نعلم جيدا إن تمثيل النساء، في سدة الحكم، سواء كانت في إنظمة رئاسية أو برلمانية منخفض، ولكن لا ننكر وجود عدد من السيدات في دوائر الحكم، حول العالم، والتي أثبتن جدارتهن، وفعلن ما لايفعله الرجال، لذلك تطلق "بوابة المواطن"، سلسلة من الموضوعات، للرصد النساء في الرئاسة والحكم.

وتعتبر تيريزا ماري ماي، من أبرز النساء التي وصلت إلى سدة الحكم، فنحاول أن نقترب من حياة تلك السيدة، ونكتشف كيف وصلت إلى هذا المنصب.

تيريزا ماي، المرأة المتحفظة التي تكره الأضواء، ولا تحبذ كثيرا الظهور الإعلامي، هي رئيسة وزراء بريطانيا، منذ 13 يوليو 2016 خلفاً لديفيد كاميرون، وهي ثاني امرأة تتولى رئاسة الوزراء في تاريخ بريطانيا بعد مارجريت تاتشر، وثالث سياسي بريطاني يتولى المنصب دون انتخابات رسمية، فقد أصبحت المرشحة الوحيدة إثر انسحاب منافستها وزيرة أندريا ليدسوم من السباق على زعامة حزب المحافظين.

ظهرت تيريزا، على الساحة الإعلامية عندما عينت وزيرة للداخلية، وكذلك وزيرة المرأة والمساواة، بعد فوز المحافظين برئاسة ديفيد كاميرون بانتخابات 2010. جدد لها الثقة من جديد كوزيرة للداخلية بعد الانتخابات العامة في 2015، لتصبح صاحبة أطول مدة خدمة في هذا المنصب ما بين 12 مايو 2010 إلى 13 يوليو 2016.

وتبدأ قصتها، منذ أن ولدت، في 1 أكتوبر1956 في مدينة إيستبورن، في مقاطعة ساسكس جنوب العاصمة البريطانية لندن، لأسرة تنتمي إلى الطبقة الوسطى وهي ابنة لقس. 
ووتعتبر تيريزا ماري ماي، من أجرأ السياسيين، وهذا الحلم ليس بجديد، ولكن حلم الحياة السياسية يراودها منذ سن الثانية عشر. 

وتيريزا ماي لم يكن لديها أشقاء، ووجدت نفسها دون عائلة في سن الخامسة عشر، حيث فقدت والدها في حادث سير، وتوفيت والدتها بعد أشهر قليلة من ذلك إثر إصابتها بمرض عضال. أصيبت هي نفسها بداء السكري، ولم ترزق بأطفال مع زوجها فيليب جون ماي الذي ارتبطت به عام 1980.

إلتحقت تيريزا بمدرسة سانت هيغ كالاج الخاصة بالفتيات حينذاك، حيث درست مادة الجغرافيا، وأكملت تعليمها في جامعة أوكسفورد وتخرجت منها، وعملت لصالح بنك إنجلترا لسنوات عديدة. وتحصلت منها على بكالوريوس في الفنون.

بدأت ماي مسيرتها المهنية في الاقتصاد حيث التحقت ببنك إنجلترا، واستمرت فيه حتى عام 1983، قبل أن تنتقل بعد ذلك للعمل في "المؤسسة من أجل خدمات تخليص الدفع"، واستمرت في هذا العمل حتى عام 1997.

وعرفت تيريزا ماي ، على مدار مسيرتها المهنية، بالإناقة وحبها للإزياء، حيث اعترفت بحبها للأحذية والملابس وعلقت على ذلك بالقول: "يمكنك النجاح في تحقيق مسار سياسي ناجح، وفي نفس الوقت عشق الأحذية والملابس".