بياع القلل .. سعي إلى الرزق عبر صنعة جار عليها الزمن
السبت 14/يوليو/2018 - 11:51 م
كتب: وسيم عفيفي - تصوير: سارة سيد
طباعة
يحكي المؤرخ عباس الطرابيلي، موقفاً عن القلل فيقول "أتذكر هنا ثعلب الدبلوماسية المصرية الدكتور أسامة الباز عندما كان وأسرته بدمياط، وكان والده مدرساً للرياضيات بمعهد دمياط الدينى مع إخوته فاروق وغيره، وتعلموا فى مدارس دمياط.. ولما قلت له مرة وأنا أقدمه لأحد معارفى هذا هو الدكتور أسامة الباز ابن سوق البلح بدمياط.. إذ رد سريعاً: لا يا سيدى.. ابن سوق القلل بدمياط".
من هذا الموقف يبدو أن العمل في مهنة القلل كان شيئاً مشرفاً لمن يعمل فيها، وأثرت صناعة القلل في الوجدان المصري لدرجة جعلت سيد درويش يغني لها بقوله "مليحة قوي القلل القناوي.. رخيصة قوي القلل القناوي.. قرب حدانا وخد قلتين .. خسارة قرشك وحياة ولادك.. ع اللى ماهواش من طين بلادك".
تبدو ملامح بائع القلل عائدة لعصر الأصالة الذي افتخر به أسامة الباز وغنى له سيد درويش، لكن هذا البائع عبر الكارو الذي يقوده الحصان في شارع الأشراف بمنطقة السيدة نفيسة، يدرك أن زمن الكولدير هو الحاضر وأن القلل باتت الآن غير موجودة بنفس تأثير الزمن الجميل.
في العمل الوثائقي الذي أجرته قناة الصعيد، تظهر القلة على أنها ثلاجة المساكين، ليس لثمنها البخس وإنما كما قال الفيلم "ثلاجة طبيعية من طينة نظيفة"، ويحكي صانه القلل عن مراحل صنعها فيقول "يبدأ بالطين الأسود من أسوان، ثم الطين الأبيض من التبين، أما القلل المزيفة فتكون من تربة سودة عادية وهذا سر الطعم السيء للماء الآن".
كما جاء في أدبيات الموروث الشعبي للطرابيلي فإن القلل القناوى أبرز ما نشاهده فى النوافذ والبلكونات.. ولن ينسى المصرى صينية القلل حتى لا تتسرب المياه التى تتسلل من القلة ولا تشوه جدار النافذة.. ثم الغطاء النحاسى - شديد النظافة - يغطى القلة بعد أن نضع ليمونة صفراء بنزهير ليختلط رحيقها مع مياه القلة.. ويا سلام على بضع قطرات من ماء الورد. أو ماء الزهر نضيفها على مياه القلة لتحسين طعم ورائحة المياه خصوصاً فى شهر رمضان.. وبجانب القلة كان هناك الإبريق، وهو أيضاً من الفخار، ولكن أكبر قليلاً.
وكم من قلل هوت على رؤوس المارة، من النوافذ!! أو تعمدت الفتاة إسقاطها فوق رأس العذول.. المعاكس.. ولكننا نسينا البلاص القناوى سواء لتخزين ونقل العسل الأسود.. أو لتخزين المش والجبن الصعيدى القديم.. ما أحلاه.. أو لتمليح الزيتون.
من هذا الموقف يبدو أن العمل في مهنة القلل كان شيئاً مشرفاً لمن يعمل فيها، وأثرت صناعة القلل في الوجدان المصري لدرجة جعلت سيد درويش يغني لها بقوله "مليحة قوي القلل القناوي.. رخيصة قوي القلل القناوي.. قرب حدانا وخد قلتين .. خسارة قرشك وحياة ولادك.. ع اللى ماهواش من طين بلادك".
تبدو ملامح بائع القلل عائدة لعصر الأصالة الذي افتخر به أسامة الباز وغنى له سيد درويش، لكن هذا البائع عبر الكارو الذي يقوده الحصان في شارع الأشراف بمنطقة السيدة نفيسة، يدرك أن زمن الكولدير هو الحاضر وأن القلل باتت الآن غير موجودة بنفس تأثير الزمن الجميل.
في العمل الوثائقي الذي أجرته قناة الصعيد، تظهر القلة على أنها ثلاجة المساكين، ليس لثمنها البخس وإنما كما قال الفيلم "ثلاجة طبيعية من طينة نظيفة"، ويحكي صانه القلل عن مراحل صنعها فيقول "يبدأ بالطين الأسود من أسوان، ثم الطين الأبيض من التبين، أما القلل المزيفة فتكون من تربة سودة عادية وهذا سر الطعم السيء للماء الآن".
كما جاء في أدبيات الموروث الشعبي للطرابيلي فإن القلل القناوى أبرز ما نشاهده فى النوافذ والبلكونات.. ولن ينسى المصرى صينية القلل حتى لا تتسرب المياه التى تتسلل من القلة ولا تشوه جدار النافذة.. ثم الغطاء النحاسى - شديد النظافة - يغطى القلة بعد أن نضع ليمونة صفراء بنزهير ليختلط رحيقها مع مياه القلة.. ويا سلام على بضع قطرات من ماء الورد. أو ماء الزهر نضيفها على مياه القلة لتحسين طعم ورائحة المياه خصوصاً فى شهر رمضان.. وبجانب القلة كان هناك الإبريق، وهو أيضاً من الفخار، ولكن أكبر قليلاً.
وكم من قلل هوت على رؤوس المارة، من النوافذ!! أو تعمدت الفتاة إسقاطها فوق رأس العذول.. المعاكس.. ولكننا نسينا البلاص القناوى سواء لتخزين ونقل العسل الأسود.. أو لتخزين المش والجبن الصعيدى القديم.. ما أحلاه.. أو لتمليح الزيتون.