ذكرى ثورة 30 يونيو .. ثورة أعادت مصر إلى الساحة الدولية
إهتمام مصري بأهم قضايا الدول المجاورة
لا شك من أن المنطقة العربية، من حولنا تمر بالعديد من الأزمات، التي أثرت عليها بشكل مباشر وعلى شعبها، بالقضيمختلف فئاته، وهو ما تداركته مصر تحت مظلة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي قرر أن يؤكد للشعب أنه عند حسن ظنه عندما نزل وطالب بالتغير والإطاحة بالإخوان، ولكي يؤكد أن الجيش لا تقتصر أهدافه عند مجرد السيطرة على الحكم، وأن مصر بعد 30 يونيو ستتمكن من استعادة مكانتها على مستوى المنطقة، وأثبت أن مصر وتحت مظلته، قادرة على متابعة كافة القضايا، ولها دور ريادي في كلا منها، على حدة، لذلك سنحاول خلال السطور المقبلة، توضيح أهم الانجازات، التي حققتها مصر، على مستوى المنطقة بعد 30 يونيو.
القضية
الفلسطينية
فلسطين هي مهد كل الرسالات، وذات مكانة غالية لدى كل العرب، يهتم لشأنها الجميع،
وتعد سيفا يفطر القلوب بسبب ما نشهده من معاناتها بسبب القتلى والجرحى، الذين تروي
دماءهم أرض فلسطين وقطاع غزة كل يوم، لكن التساؤل الذي لابد أن يتراود للذهن، ترى هل
يكمن سر الأزمة الفلسطينية، في جرائم قوات الإحتلال الإسرائيلي، أم بسبب خلافات
وتعنت الفلسطينيين أنفسهم.
وجهت مختلف الرؤى والأفكار والدعوات، إلى ضرورة إنقاذ فلسطين، بمواجهة قوات الإحتلال وجرائمهم ضد الأبرياء من أبناء فلسطين، لكن مصر، هي من تداركت الأزمة من زوايتها الأصح، حيث عرفت أن الحل يكون من خلال إنهاء كافة الخلافات، التي نشبت بين حركتي فتح وحماس، وأنه ومن خلال تعاون الطرفين ستحل الأزمة وبشكل نهائي، وسيكون من السهل الوقوف أمام قوى الإحتلال، والظلم.
سعى الرئيس عبد الفناح السيسي، لإجراء سلسلة من المقابلات مع "فتح وحماس"، لإتمام المصالحة بينهما، وإنهاء كافة خلافتهم، مما يدل على أن الرئيس السيسي، تأكد من أن هذا هو السلاح الأقوى، الذي يمكن أن يقضي على قوى الظلم والإحتلال، ويعد أكبر دليل على أن هذه حقيقة، غير قابلة للجدال، هو أن إسرائيل نفسها، باتت على يقين من خطورة إتمام هذه المصالحة وبذلت جهودا، لتدميرها، وهو ما نجحت فيه بالفعل للأسف، لكن وما يستلزم التأكيد عليه، هو أن مصر أثبتت دورها الريادي لمواجهة القضية الفلسطينية، ولا تزال "حماس" حتى الآن تلجأ إليها، وتستعين بتعليماتها، والمهم أنهم كثيرا ما يعترفون بأن مصر هي سبيل الخروج من الأزمة.
الأوضاع في
دمشق
دخلت سوريا، في حرب دامية، يدفع أهلها ثمنها، وهم لا ناقة لهم فيها ولا جمل، أزمة
نشبت بسبب الميليشيا المسلحة، والتنظيمات الإرهابية، التي عملت على محو الصورة
الدمشقية الجميلة، لذلك كان من الصعب أن تتخاذل، وبناءا عليه، حرص الرئيس عبد
الفتاح على إثبات دور مصر الريادي.
رفض تقسيم سوريا
أعرب الرئيس السيسي، في العديد من المناسبات عن رفض مصر فكرة تقسيم سوريا وأنه مع
بقاء الدولة السورية موحدة, وأنه لابد من الإعتراف بحق الشعب
السوري في اختيار من يحكمه دون أي تدخل خارجي.، مشددا على ضرورة اللجوء للحل
السلمي الذي يحفظ دماء السوريين, مع تأكيد ضرورة محاربة الإرهاب, وعدم اعتبار
الإرهابيين شركاء في أي حل سياسي يتم هناك.
مساع
الدبلوماسية المصرية
من جانبها عملت الدبلوماسية المصرية، على إقناع كافة الأطراف السورية بضرورة
الاحتكام إلي لغة الحوار والحل السياسي، مع تقريب مختلف وجهات النظر بين النظام
والمعارضة خلال الفترة الاخيرة, نظرا لأن الحل العسكري لن يؤدي سوي إلي المزيد
من أعمال القتل وسفك دماء الأبرياء وقامت مصر في سبيل هذا الهدف باستضافة العديد
من جولات الحوار السوري.
أزمة اليمن
حافظت مصر خلال العامين الماضيين علي وحدة اليمن وسلامة
أراضيه، وفكرت في مصلحة شعبه، مع الحرص على وحدة الشعب اليمني ووحدته الوطنية
وهويته العربية، مع بحث سبل تمكين الدولة من بسط سيطرتها علي كامل الأراضي اليمنية،
مع العمل على استعادة امن واستقرار اليمن، وهو ما سنحاول توضيح الكيفية التي
أتبعتها السلطة المصرية.
عملية عاصفة الحزم
شاركت مصر في تحالف عملية عاصفة الحزم العسكرية،
وذلك من خلال الجهود التي حددتها القوات الجوية والبحرية, وذلك من أجل استعادة
الاستقرار في اليمن, واسناد وحماية مقدرات الشعب اليمني, الذي عاني علي مدار
السنوات الأخيرة من اقتتال داخلي, أدخل الشعب والدولة اليمنية في نزيف يومي بشري
ومادي.
بات من الملحوظ، أن العلاقات المصرية السعودية، شهدت خلال فترة حكم الرئيس السيسي الكثير من التعاون والانجازات، وهو ما سيذكره تاريخ كلا البلدين في كل المجالات, فكانت السعودية ومازالت خير عون لمصر والمصريون يقدرون موقفها المشرف، خاصة حينما دعمت المملكة مصر خلال ثورة30 يونيو, خاصة عند زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز للقاهرة مؤخرا, تلك الزيارة التي أعلن فيها عن مشروع انشاء الجسر البري الذي يربط بين مصر والسعودية بما يساهم في تعزيز التبادل التجاري وتسهيل حركة نقل الأفراد والبضائع بين القارتين الأفريقية والآسيوية.
تأتي القضية الليبية ضمن الأولويات الأساسية الخارجية المصرية الخارجة, لما تحتله ليبيا من أهمية قصوي بالنسبة لمصر، وذلك لاعتبارات الجوار الجغرافي والصلات التاريخية القديمة, حيث سعت مصر خلال فترة حكم الرئيس السيسي، لاعادة الأمن والاستقرار في لبيا، وهو ما جاء بعد الثورة الليبية في 2011 وذلك للتواصل والتنسيق بشأن الأزمة الليبية ومواجهة قوي العنف والتطرف والإرهاب في ليبيا, والحيلولة دون انزلاق البلاد إلي منعطف الفوضي والدمار والحفاظ علي وحدة الأراضي الليبية.
مساع السيسي
سعي الرئيس السيسي لمحاولة التقريب بين وجهات نظر
الأطراف الليبية المختلفة, وتعزيز مسار التحول الديمقراطي والاتفاق علي شكل
العملية السياسية والدولة ودعم الهئات والمؤسسات الشرعة اللبة, وفي مقدمتها
البرلمان اللبي والجش الوطني ومساندة جهود مبعوث الأمم المتحدة. كماحرص الرئيس
علي تشجيع المجتمع الدولي لرفع حظر السلاح عن ليبيا وتسليح جيشها محذرا من التدخل
الاجنبي وتبعاته, مذكرا بالإخفاقات التي واجهتها الأسرة الدولية في الصومال
وأفغانستان.