عقب اندلاع ثورة 30 يونيو المجيدة، قرر عددًا من من كبار قيادات جماعة الإخوان للهرب إلى الخارج، وذلك خوفًا من القبض عليهم على غرار المحاكمات التي نالت من رئيس عصابتهم المعزول محمد مرسي، والمرشد محمد بديع، والمهندس خيرت الشاطر.
وأصبحت دولة تركيا هي الملجئ الكبير للقيادات الإخوانية الهاربة، وعلى رأسهم محمد محسوب، وعمرو دراج، وحمزة زوبع، ومعتز مطر، بالإضافة إلى عددًا من قيادات التيار الإسلامي المتحالفة معهم ومنهم الداعية المتشدد وجدي غنيم، البرلماني السابق ممدوح إسماعيل.
وعلى الرغم من مرور 3 سنوات على تواجد قيادات "الإرهابية" في دولة تركيا، إلا أن هناك عددًا من الخفايا والأسرار التي تحوم حول تواجد هؤلاء القيادات في تركيا، وبخاصة في ظل الدعم المالي والمعنوي الذين يجدوه من حزب العدالة والتنمية الذراع السياسي لجماعة الإخوان الإرهابية بتركيا، وهو حزب أردوغان الحاكم بالبلاد.

تأسيس جيش لإعادة الإخوان لحكم مصر
عقد قيادات جماعة الإخوان المتواجدون بتركيا عدة اجتماعات بالتنظيم الدولي للجماعة في الولايات المتحدة الأمريكية وذلك في شهر مارس من العام الماضي، بحضور عناصر من المخابرات التركية، بالإضافة إلى قيادية بجهاز الموساد الإسرائيلي تُدعى "سارة عطيف"، وذلك من أجل تدشين ما أطلقوا عليه اسم "جيش رابعة"، وستكون مهمته استهداف رجال الجيش والشرطة ونشر الفوضى بمصر وذلك من أجل إعادة الإخوان إلى السلطة في مصر، على غرار ما قام به ميلشيات الحوثي في اليمن وانقلابهم على السلطة الشرعية هناك.

فضيحة إخوانية بتركيا
نشبت مشاداة كلامية وصلت إلى مشاجرة كبرى في مدينة إسطنبول عاصمة تركيا بين كلًا من، محمود حسين الأمين العام للإخوان، ومدحت الحداد القيادى بالجماعة، وبين شباب اللجنة المركزية وأعضاء المكتب الإداري، مما استدعى تدخل الشرطة التركية لإنهاء الأزمة.
فيما كشفت قيادات إخوانية، عن رسائل تم تسريبها من داخل السجون، إلى قيادات الجماعة في الخارج، أعربوا فيها عن استيائهم الشديد من الأزمات التي لاحقت الإخوان داخل تركيا، والي وصلت إلى حد المشاجرات.

انقسامات إخوانية
ينقسم قيادات جماعة الإخوان الإرهابية ما بين مجلسي شورى لقيادة الجماعة، الأول يتبع المرشد المؤقت محمود عزت ودائمًا ما تتمنى الوصول إلى حل سياسي يُقضي بعودة "الإرهابية" إلى الحياة السياسية المصرية، والثاني جبهة الشباب التي يتزعمها عددًا من القيادات الشبابية التي تتجه إلى العنف ضد الدولة المصرية، كل ذلك بالإضافة إلى وجود فرع داخل مصر يتزعمه محمود حسين.

التواصل مع القيادات بالسجون المصرية
كشفت قيادات إخوانية، إن القيادات بالسجون المصرية يعتمدون على وسطاء ينقلون لهم الرسائل سواء خلال الزيارات أو المحاكم تتضمن تعليمات وتوبيخ لقيادات الخارج التى تسببت فى فضح الجماعة خارجيًا.
فيما كشفت قيادات أخرى عن رسائل خاصة بحل الجماعة الإرهابية نهائيًا، في حين كانت هناك رسائل أخرى بتطوير الجماعة في المرحلة المقبلة.

التواصل مع الحكومة التركية
أكدت مصادر خاصة أن محمود حسين، حاول اجتذاب عددًا من القيادات الشبابية بالجماعة بتركيا، عن الطريق التواصل مع الحكومة التركية من أجل إيجاد فرص عمل لهم، وإقامات لهم.

مصادر التمويل
أكد عمرو الهلالي، المحلل السياسي، أن أموال الإخوان في مصر وحول العالم هي التي تصرف حتي الآن علي جزء كبير من قيادات الإخوان في الخارج، لافتًا إلى أن المؤسسة المالية الإخوانية المتشعبة حول العالم لديها المليارات التي تتحرك من بنوك "البهاما" إلى مؤسسات مالية تركية وإيرانية.
وأضاف الهلالي، في تصريح خاص لـ "المواطن"، أن الغريب في الأمر هو أن مؤسسات المال الإخوانية ورجال الأعمال المصريين المنتمين للإخوان تنموا في السوق المصرية بدون رقابة من الأجهزة الأمنية عليها.
وتابع المحلل السياسي، "شاهدت بالأمس إعلانًا لمؤسسة معروفة للإخوان تمارس توسعًا، وتفتح فروع جديدة بمصر رغم انتمائها لأحد قيادات الجماعة المعروفين في مصر، ماذا يعني ذلك ؟؟"، موضحًا أن هذا بالطبع للدعم الذي تقدمه قيادات تنظيم الإخوان العالمي لفرع مصر، كما أن "أردوغان" اعترف بأنه منتمي لتنظيم الإخوان وهو عضو فيها.

السعودية تطالب تركيا بتسليم أيمن نور رسميًا
كشفت صحيفة ميليت التركية، عن مصادر دبلوماسية سعودية، أن السفير السعودي بتركيا طالب في مذكرة رسمية تسليم القيادي الإخواني الهارب من مصر إلى دولة تركيا، بتهمة تزوير أختام تخص الديوان الملكي السعودي، والإساءة للملك سلمان، والعلاقات الدبلوماسية المصرية السعودية.
وأضاف الدبوماسي السعودي للجريدة، أنه تم تعزيز الطلب السعودي بمذكرة للإنتربول الدولي بحق أيمن نور، مطلوب خلالها للشرطة المصرية والقضاء السعودي.
في حين نفى أيمن نور صحة تلك الأنباء عبر تغريدة له عبر حسابه الشخصي على "تويتر"، قائلًا "السعودية لم تتقدم بهذا الطلب الذي نشر في وسائل الإعلام، مؤكدًا أنه لا وجود لسند قانوني ولا حكم ولا إنتربول ولا اتهام.

أردوغان يحاول إعادة بناء "الإرهابية" لحكم مصر
كشف عمرو عمارة رئيس حزب العدالة الحرة، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يحاول تمويل قيادات الجماعة الإرهابية الهاربون إلى تركيا، بكل ما أؤتي من قوة، وذلك من أجل إعادة بناء الجماعة من جديد قوي يؤهلهم إلى العودة من جديد إلى حكم مصر.
وأضاف عمارة، في تصريح خاص لـ"المواطن"، أن أردوغان يحاول خداع المجتمع الدولي، أن ما حدث في مصر انقلاب عسكري، وليس ثورة شعبية في ذات الوقت الذي يحاول فيه إعادة بناء كيان الجماعة من جديد.