المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

صور .. "من المنوفية إلى القاهرة" أسرة صيادين على ضفاف النيل: لقمة عيشنا بتمشينا

الخميس 28/يونيو/2018 - 09:02 ص
أحمد حمدي
طباعة
"متى بلغ الرضيع منا فطامًا.. حتى يصبح من أمهر صيادينا" 
هكذا تتوارث الأجيال مهنة الصيد من جيل لآخر، يعلمون كل شيء عنها، وكيفية الإبحار بالمركب ذات المجدافين لمواجهة تقلبات الأمواج، أسرة بسيطة مكونة من أربع أفراد، لم يجدوا سقفًا يظلهم سوى مركبهم البسيط المتهالك على ضفاف نهر النيل الخالد.

بين حين وآخر، قرروا أن يكون المركب الصغير بيتًا لهم يحميهم من حرارة الشمس في الصيف أو الأمطار والرعد والبرق في الشتاء، الخوف من قاطع طريق، أو بلطجي يهجم عليهم لا زال فى نفوس تلك الأسرة البسيطة، "سعاد" خمسينية، وهي أم لخمسة أبناء، منهم ثلاث فتيات وشابين، انزلقوا من إحدى قرى محافظة المنوفية، هربا من العيشة القاسية، جمعهم هدف واحد والجري وراء " لقمة العيش"، اختلطوا بثلاث أسر آخرين وعاشوا سويا في ظلال مهنة الصبر التي عشقوها منذ زمن بعيد.

تضيف:" احنا بنعيش هنا فى المركبة بناكل ونشرب ونلبس هدومنا ونبات هنا عيشتنا تعتبر 90 % منها فى المركب، ومنخرجش غير للضرورة، لما بيجي الليل بنختار مكان أمن زي الزمالك أو التحرير عند ماسبيرو بحيث يكون في قوات شرطة تسمع صراخنا في حالة وجود أي محاولة اعتداء، كما أننا خمس أسر لا نفارق بعض نبحر سويًا ونرسي مراكبنا معًا ".

مهنة الصيد التي توارثوها عن أجداد أجدادهم، جعلتهم لا يهابون تقلبات البحر وأمواجه، رغم المخاطر التي تحيط بهم فميلة بسيطة للمركب الصغير قد تودي بحياة أسرة كاملة، ولتجدنهم أحرص الناس على الحياة الدنيا حيث أنهم يجيدون السباحة، لتفقد مياه النهر ومعرفة الأوقات الجيدة للصيد وأكثر المناطق التي يتجمع فيها الأسماك".

"مسعود" شاب فى الـ 20 " من عمره، أحب المهنة منذ الصغير، اعتاد رؤية النيل كل يوم في الصباح الباكر، يقول: احنا بنقوم بالسباحة في النيل يوميًا قبل الخروج لصيد الأسماك، وأكثر الأوقات التي يظهر فيها السمك من الساعة الثانية فجرًا وحتى السادسة صباحًا".

الصياد العشريني، يعاني من غلاء المعيشة حيث القسوة ضربت حياته وقلبتاه رأسا على عقب، يضيف:"إحنا ناس أرزوقية، يعني ممكن نصطاد في الطلعة الواحدة ما بين خمسة لسبعة كيلو سمك، وفي النهاية الأمر كله رزق من الله، ثم نتجه بالسمك لبيعه في الأسواق حسب المكان الأقرب إلينا".
وعن أنواع السمك الذي يصطادونه، يستكمل: "النيل اتغير مش زي زمان، الأسماك الجيدة غالية السعر، بصعوبة بنلاقي السمك البلطي فالمتوفر حاليًا الأسماك الصغيرة وأسماك القراميط، بنقوم نجمع المحار والقواقع وبنخرج اللي جواها ونخليه طعم للسمك في ناس بنستخدم السنيور وهي طرق تؤدي إلى تسمم السمك".
وعن سعر السمك في الفترة الأخيرة، يقول:"سعر كيلو السمك البلطي بعد ارتفاع الأسعار للتجار بحوالي 30 جنيه وسمك القراميط بــ20 جنيه، أما في السابق لم يكن للسمك سعر فكان كيلو السمك البلطي بـ15 جنيه والقراميط بــ10جنيه.. ونبيعه في الأسواق في المنوفية والجيزة والقاهرة، وأوقات البحيرة لينا ناسنا في كل حتة".

"مستورة ولله الحمد" 
كلمات خرج بقوة من لسان الشاب العشريني الذى جسدت عفة النفس والكبريا والمرؤة، التي تعيشها الأسرة البسيطة على ضفاف النيل، يقول أحد الصيادين البالغ من العمر 15 عامًا :"بنخرج للصيد يوميًا باستخدام المجاديف، ولكنها لن تجدي في حالة السفر لمحافظة أخرى أو التنقل لمسافات بعيدة، فنلجأ إلى استخدام الموتور اليدوي".
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads