في زاوية من شارع الأزهر، تربعت محال الأقمشة وبائعيها على عرش المعالم الرئيسية للشارع، ما إن تطأ قدماك أرضه حتى تسرح عيناك مع الحياة الملونة، تكتنفها كل الألوان الزاهية، إلا أن ألوانها كسراب خادع، يبيعون الابتسامة للمارين لكسب قوتهم، أما الصدور، فالله هو عليم بالخفايا ومؤرقات الفؤاد.

تقبل الكثيرات على شراء الأقمشة من هذا الربع تحديدا، الذي وضع بصمة في عالم الخامات لم تجرؤ محال الملابس الجاهزة على منافستها، خاصة مع ركود سوقها، بسبب الأسعار التي عصفت بالمواطنين، فوجدوا سبيلهم في شراء الأقمشة وتفصيل الملابس.

في بداية الأمر كان الأمر تفاديا لأسعار الملابس الجاهزة ، أما الآن فقد بات الأمر مجاراة لأحدث صيحات الموضة، فمهمة البحث في المحال عن اللون أو التصميم المعين، أو حتى السعر المناسب، قد ولى عهدها، والباب أصبح مفتوحا على مصراعيه للتفصيل والإبداع، وتوفير مزيد من توفير النفقات.

ففي ظل ارتفاع أسعار الملابس الجاهزة، اتجهت كثيرات نحو أسواق الأقمشة، لشراء ما يروقهن من أنواع الأقمشة، وألوانها، بما يرضي أذواقهم، وتغطيه ميزانية جيوبهن، ولعل الأمر تخطى مرحلة التوجه إلى محل لتفصيل الملابس، بل ظهرت طاهرة تعلم الخياطة والتفصيل، حيث ترتاد الفتيات مواقع التواصل الاجتماعي، ومحركات البحث، للحصول على تصاميم عصرية ملائمة لهن.

ومن ثم تتوجهن لليوتيوب، وفيديوهاته المسجلة، لتعلم الخطوات الأولى في الحياكة وفن التفصيل، وتطبيقه عمليا على صناعة أزيائهن الخاصة، بما يوفر الأموال ويضمن الحصول على المنتج المنشود، وتصميم الأحلام، الذي نادرا ما تحصل عليه الفتاة، وبالتالي يمكن القول، بأن ظاهرة التفصيل أصبحت هي الموضة العصرية التي تسعى حولها الفتيات والسيدات، لتكون كل فتاة في نهاية المكاف هي مصممة أزياء لماركاتها الخاصة، وبأقل التكاليف.