صور| "العمراوي".. دُرة المساجد بـ"المنيا" منذ العصر المملوكي في مصر

الأربعاء 27/يونيو/2018 - 12:02 ص

نجلاء فتحي

وسط مدينة المنيا بالقرب من كورنيش النيل يقع مسجد "العمراوي"، نسبه إلى عمرو بن العاص أو العمري تيمنا بعمر بن الخطاب رضي الله عنهما ويعد، أقدم مساجد محافظة المنيا، إذ يقع أمام كوبري المنيا الجديدة من ناحيته الشرقية، بينما تطل ناحيته الغربية على كوبري محمد بدوي.

يقول رجب عبد السلام، مدير عام منطقة، إن المسجد أُطلق عليه عدة أسماء منها "الوداع"، لأنه قبل إنشاء الكوبري الجديد على النيل كان يتم الدفن شرق النيل، وصعوبة العبور لكل المودعين كان يتم الصلاة على الميت في المسجد ويتم توديعه، ويقتصر العبور على مجموعة قليلة، إلى جانب المسميان الآخرين له وهما العمراوي، أو "العمري" حسب ما جاء في وثيقة الوقف الخاصة بالمسجد، موضيفًا أن كافة المساجد التي تم إنشاؤها في كل البلدان التي كانت تشهد فتحا إسلاميًا كان يطلق عليها المسجد العمراوي أو العمري

وأوضح الدكتور رجب عبد السلام، إلى أن المسجد تحفة معمارية مزينة بالزخارف الإسلامية، حيث بني المسجد على نمط المساجد الإسلامية الأولى، إذ يتكون من صحن أوسط مكشوف تحيط به 4 أروقة، أكبرها رواق القبلة وبه ملحقات مثل المقصورة والمأذنة ودورات المياه، كما أن المسجد غير منتظم الأضلاع، فرواق القبلة يمثل مستطيل صغير، يتعامد على مستطيل أكبر يمثل الصحن والأروقة الثلاثة، إضافة إلى أن المسجد منخفض عن الشارع لارتفاع منسوب الشوارع ولهذا.تم عمل خندق يحيط بالمسجد للتهوية.

وأشار أن الواجهة الغربية، تمثل واجهة المسجد والمدخل الرئيسي، والمئذنة ودورات المياه، وتحتوي واجهته على صفين، وجميعها على يمين المدخل الرئيسي، بجانب صف من الشرفات المسننة، وفي الواجهة البحرية يتوسطها المدخل الشمالي، وعلى يمين ويسار المدخل يوجد 3 أكتاف بارزة في كل جانب، كما يوجد بتلك الواجهة مستويين من النوافذ، في كل من المدخل 3 نوافذ مستطيلة، يعلو كل منها دخلة مستطيلة بها نافذتين معقودتين.

بينما تم تقسيم الشرقية لجزئين، أحدهما خاص بالرواق الشرقي للمسجد، وبه 4 دخلات مستطيلة أعلى الواجهة، وبكل دخلة فتحتي نافذتين معقودتين بعقد مدبب، والأخرى خاص بالمقصورة، وبه من الأسفل فتحة نافذة مستطيلة يعلو الفتحة يعلوها دخلها مستطيلة أخرى بها نافذتين.

أما عن الناحية الجنوبية، فهي تمثل واجهة رواق القبلة والمقصورة، ويوجد برواق القبلة 3 مستويات من النوافذ، ويوجد بالسفلى 3 فتحات مستطيلة يعلو النافذة الشرقية والغربية دخلة مستطيلة، وفي كل جانب نافذتين معقودتين بعقد مدبب، بينما يوجد في واجهة المقصورة فتحة نافذة يعلوها دخلة مستطيلة بها نافذتين معقودتين وبه محراب خشبي بلاط خزفي يرجع للعصر العثماني أما أعمدته فيتم جلبها من عمائر سابقة عن الإسلام (فرعونية، ورومانية) وتم تجديده في عدة عصور متتالية (الفاطمي، المملوكي، العثماني آخر عمليات ترميم وتجديد أجريت له كانت منذ عام 1149 إلى عام 1150 هجرية على يد الأمير مصطفى كاشف.

واختتم مدير منطقة آثار شمال المنيا حديثه، بأنه تم وصف المسجد بالتقرير رقم 681 لسنة 1934، وتم ضمه للآثار في التقرير رقم 710 لسنة 1936م، وإدراجه للآثار الإسلامية منذ عام 1951 ميلادي، مشيرًا إلى أنه دُرة مساجد المنيا وأحبها للمواطنين نظرا وروحانياته الكبيرة وشكله المميز.