" اسم المرأة عورة ".. مرض عربي انتقلت عدواه من الشارع للفيسبوك

الثلاثاء 03/يوليو/2018 - 07:31 م

اسم فتاة على الفيسبوك

مريم مرتضى

تبدأ الحكاية منذ تلك اللحظة التي تختلط فيها صرخاتها بالزغاريد، ويعلن الطبيب عن وصول فتاة جميلة للحياة، وتبدأ الأسرة في مرحلة اختيار الاسم الذي لن تستعمله الفتاة كثيرًا على أية حال، خاصة إذا كانت مولودة في إحدى الدول العربية، حيث يتعامل المجتمع العربي مع اسم المرأة على أنه سر حربي، إفشاءه جريمة كبيرة، وإهانة لذكور العائلة، فهي ما أن تولد حتى تصير إبنة فلان، أو اخت علان، وبعد الزواج تصير "مدام كذا"، وبعدما تُنجب ينسب اسمها لاسم مولودها إذا كان ولد، يتحدث عنها شريك حياتها باسم الحكومة، أم العيال، البيت !، وهكذا من عجائب الشعب المصري خاصة القبلي منه، الذين يرون في اسم المرأة نقيصة أو عيب.

إلغاء باسم الدين

يبرر البعض تصرفه على أنه من الدين عدم ذكر اسم المرأة، ولكن الواقع أن ذلك بعيد كل البعد عن الحقيقة، ففي كتب السيرة النبوية، يعتمد جزء كبير من الأحاديث على ما نُقل عن النساء، كما تُذكر أسماء زوجات النبي وبناته صريحة، ويوجد في القرآن الكريم سورة كاملة باسم إحدى سيدات الجنة وهي " مريم بنت عمران ".

سورة مريم

المرأة على السوشيال ميديا
في نظرة سريعة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة فيسبوك، نجد أنه يوجد الكثيرات اللاتي اخترن أن يتواجدن بأسماء مستعارة لا تًعبر عن هويتهن الحقيقية، واخترن أن يسيرن على نفس نهج القمع، وفضلن أسماء تنتسب للرجال مثل " أنا حبيبة أحمد " أو " أنا مرات محمود "، على أن يكتبن أسمائهن الحقيقية.
واختارت أخريات أن يُعرفن بهوية غامضة مثل " الملاك الحزين "، أو " يارب مليش غيرك "، وهناك أخريات فضلن الظهور بأسماء ابنائهن مثل " أم عمرو "، أو " أم أحمد ".

بالطبع لكل فرد منا كامل الحرية في الظهور بالصورة التي يريدها، ولكن ما هو السبب الذي يدفع الفتيات والسيدات إلى إلغاء شخصياتهن؟، والاعتماد على انتمائهن للآخرين؟، قامت بوابة المواطن بإجراء بحث حول تلك الظاهرة على الفيسبوك، وقد ظهرت عدة أسباب مختلفة أبرزها :
تعنت الأهل
هناك بعض الأهالي الذين يروا أن وجود الفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي هو عيب كبير، على الرغم من اقترابنا من نهاية عام 2018م، إلا أنه بالفعل يوجد عدد كبير من الفتيات اللاتي يدخلن على مواقع التواصل الاجتماعي دون علم أهاليهن.

معاكسات الفيسبوك
ظهرت فئة أخرى من الفتيات اللاتي تواجدن على مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء مستعارة، ولكن تلك المرة كان برغبتهن، حيث فضلن التواجد بأسماء أبنائهن أو أزواجهن، وعدم وضع صور شخصية، بسبب تلك المضايقات الفجة التي تقابلهن، حيث يوجد فئة من الشباب وخاصة صغار السن المراهقين الذين يقومون بمضايقة الفتيات والنساء وإرسال رسائل مُخلة لهن، كما يقوم البعض بسرقة صور الفتيات ويبتزهن بها.

الهروب من أبراج المراقبة
مجموعة أخرى من الفتيات اللاتي فضلن التخفي على مواقع السوشيال ميديا، أوضحن أن سبب لجوئهن لأسماء مستعارة، كان محاولة الهروب من هؤلاء الأشخاص الذين يتدخلون في حياتهن، ومحاولة منهن للتعامل بحرية على جروبات وصفحات الفيسبوك، دون أن يتدخل أحد في أعمالهن.