لم يقف مكتوف الأيدي أمام الواقع البائس الذي يصطدم به أغلب شباب جيله فى البحث عن فرصة عمل مناسبة له كي يقف على قدميه حيث ينتهى الحال بأغلب الخريجين بمصيرين لا ثالث لهما، أما الفوز بلقب عاطل، أو العمل بمهنة شاقة ذات أجر ضئيل، بل أراد أن يساعد والده في تلك المهنة التي توارثها عن أبيه وأجداده.

"محمد جمعة" شاب اعتاد المهنة منذ الصغير ومارسها بعد انتهاء تعليمه، بابتسامته الجميلة وبراءته ووضوحه لزبائنه، يستقبل المارين أمامه كل يوم بعد يفترش الأرض بالمنتجات المتنوعة يرى الأمل فى كل زبون يقف ليسأله عن الأسعار، حيث ورث المهنة كابرا عن كابر، فبعدما انتهى من دبلوم صنايع وبدأ فى المغامرة مبكرا ومساعدة والده فى مهنته، حيث بدأ كفاحه فى المهنة بصحبة والده وعمه داخل ورشة منتجات السعف والخوص الخاصة بهم.

"اسبته، ولعب أطفال، شنط حريمي، وشيالة للمطبخ، وطبق عيش وطبق فاكهة، وبيت قطة، وفازات للزينة". تنوعت المنتجات التي يفترشها الشاب للبيع يوميا، حيث كثر الطلب عليه تلك المنتجات فى الآونة الأخيرة بين زبائن مختلفة، فكثرة الطلبات على المنتجات بشتي صناعتها يزيد الضغط على الشراء.

"أنا راضي برزقي القليل، وربنا بيبارك في القليل وكله على الله" كلمات عبر بها عن الرضى بالحال رغم الصعوبات المتواجدة حوله، يشعر دائما بالسعادة والرضا الداخلي بعد انتهاء يومه يقول:"راضى بحالى الحمد لله وربنا دايما رازقنى بالخير لأنه هو العالم بحالى وساعات الشراء بيكون كويس وساعات الدنيا بتكون على الأد".

عن معاناته مع الأسعار، خاصة بعد تعويم الجنيه، وارتفاعها بسبب خطة الإصلاح الإقتصادي، يستكمل قائلا: "الأسعار كل يوم في زيادة بسبب أزمة الدولار الأخيرة، بيبع دلوقتي شيالة لمطبخ بـ250 جنيه، وبيت القطة دلوقتي بقى بـ 250 جنيه، وطبق العيش بقى ب 30 جنيه والشنطة الحريمي سعرها 75 جنيه، وسبت الغسيل بـ250 جنيه"، ورغم كل هذه الزيادات إلا أنه حريص على أن يراعي حال زبائنه الذين اعتادوا على الشراء منه.

خبرة العمل جعلته يكتسب مهارات عديدة وأدى إنماء موهبته فى البيع والتحدث إلى الزبائن يضيف:" لينا فرشة في المعادي هنا، وأخي وأعمامي فرشين في المهندسين والتجمع الخامس، وأماكن كتيرة في مصر والمحافظات".

يومه العادي يتخطى أكثر من عشر ساعات يومية حيث ينزل من بيته مبكرا ويبدأ فى فرش المنتجات وعرض الجيد منها فى الصفوف الأولى كي يراها الزبائن، يقضي أغلب ساعات العمل واقفا على قدميه يستقبل هذا ويساعد هذا فى طلبه ويحجز بعض المنتجات لوقت آخر حسب رغبة الزبون يضيف:"من الـ8 صباحًا وينتهي في الـ1 بعد منتصف الليل: بصحى الصبح الساعة 8 بفرش فرشتي الساعة 9 وبروح الساعة 1 الليل، بنّزل شغل جملة للناس والمحلات والبيوت بشكل أسبوعي وأحيانًا يومي بيخلص حسب الاوردرات وبتكون محجوزة بالتليفون قبلها من الزبائن".