حكايات "فؤاد المهندس" مع السائقين.. أحدهما ضعيف السمع والبصر والأخر أراد شراء الأهرامات
السبت 23/يونيو/2018 - 03:56 م
مريم مرتضى
طباعة
عُرف عنه خفة الدم وسرعة البديهه، ولُقب بـ " أسطورة الكوميديا " بعد رحلة فنية عظيمة ترك فيها تاريخًا طويلًا من الأعمال المتنوعة التي لا تزال حية بين الجمهور حتى الآن، إنه أستاذ الفن المصري " فؤاد المهندس " الذي استطاع بروحه الخفيفة المرحة وأعماله الكوميدية أن يرسم البسمة على وجوه أجيال كاملة.
ولد " فؤاد زكي المهندس" في يوم السادس من سبتمبر عام 1924م، في منطقة العباسية بالقاهرة، وكان ترتيبه الثالث في العائلة بعد أختين، شقيقته الكبرى هي الإذاعية الكبيرة "صفية المهندس"، والثانية "درية المهندس"، وشقيقه الأصغر هو سامي المهندس أحد لاعبي كرة القدم بنادي الزمالك في الخمسينيات، وهو ابن عالم اللغة العربية ورئيس المجمع اللغوي الأسبق "زكي المهندس" وقد ورث عنه "فؤاد" خفة دمه وروحه المرحة.
فؤاد المهندس
أحب المهندس المسرح لدرجة أنه قدم مسرحية "إنها حقًا عائلة محترمة" مع الفنانة "أمينة رزق"، والفنانة "شويكار"، وكان مُصاب وقتها بجلطة في القلب، وعلى الرغم من أنه قدم العشرات من الأدوار فيما يقرب من 70 فيلم سينمائي، إلا أنه ظل طوال حياته يحلم بتقديم دور هتلر في السينما، حيث ذكر سابقًا في أحد اللقاءات أنه أراد بشدة تقديم شخصية هتلر في السينما المصرية من الجانب الاجتماعي الكوميدي، وذلك لأنه يعشقه بشدة وكان يراه خفيف الظل، وروى أن موسوليني كان يتضايق كثيرًا من هتلر لأن الأخير يأكل المكرونة أفضل من الإيطالين نفسهم.
فؤاد المهندس
كان لفؤاد المهندس نوادر كوميدية كثيرة، خاصة مع السائقين، وكان يكره السائقين الشباب، فهو يراهم متعجلين وغير ملتزمين بمواعيدهم، وذات يوم أحد الأيام اخبره الماكيير"محمد عشوب" أنه وجد له سائق كان يعمل لدى النحاس باشا، وفرح المهندس كثيرًا بـ "عم علي"، حيث أنه كان رجلًا كبير السن يصر على ارتداء الطربوش.
وفي أول يوم عمل كان من المفترض أن يتجه من منزله في الزمالك إلى موقع تصوير فيلم "شنبو في المصيدة" في إحدي الشقق بحي عابدين، ولكن لم يذهب المهندس في فاتصلوا به في المنزل واخبرتهم زوجته الفنانة شويكار أنه خرج من الساعة الثامنة والنصف، ليخرج الجميع يبحثون عن الأستاذ المفقود، ووجدوا سيارته على شريط "الترام" محطمة وتم نقله إلى مستشفي المعلمين، حيث اكتشفوا أن السائق يعاني من ضعف في البصر والسمع، وأنه لم يكن يومًا سائقًا للنحاس باشا.
فؤاد المهندس
واقعة أخرى للمهندس مع السائقين، حيث رشح له أحد الاصدقاء سائق آخر، وفي أول يوم عمل له كان ذاهبًا للإذاعة لتسجيل برنامجه الشهير "كلمتين وبس"، وطلب من سائقه "رؤوف" أن يذكره بشراء "الأهرام"، واندمج الأستاذ في قراءة نص الحلقة، ولم يشعر بالوقت، وفجأة انتبه للطريق ولمح من النافذة لافتة فندق "مينا هاوس"، فسأل سائقه: "ده مينا هاوس يا رؤوف إيه اللى جابنا هنا؟"، فأجابه: "هو أنت مش عايز تشتري الأهرام يا أستاذ؟"، فيرد فؤاد: "وإفرض يا سيدي اشتريت "الأهرام" تقدر تقولي هانحطها فين؟ ياعم قصدي جريدة الأهرام يا رؤوف".
فؤاد المهندس