قصة "سعدية" فضلت المجهول عن قسوة الأقارب: عايروني بمرضي
الإثنين 09/يوليو/2018 - 10:01 ص
أحمد حمدي
طباعة
تجلس بجلبابها الأسود، تتربع على الرصيف، لا تملك من الدنيا سوى كيس بلاستيكي له بعض الأطعمة المختلطة، تتفحص الكيس البلاستيك بين حين وآخر كي تجد ما تسد به الجوع، الأتربة تملأ ثيابها الرثة، تتحين نظرات المارة لعلها تجد الرحمة فى قلوب أحدهم، يبادرها العطف والمودة.
"سعدية محمد" بنت الستون عامًا، عانت قسوة المحيطين بها طيلة سنوات عديدة، فمنذ اصابتها بمرض الكبد الوبائي، وهى تجد صعوبة فى توفير نفقات العلاج، لم تستطع تلك السيدة الستينية أن تتحمل قسوة الأيام طويلا، بالاضافة لجفاء الأخوة وعدد من أقاربها مما أظهروا لها انها اصبحت ثقيلة عليهم، فأرادت أن تتخلص من حياتها بالعيش بعيدا عنهم، تقول:"اخوتي بيقسوا عليا ومفيش حد فيهم بيراعي سنى ولا مرضي اللى جاني بقالى 7 سنين، كشفت عند الدكتور لقيت عندي الكبد وبروح وبصرف ومحدش بيحن عليا لما احتاجهم فى حاجة ايا ما كانت".
حقيبة جمعت فيها كل امتعتها قبل ان تقرر مغادر حياة البشر المتوحشة، تستنجد بالرصيف فأنه احن عليها من كلمات المقربين المسمومة بسهام الحقد والكره، تخفيت فى لباس أسود، واختارت الخروج بعد منتصف الليل كى لا يراها احد، تضيف:" شيلت كل اللى عايزاه معايا فى شنطتي دى، ورحت فى نصاص الليالي وخرجت بسرعة عشان محدش يحس بيا ويفكر يرجعني".
"مش عايزة حد يعرف طريقي" بهذه الكلمات عبرت السيدة "سعدية" عن كرهها للعيش وسط أخوتها الذين اذاقوها مرارة الذهل والهوان والقسوة فى آن واحد، ولم يرحموا شيبتها أو مرضي على حد وصفها، تستكمل:" نزلت بسرعة بالليل عشان محدش يشوفني وخدت حاجتى اللى محتاجاها معايا ومش طايقة حد اصلا ولا بنى ادم يعرف سكتي، طول الوقت عايزه اعيش لوحدى وده حياة اخترتها عشان راحتي، وملاقيش كلام يجرحني من حد فيهم، سبت لهم العيشة".
تقلبات الجو، ووتعاقب فصوله المختلفة، والوحدة فى الشارع، حول الحيوانات الشرسة كالكلاب البرية، والجلوس على الأتربة من كل جانب، أمور تختلط فيها السيدة الستينية ليل نهار تقول:" فى مرة لقيت بلطجية طلعوا عليا بالليل وانا نايمة تحت البلكونة اللى فى الشارع دى، وفجأة قرروا يسحلونى فى الطريق لغاية الناحية التانية عند الناس اللى واقفة دى من غير اى مبررات كل دا عشان رفضت انهم يشودني من مكاني ويعتدوا عليا".
وتضيف:" شبعت منهم اهانة وتريقة عليا وعلى مرضي، حتى ولادى شحنوهم عليا ومبقوش يحنوا عليا زى زمان، طول الوقت بقول يعني ولادى دول هيبقوا فى صفي ومش هيخذلوني ابدا، إلا انهم دايما اشوف منهم برضه القسوة اللى مش كنت متوقعاها منهم اصلا، تصرفاتهم معايا ديقتني نفسيا وخليتني اقرر اعيش مع نفسي وانا وحالى".
"ربنا ميبنساش حد وبيرزق عبادة" بهذه الكلمات عبرت السيدة " سعدية" عن يقينها بالله فى مواجهة المجهول من خلال وجودها فى الشارع ليل نهار دون مأوى أو لقمة نضيفة تقول:" مش عايزة حاجة من حد وربنا اللى بيرزق عبادة من وقت للتاني.. الله الغني عن الإهانة والقسوة".
"سعدية محمد" بنت الستون عامًا، عانت قسوة المحيطين بها طيلة سنوات عديدة، فمنذ اصابتها بمرض الكبد الوبائي، وهى تجد صعوبة فى توفير نفقات العلاج، لم تستطع تلك السيدة الستينية أن تتحمل قسوة الأيام طويلا، بالاضافة لجفاء الأخوة وعدد من أقاربها مما أظهروا لها انها اصبحت ثقيلة عليهم، فأرادت أن تتخلص من حياتها بالعيش بعيدا عنهم، تقول:"اخوتي بيقسوا عليا ومفيش حد فيهم بيراعي سنى ولا مرضي اللى جاني بقالى 7 سنين، كشفت عند الدكتور لقيت عندي الكبد وبروح وبصرف ومحدش بيحن عليا لما احتاجهم فى حاجة ايا ما كانت".
حقيبة جمعت فيها كل امتعتها قبل ان تقرر مغادر حياة البشر المتوحشة، تستنجد بالرصيف فأنه احن عليها من كلمات المقربين المسمومة بسهام الحقد والكره، تخفيت فى لباس أسود، واختارت الخروج بعد منتصف الليل كى لا يراها احد، تضيف:" شيلت كل اللى عايزاه معايا فى شنطتي دى، ورحت فى نصاص الليالي وخرجت بسرعة عشان محدش يحس بيا ويفكر يرجعني".
"مش عايزة حد يعرف طريقي" بهذه الكلمات عبرت السيدة "سعدية" عن كرهها للعيش وسط أخوتها الذين اذاقوها مرارة الذهل والهوان والقسوة فى آن واحد، ولم يرحموا شيبتها أو مرضي على حد وصفها، تستكمل:" نزلت بسرعة بالليل عشان محدش يشوفني وخدت حاجتى اللى محتاجاها معايا ومش طايقة حد اصلا ولا بنى ادم يعرف سكتي، طول الوقت عايزه اعيش لوحدى وده حياة اخترتها عشان راحتي، وملاقيش كلام يجرحني من حد فيهم، سبت لهم العيشة".
تقلبات الجو، ووتعاقب فصوله المختلفة، والوحدة فى الشارع، حول الحيوانات الشرسة كالكلاب البرية، والجلوس على الأتربة من كل جانب، أمور تختلط فيها السيدة الستينية ليل نهار تقول:" فى مرة لقيت بلطجية طلعوا عليا بالليل وانا نايمة تحت البلكونة اللى فى الشارع دى، وفجأة قرروا يسحلونى فى الطريق لغاية الناحية التانية عند الناس اللى واقفة دى من غير اى مبررات كل دا عشان رفضت انهم يشودني من مكاني ويعتدوا عليا".
وتضيف:" شبعت منهم اهانة وتريقة عليا وعلى مرضي، حتى ولادى شحنوهم عليا ومبقوش يحنوا عليا زى زمان، طول الوقت بقول يعني ولادى دول هيبقوا فى صفي ومش هيخذلوني ابدا، إلا انهم دايما اشوف منهم برضه القسوة اللى مش كنت متوقعاها منهم اصلا، تصرفاتهم معايا ديقتني نفسيا وخليتني اقرر اعيش مع نفسي وانا وحالى".
"ربنا ميبنساش حد وبيرزق عبادة" بهذه الكلمات عبرت السيدة " سعدية" عن يقينها بالله فى مواجهة المجهول من خلال وجودها فى الشارع ليل نهار دون مأوى أو لقمة نضيفة تقول:" مش عايزة حاجة من حد وربنا اللى بيرزق عبادة من وقت للتاني.. الله الغني عن الإهانة والقسوة".