روايات مصرية ناقشت العنصرية الدينية في مجتمعنا " المتدين بطبعه "
الإثنين 02/يوليو/2018 - 07:01 م
مريم مرتضى
طباعة
منذ قديم الأزل تمسك داء العنصرية بالجسد العربي، وحتى الان لم تتمكن العشوب العربية، وخاصة المصرية منها، أن تتخلص من ذلك الداء اللعين، وهناك الكثير من الأعمال الفنية المتنوعة ما بين أفلام ومسلسلات وروايات، قد تناولت الحديث عن العنصرية بجميع أشكالها، ولكن لنتحدث اليوم عن العنصرية الدينية، تلك التي تحدث حينما يوظف البشر أنفسهم كـ أولياء على غيرهم من عند الله، ويبدأ كل طرف من الشعب " المتدين بطبعه "، في مهاجمة وتحييد الأخر في الأمور الحياتية المختلفة، ولا تُخفى عليكم خافية، فهناك البعض الذي يذهب بهم التشدد إلى حد تكفير أصحاب الديانات المختلفة عنه، وإليكم أبرز تلك الأعمال الأدبية التي ناقشت أشكال العنصرية الدينية في مجتمعنا المصري :
تتناول الرواية قصة حياة المواطن " عبود جرجس " الذي يعمل مديرًا لإحدى الشركات في محافظة أسيوط، ويعاني معاناة شديدة في عمله لأنه مسيحي، ويقوم المسلمون المتشددون بالاحتجاج عليه، ويرفضوا أن يترأسهم، وفي النهاية لا يجد مفر سوى الهروب، ويترك بلده ويسافر تاركًا خلفه أسرته الصغيرة المكونة من زوجته وابنه، ويتواصل مع عائلته عن طريق صديقته المسلمة " مُهرة"، التي تقع في غرام ماجد ابن عبود، وتُقيم معه علاقة غير شرعية، وتنتهي أحداث الرواية على ذلك.
الرواية بها إشكالية واحدة واضحة من العنوان، وهي "في الفتنة الطائفية الجميع مهزوم"، وقد جاء العنوان من فكرة التجار الذي يخسرون في عملًا ما، فيقيمون قسمة غرماء فيما بينهم، ويتبادلون الخسارة، وهو ما أشار إلى أن المسيحيين والمسلمين على حد سواء، سيقتسمون الخسارة سويًا في حال سيطرة الفتنة الطائفية.
في البداية صدرت رواية " قسمة الغرماء " للأديب الكبير يوسف القعيد، عن دار الساقي في لندن، بعد أن تم منع نشرها في مصر، ولكن بعد مدة طويلة تم إصدارها من قِبل الهيئة المصرية العامة للكتاب.
رواية قسمة الغرماء
أوراق زمردة أيوب
ناقشت الرواية قضية العنصرية الدينية، بشكل بعيد عن الأخلاق، وربطتها بالتحولات الاجتماعية والثقافية، كما ناقشتها أيضًا من خلال الجوانب الاقتصادية والفساد السياسي، وقد صدرت الرواية للكاتب بدر الديب عن دار الكرامة، وهي تحكي عن زمردة تلك السيدة المسيحية، التي تعود بذاكرتها للخلف، وتسرد أحداث العنف الديني التي واجهتها في مصر، وقررت على إثرها أن تهاجر إلى أمريكا.
رواية أوراق زمردة أيوب
تدور أحداث الرواية حول الشاب حنا الذي يُقيم بمفرده، ويقنعه صديق له بممارسة الجنس مع فتاة، ويكتشف بعد ذلك أن تلك الفتاة مُنتقبة، وتعمل بالدعارة لإيجاد المال لسد احتياجات أسرتها، ويستغل حنا وصديقه الوضع، من منطلق القهرالديني وليس الجنسي، فهو يرى أمامه فتاة مُنقبة في رمز للإسلام فيقرر أن يُضاجعها لينتهك دينها، وتنكشف علاقتهما بعن أن تشك ابنة البواب في صعود صفية المنتقبة إلى شقة حنا، فتصرخ بصوت عالي، ويجتمع الناس ويقتحمون الشقة، وقد صدرت رواية "صياد الملائكة" للروائي هيدرا جرجس عن دار الربيع العربي.
رواية صياد الملائكة
تتناول الرواية إشكاليتين مهمتين، الأولى هو دور المرأة في المجتمع الصعيدي، والثانية، هي العنصرية الدينية في الصعيد ضد الأديان الأخرى، وتدور أحداث الرواية في أقصى الصعيد، حيث نرى علاقة حب نقية تنشأ بين محمود الشاب المسلم، وفردوس الفتاة المسيحية، ونرى في خلفية الأحداث، أن جدة فردوس قد تزوجت بعد وفاة جدها من رجل مسلم وأعلنت إسلامها، ليلاحق العار عائلتها مدى الحياة، وعندما تعلم أم فردوس بقصة حبها لمحمود، تقوم بضرب ابنتها وتبعدها عنه بالإكراه، خوفًا من أن تُلاقي نفس مصير جدتها، وتُجبر العادات والتقاليد الصعيدية فردوس ومحمود على التخلي عن حبهما، فيتزوج محمود ابنة عمه ويستمر في زواجه رغم تعاسته، وتتزوج فردوس من شاب مسيحي تكتشف أنه عاجز جنسيًا.
رواية جسد ضيق
تحكي الرواية، قصة طبيب مسيحي، صديقه ضابط الشرطة المسلم، ويواجه الطبيب تهديد بالقتل، حيث يقوم بملاحقته بعض الرجال الذين قتلوا أختهم لعلاقتها غير الشرعيه بأحد الرجال، ويقومون بتهديد الطبيب بالقتل إن أثبت في تقريره الشرعي أنها ماتت مقتولة، فيطلب من الضابط المساعدة، وبالفعل يتم القبض على هؤلاء الرجال ويتم تقديمهم للمحاكمة، بعد ذلك يطلب مدير الأمن من الضابط أن يقوم بكتابة تقرير حول الحالة الأمنية في الصعيد ليرفعه للوزارة، وبعد سفر الضابط للصعيد، يأتيه نبأ مقتل صديقه الطبيب على يد جماعات متطرفة، فيحضر على الفور إلى القاهرة، ليرى أنه تم كتابة تبرير مقتل صديقه بأنه قُتل بسبب علاقاته النسائية، وذلك حتى لايثور المسيحيون، ونرى في النهاية التقرير الأمني حول الوضع في الصعيد وهو يذيله عبارة " كل شيء هادئ في الجنوب "، وذلك على نفس غرار تقرير مقتل صديقه، وقد صدرت رواية "كل شيء هادئ في الجنوب"، للروائي حمدي البطران عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
كل شيء هادئ فى الجنوب