" يوليوس قيصر ".. أفنى عمره لـ نجاح روما وقتلوه بسببها أيضًا
الأحد 15/يوليو/2018 - 02:34 م
مريم مرتضى
طباعة
ربما يبدو لك أن الوصول لمنصب حاكم دولة ما، شيء من المستحيل تحقيقه، ولكن الصعب فعلًا يكمن في أن تكون قائد ناجح، تملك في صفاتك الحنكة والحكمة، ويأتي تحقيق المستحيل بعد أن تسطُر بيدك التاريخ، وتصير سبب في تغيير مسار بلادك، هكذا كان القائد العبقري، "يوليوس قيصر" الشخصية العسكرية الفذة، استطاع بحكمته وتفوقه، أن يقود جيش بلاده، وجعل منها مركزًا لإمبراطورية واسعة يخشاها العالم أجمع، ولكن مثله مثل أي قائد سياسي ناجح جاءت حكاية مصرعه كواحدة من أبشع المآسي، وأكثرها رعبًا ودموية، وقد تناولها وليام شكسبير في مسرحية تراجيدية مؤثرة.
القائد العظيم
اسمه الحقيقي "جايوس يوليوس قيصر" ولد عام 100 قبل الميلاد، في حي "سابورة" بروما، وكان ينحدر من نسل الامير اينيس أمير طروادة، وكان ميلاده بمثابة نقطة تحول عظيمة في التاريخ الروماني، وقد اعتنق "يوليوس قيصر" خطى عائلته في معاداة حكم الأقلية المتمثل في مجموعة الأعضاء النبلاء في مجلس الشيوخ، وسُجن لمدة قصيرة، ولكنه ظل محافظ على علاقته بالنبلاء والسياسين، وبعد الإفراج عنه تم اختياره زميلاَ جديداَ في كلية القساوسة عام 73 قبل الميلاد، وانضم بعدها إلى صفوف الجيش الروماني كضابط ومحاسب، واستطاع أن يكون جيش خاص اصبح معروف كأكثر جيوش روما انضباطاً على الإطلاق، وقام "يوليوس قيصر" بعدها بعقد شراكة سياسية مع عدد من الزعماء السياسين المعارضين لنظام "سولا" منهم: زعيم المخضرمين "بومبي"، و"ماركوس ليسينيوس كراسوس"، واستطاع "يوليوس قيصر" بقدرته على الإقناع، أن يكسب ثقة كل من الرجلين، واقنعهم انه من الافضل ان يكونا حلفاء، وأسس الثلاثة معًا شراكة أُطلق عليها "الثلاثية الأولى"، واعطى هذا التحالف القوة المثالية لـ "يوليوس قيصر".
يوليوس قيصر
ومع بداية عام 58 قبل الميلاد بدأ "يوليوس قيصر" في شن الحملات المختلفة، التي عززت مكانته كأحد أعظم القادة في روما على الإطلاق، غزا بلاد الغال ووصل إلى نهر الراين، وأظهر القسوة الشديدة مع أعدائه حتى أنه كان يقتل أي ناجيين متبقيين منهم.
وأثناء غزواته قام بتوظيف عدد من الوكلاء السياسيين، للتصرف نيابة عنه في روما، مما أثار حفيظة بومبي وغيرته من قوة شريكه السياسي، فكان يكره مكانة قيصر المتنامية مع هذا الحماس، مما تسبب في توتر العلاقات بين الشركاء الثلاثة، قاموا على إثرها بعقد لقاء فيما بينهم لحل تلك الخلافات في عام 56 قبل الميلاد، واستقرت الأمور لفترة وجيزة، ولكنها عادت للصراعات مرة أخرى بعد وفاة "كراسوس" وتعيين "بومبي" قنصلًا وحيدًا عام 52قبل الميلاد، الأمر الذي نتج عنه حرباَ أهلية وهزيمة لجيش بومبي في إسبانيا عام 45 قبل الميلاد، ثم عاد قيصر بعد ذلك إالى روما ليكون حاكمها الدكتاتوري المطلق، بعدما استطاع الانتصار على بومباي ومجلس الشيوخ الذي كان جيشهم اضعاف جيشه، ولكن حكمة قيصر وخبرته العسكرية جعلت الامور في صالحه.
يوليوس قيصر
فترة حكمه
في عام 44 قبل الميلاد، أعلن "يوليوس قيصر" دكتاتوريته المطلقة وحكمه على روما، وأطلق على نفسه لقب "إمبراطور"، وقد هيأ لشعبه حياة كريمة وحاول تحسين ظروفهم، وزاد من فعالية حكومته، وتمكن من إخماد الحرب الأهلية، وسيطر على الفتن المنتشرة والثورات التي دامت مائة عام، بعد أن حطم خلالها كيان الطبقة الأرستقراطية.
وأصبح مجلس الشيوخ مجلس استشارى له، ورفع عدد أعضائه من ستمائة عضو إلى تسعمائة، وكان معظم الأعضاء من رجال العمال، والمواطنين البارزين في المدن الإيطالية أو مدن الولايات الرومانية، والجنود وأبناء العبيد.
وأدخل النظام البيروقراطي في الدولة بأن وضع الشئون الكتابية في الحكومة ودقائق الأعمال الإدارية في أيدى من كان في بيته من المحررين والرقيق، وسمح لمجلس الشيوخ أن يختار نصف كبار الحكام في المدينة، واختار هو النصف الباقى بطريق التوصية، واضعا بذلك أول أسس الديمقراطية، وراقب بنفسه شئون المدينة كلها على اختلاف أنواعها، وقضى على كل ما كان فيها من عجز وفساد.
في عام 44 قبل الميلاد، أعلن "يوليوس قيصر" دكتاتوريته المطلقة وحكمه على روما، وأطلق على نفسه لقب "إمبراطور"، وقد هيأ لشعبه حياة كريمة وحاول تحسين ظروفهم، وزاد من فعالية حكومته، وتمكن من إخماد الحرب الأهلية، وسيطر على الفتن المنتشرة والثورات التي دامت مائة عام، بعد أن حطم خلالها كيان الطبقة الأرستقراطية.
وأصبح مجلس الشيوخ مجلس استشارى له، ورفع عدد أعضائه من ستمائة عضو إلى تسعمائة، وكان معظم الأعضاء من رجال العمال، والمواطنين البارزين في المدن الإيطالية أو مدن الولايات الرومانية، والجنود وأبناء العبيد.
وأدخل النظام البيروقراطي في الدولة بأن وضع الشئون الكتابية في الحكومة ودقائق الأعمال الإدارية في أيدى من كان في بيته من المحررين والرقيق، وسمح لمجلس الشيوخ أن يختار نصف كبار الحكام في المدينة، واختار هو النصف الباقى بطريق التوصية، واضعا بذلك أول أسس الديمقراطية، وراقب بنفسه شئون المدينة كلها على اختلاف أنواعها، وقضى على كل ما كان فيها من عجز وفساد.
يوليوس قيصر
اغتياله
استطاع "يوليوس قيصر" تحقيق العديد من الانتصارات خارج روما، قرر بعدها العودة إلى بلاده، وخشى النبلاء على أنفسهم، و رأوا في عودته هلاكهم، فعزموا على قتله، في نفس العام الذي أعلن فيه عن جعل ديكتاتوريته المطلقة حكمًا دائمًا على روما، ما أدى لاغتياله، تحديدا يوم الثالث عشر من مارس عام 44 قبل الميلاد.
عقد "يوليوس" اجتماعًا مع مجلس الشيوخ الرومانى لمناقشة بعض قضايا الدولة، فاجتمع جميع أعدائه، وتوجهوا لمنزل "بروتس" -الشخص الأحب لقلبه وأقرب أصدقائه-، وقام "كاسيوس"- أكثر معارضي يوليوس- بإقناعه أن يوليوس خائن لوطنه وأنه يدبر مؤامرة كبرى على الوطن ويجب التخلص منه، واتفقوا أن يستغلوا اجتماع يوليوس مع المجلس ويطعنه كل منهم طعنة، حتى يتفرق دمه بينهم ولا يُعلم من قتله، وفى صباح اليوم التالى تجمع الناس بكثرة أمام مجلس الشيوخ، ليكونوا في استقبال يوليوس قيصر حين وصوله، فوصل القيصر ومن خلفه بروتس والمتآمرون، تقدم كاسيوس من القيصر واستوقفه، توقف يوليوس فانحنى أمامه كاسيوس وحَيّاه ثم أخرج خنجره وطعنه في رقبته، ثم بدأت الطعنات تتوالى، وكان آخر من طعنه بروتس، سقط يوليوس على الأرض ثم رفع عينيه إلى بروتس وقال له: "حتى أنت يا بروتس".
استطاع "يوليوس قيصر" تحقيق العديد من الانتصارات خارج روما، قرر بعدها العودة إلى بلاده، وخشى النبلاء على أنفسهم، و رأوا في عودته هلاكهم، فعزموا على قتله، في نفس العام الذي أعلن فيه عن جعل ديكتاتوريته المطلقة حكمًا دائمًا على روما، ما أدى لاغتياله، تحديدا يوم الثالث عشر من مارس عام 44 قبل الميلاد.
عقد "يوليوس" اجتماعًا مع مجلس الشيوخ الرومانى لمناقشة بعض قضايا الدولة، فاجتمع جميع أعدائه، وتوجهوا لمنزل "بروتس" -الشخص الأحب لقلبه وأقرب أصدقائه-، وقام "كاسيوس"- أكثر معارضي يوليوس- بإقناعه أن يوليوس خائن لوطنه وأنه يدبر مؤامرة كبرى على الوطن ويجب التخلص منه، واتفقوا أن يستغلوا اجتماع يوليوس مع المجلس ويطعنه كل منهم طعنة، حتى يتفرق دمه بينهم ولا يُعلم من قتله، وفى صباح اليوم التالى تجمع الناس بكثرة أمام مجلس الشيوخ، ليكونوا في استقبال يوليوس قيصر حين وصوله، فوصل القيصر ومن خلفه بروتس والمتآمرون، تقدم كاسيوس من القيصر واستوقفه، توقف يوليوس فانحنى أمامه كاسيوس وحَيّاه ثم أخرج خنجره وطعنه في رقبته، ثم بدأت الطعنات تتوالى، وكان آخر من طعنه بروتس، سقط يوليوس على الأرض ثم رفع عينيه إلى بروتس وقال له: "حتى أنت يا بروتس".
اغتيال يوليوس قيصر
مات "يوليوس قيصر" غدرًا نتيجة للجشع وحب السلطة والثروات، وقد ذكر المؤرخ اليونانى "بلوتارخ" أن بروتس قد وقف على جثة يوليوس وقال: "لم أقتله لأنى أحبه قليلا ولكن حبى لروما أكثر كثيرا"، وكانت كلمة "قيصر" الأخيرة "إذن فليمت قيصر" قمة في السخرية من جلاديه وقاتليه، وبنفس الوقت قمة في التضحية والتفاني.