما لم ينجح في شراءها لأبناءه أو أيٍ من أفراد أسرته، وكفاحه فقط يتلخص في "الرضا".
عامل الورنيش
شكل من أشكال الكفاح يمكن أن يخوضه عامل الورنيش في شوارع القاهرة وهو أنه يركض كثيراً تفادياً للصِدَام مع البلدية، وبالتالي يكون متجولاً في كافة الشوارع من أجل العمل دون صدام مع قانون وتفوق في الفشل حين يريد تقنين أوضاعه.
نماذج مشهورة في العالم بدأت حياتها من تلك المهنة، الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، كذلك فإن الملاكم العالمي مايك تايسون زاول مهنة تلميع الأحذية، لكن يبقى كيكا هو أشهر ماسح أحذية في العالم نظراً للتقدير الكبير الذي أخذه.
نماذج مشهورة في العالم بدأت حياتها من تلك المهنة، الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، كذلك فإن الملاكم العالمي مايك تايسون زاول مهنة تلميع الأحذية، لكن يبقى كيكا هو أشهر ماسح أحذية في العالم نظراً للتقدير الكبير الذي أخذه.
تكريم سراييفو لعامل الورنيش
تبدأ قصة كيكا من العاصمة البوسنية سراييفو حين تم انجاز فيلم وثائقي عن أحد ماسحي الأحدية البوسنيين يدعى حسين كيكا ميسو الذي تحول إلى رمز صمود سراييفو في أحلك أوقات تاريخها، فقد تم وضع كرسي خشبي مع باقة ورود وشموع على رصيف الراحل.
قصة كيكا ميسو أنه من غجر الروما الأوروبيين في كوسوفو، انتقل للإقامة في سراييفو بعد الحرب العالمية الثانية في سن الى15 عاماً، حصل على وسام شرف المدينة من بلدية سراييفو في عام 2009، فضلاً عن شقة ومعاش تقاعدي.
عندما حوصرت سراييفو في أبريل 1992، لم تثبط عمليات القصف اليومية ومجازر المدنيين، عزيمة حسين كيكا ميسو عن مواصلة الحياة اليومية فوق الأنقاض وتحت القصف اليومي. ففي صباح كل يوم كان يرتدي بزته وقميصاً أبيض ليجلس أمام واجهة مطعم مهجور وسط الركام والأنقاض مع أدوات ماسح الأحذية باعثا رسالة الأمل والصمود: تقول أحد الممرضات الشاهدات على الموقع والأحداث وهي تروي عن يومياته : "كان فألاً حسناً للمدينة ورمزا لسراييفو خلال الحرب. عندما كنا نراه هنا في شارع تيتو بعد جحيم القصف خلال الليل، كنا ندرك أننا صمدنا يوماً إضافياً".
وقال حسين كيكا ميسو في إحدى المقابلات: "كان القصف وإطلاق النار من كل حدب وصوب، لكن كنت أذهب إلى مكان عملي مترجلاً. كنت أقطع الكثير من الكيلومترات يومياً. كنت شجاعاً ومرحاً لذا بدأ الناس يحبونني".
أصدرت بلدية سراييفو بيان رثاء لوفاته عن سن ال83 عاما: "لقد عاش أكثر من سبعة عقود في سراييفو حيث تلقى الحب من الذين ولدوا فيها ومن الذين كانوا يمرون بها".
قصة كيكا ميسو أنه من غجر الروما الأوروبيين في كوسوفو، انتقل للإقامة في سراييفو بعد الحرب العالمية الثانية في سن الى15 عاماً، حصل على وسام شرف المدينة من بلدية سراييفو في عام 2009، فضلاً عن شقة ومعاش تقاعدي.
عندما حوصرت سراييفو في أبريل 1992، لم تثبط عمليات القصف اليومية ومجازر المدنيين، عزيمة حسين كيكا ميسو عن مواصلة الحياة اليومية فوق الأنقاض وتحت القصف اليومي. ففي صباح كل يوم كان يرتدي بزته وقميصاً أبيض ليجلس أمام واجهة مطعم مهجور وسط الركام والأنقاض مع أدوات ماسح الأحذية باعثا رسالة الأمل والصمود: تقول أحد الممرضات الشاهدات على الموقع والأحداث وهي تروي عن يومياته : "كان فألاً حسناً للمدينة ورمزا لسراييفو خلال الحرب. عندما كنا نراه هنا في شارع تيتو بعد جحيم القصف خلال الليل، كنا ندرك أننا صمدنا يوماً إضافياً".
وقال حسين كيكا ميسو في إحدى المقابلات: "كان القصف وإطلاق النار من كل حدب وصوب، لكن كنت أذهب إلى مكان عملي مترجلاً. كنت أقطع الكثير من الكيلومترات يومياً. كنت شجاعاً ومرحاً لذا بدأ الناس يحبونني".
أصدرت بلدية سراييفو بيان رثاء لوفاته عن سن ال83 عاما: "لقد عاش أكثر من سبعة عقود في سراييفو حيث تلقى الحب من الذين ولدوا فيها ومن الذين كانوا يمرون بها".