ثورة 30 يونيو.. تتويج لكفاح المرأة المصرية ضد الإخوان
الجمعة 29/يونيو/2018 - 09:32 م
مريم مرتضى
طباعة
منذ عام 1947م، قررت النساء خلع رداء الصمت، والتلبس بالحرية، وقتها خرجن إلى الشوارع في أول مظاهرة نسائية في التاريخ، قادتها سيدات مصريات في عهد الخليفة الفاطمي المستنصر بالله حين جفت مياه النيل، وكانت قائدة المظاهرة هي أرملة الأمير جعفر إبن هشام، وذلك بحسب ما ذكرته موسوعة المعرفة نقلًا عن تحقيق أجرته صحيفة تايمز الأمريكية عن كتاب للمقريزي، ومن وقتها ظهرت العديد من المظاهرات النسائية، ويأتي على رأسهن ثورة 30 يونيو، التي كان للمرأة المصرية دور عظيم فيها، ورفعن شعار " صوت المرأة ثورة " وقتها، ولكن خروجهن وقت 30 يونيو للتظاهر ضد الإخوان، لم يكن فكرة وليدة لحظة وطنية، وإنما كانت ثورة حصيلة عام كامل عانين فيه من الإخوان.
دستور ما قبل 30 يونيو
منذ أن تم إعلان فوز محمد مرسي بالإنتاخابات الرئاسية في30 يونيو 2012، وخلال عام من توليه الرئاسة شاركت الفتيات والنساء في عشرات الاحتجاجات والتظاهرات، وكانت أولى معارك المرأة هي الدستور، ففي سبتمبر 2012 نظمت العشرات من سيدات "الجبهة الوطنية لنساء مصر" مظاهرة بميدان طلعت حرب بوسط القاهرة.
وكانت تلك هي الواقعة الأبرز التي انطلقت منها الحركات النسائية المصرية لمناهضة حكم الإخوان المسلمين في مصر، وطالبت الجبهة بمشاركة عادلة للنساء في كتابة الدستور، لا تقل عن 50%، وتوحيد صف التيار المدني الليبرالي واليساري في مواجهة تيار الإسلام السياسي، وتوالت احتجاجات النساء، ففي يوم 25 ديسمبر 2012، قام عدد من الفتيات والسيدات بقص شعرهن خلال وقفة لهن بميدان التحرير، احتجاجا على مشروع الدستور، الذي لم يعط للمرأة حقوقها من وجهة نظرهن.
وفي فبراير عام 2013م، انطلقت مسيرة نسائية حاشدة من أمام مسجد السيدة زينب متجهة إلى ميدان التحرير، وذلك عقب عدة حوادث تحرش جماعي ،التي حدثت خلال المظاهرات التي شهدها ميدان التحرير لمناهضة الإعلان الدستوري الذي صدر في نوفمبر عام 2012م.
عصر يوم 28 يونيو 2013م، خرجت عدة مسيرات نسائية كبيرة ضمت الآلاف في المحافظات، كمظاهرات تمهيدية لفعاليات 30 يونيو، التي تهدف لإسقاط الرئيس محمد مرسي، وإزاحة حكم الإخوان المسلمين في ذكرى مرور عام على حكم مرسي، التي دعت لها حركة تمرد، ومن ضمن المسيرات كانت هناك مسيرة كبرى خرجت من منطقة شبرا، ووقتها أحاط الشباب بالنساء من جميع الجهات بالحبال منعاً للتحرش بهن ورفعت النساء صور مرسي، وهو مشطوب على وجهه بعلامة إكس، كما رفعن شعار "ارحل"، ومرت المسيرة بميدان أحمد حلمي مرورا بشارع رمسيس وشارع 26 يوليو وانضمت إلى مظاهرة ميدان التحرير الذي امتلأ عن آخره.
أما عن يوم 30 يونيو فلم يسبق مثيل لمشاركة المرأة في تظاهرات مثله، من حيث العدد الهائل من النساء اللاتي كسرن حاجز الخوف ونزلن إلى الشوارع، رافعات شعار "ارحل"، من مختلف الشرائح الاجتماعية والعمرية.
كانت المرأة هي القائد والمُلهم في ثورة 30 يونيو، وتحملت عبء المشاركة في الثورة ومواجهة الإخوان وتحملت من قبلها عنف الجماعة ضدها، وامتد دورها إلى ما بعد ذلك وقت الانتخابات التي شهدتها مصر في أعقاب 30 يونيو، حيث شكلت النساء 54% من مجموع الأصوات التي حصل عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفق بيان سابق للمجلس القومي للمرأة.
وقد انعكست تلك المشاركات على المرأة سياسيًا بدرجة كبيرة، وكانت أحد أسباب وصول هذا العدد من السيدات إلى قبة البرلمان لأول مرة، ومن الامتيازات التي حصلت عليها المرأة بموجب دستور ما بعد 30 يونيو، تخصيص ربع مقاعد المجالس المحلية للنساء في المادة 180، والنص على تجريم التمييز بكافة أشكاله بما في ذلك التمييز على أساس النوع وإنشاء مفوضية لمناهضة التمييز في المادة 53 .