"عباس الضو غلط" .. مسلسل المال والبنون برؤية جديدة
الثلاثاء 17/يوليو/2018 - 08:09 م
وسيم عفيفي
طباعة
*تتر المال والبنون .. الأزمة والانفراجة.
*سلامة فراويلة ليس صاحب المال الأصلي.
*الدين ضد عباس الضو.
55 حلقة هي عمر المسلسل الدرامي المال والبنون بجزئيه الأول 1992 م، والثاني 1995 م، ومنذ عرض الجزء الأول لاقى المسلسل متابعةً كبيرةً بسبب الصراع حول الحرام والحلال في ثنائي "عباس الضو" و "سلامة فراويلة"، والذي انتهى بشلل الأخير وقهره على ماله الذي زال، بينما عاش الأول على انتظار الابن الذي تغيب بعد النكسة.
*سلامة فراويلة ليس صاحب المال الأصلي.
*الدين ضد عباس الضو.
55 حلقة هي عمر المسلسل الدرامي المال والبنون بجزئيه الأول 1992 م، والثاني 1995 م، ومنذ عرض الجزء الأول لاقى المسلسل متابعةً كبيرةً بسبب الصراع حول الحرام والحلال في ثنائي "عباس الضو" و "سلامة فراويلة"، والذي انتهى بشلل الأخير وقهره على ماله الذي زال، بينما عاش الأول على انتظار الابن الذي تغيب بعد النكسة.
من الجزء الأول - مسلسل المال والبنون
رغم كل التصاعد في الأحداث والتطور، لكن كانت هناك لمحات رومانسية دقيقة كلها اشتركت في الحرام الذي قال له عم عباس لا، وأصر سلامة فراويلة على نعم، ورغم كل هذا كانت المشكلات تلاحق المسلسل حتى منذ وضع التتر الخاص به ومرورا بوفاة عبدالله غيث ووصولاً إلى النهاية المفتوحة التي يتميز بها مؤلف المسلسل دائماً.
أزمة تتر المال والبنون.. الأغنية الأصلية غير المذاعة
في الأصل فكلمات التتر الذي غناه علي الحجار بالاشتراك مع حنان ماضي وعلى ألحان ياسر عبدالرحمن ومن كلمات سيد حجاب، خضع لتعديلات بأوامر رقابية نتيجةً للطابع الثوري الذي تميز به التتر.
حيث جاءت كلمات التتر الأصلي كالآتي "يا دنيا ولا هأدى ضهرى ليكى ولا أعيش بقهرى.. ياما نفسى يصفالى دهرى وترجعى حقانية، في حين كانت كلمات التتر المُذاع: "أحلامى تصلبلى ضهرى ويروق ويصفالى دهرى.. وويلالى زهرى.. وجواهرى لكل ناسى وليّا".
حيث جاءت كلمات التتر الأصلي كالآتي "يا دنيا ولا هأدى ضهرى ليكى ولا أعيش بقهرى.. ياما نفسى يصفالى دهرى وترجعى حقانية، في حين كانت كلمات التتر المُذاع: "أحلامى تصلبلى ضهرى ويروق ويصفالى دهرى.. وويلالى زهرى.. وجواهرى لكل ناسى وليّا".
وفي موضع آخر جاءت الكلمات الأصلية: "لاء يا دنيا, أجرى غُرى غيرى ولاعبى وضُرى.. أما أنا رغم مُرى نفسى عزيزة وأبيه"، أما المُذاعة: "يا دنيا مهما تُغرَّى غيرى.. مسيرك تمُرى… وبعد مُرى.. تسُرى نفسى العفيفة الغنية".
وتبدلت الخاتمة الأصلية، فكانت: "دنيا غرورة دنية زي الحنش شرانية.. ياريتنا نأمن اذاها ونعيش سوى بصفو نية"، أما النهاية المتعارف عليها: "بحلم وأفتح عنيه على جنة للإنسانية.. والناس سوا بيعشوها بطيبة وبصفو نية".
وتبدلت الخاتمة الأصلية، فكانت: "دنيا غرورة دنية زي الحنش شرانية.. ياريتنا نأمن اذاها ونعيش سوى بصفو نية"، أما النهاية المتعارف عليها: "بحلم وأفتح عنيه على جنة للإنسانية.. والناس سوا بيعشوها بطيبة وبصفو نية".
أصل الحكاية
طوال الجزء الأول والثاني كان الصراع الحاضر الغائب في الأحداث هو أصل المال الذي امتلكه تاجر الذهب سلامة فراويلة، وهو عبارة عن اكتشاف أثري أخذه لنفسه دون وجه حق، ورغم شبهة الحرام التي يقع فيها ـ حسب رأي عباس الضو ـ بعمل ليلة سنوية لأهل الله والمساكين من أجل إقناع عباس الضو على أن ماله حلال.
يصر عباس الضو على رأيه فهذا المال حرام ويأخذ أدلة شرعية وواقعية كدليل على الحرام، فمصير عائلة فراويلة كان مأساوياً حيث ماتت عواطف زوجة فهمي سلامة والذي هجر أهله، فيما ضاعت فوزية بسبب تطرف ولدها والذي سرق مالها فيما بعد، أما الحب الذي جمع بين فريال ويوسف قد انتهى مثل كرامة فريد سلامة فراويلة التي تعثرت أمام السحت سارق مال أبيه.
عباس الضو غلط لهذه الأسباب
عباس الضو
بتحكيم الدين الذي تاجر به سلامة فراويلة فهو على خطأ، وهذا هو نفس الحكم الذي يسري على عباس الضو فهو الآخر ـ دينياً ـ على خطأ.
يرى عباس الضو أن هذا الكنز هو ملك للدولة وإن كان حلالاً فمن الواجب أن يقوم سلامة فراويلة بإعلان عثوره على هذا الكنز وتوزيعه على المساكين وإلا فماله حرام كما قال العلماء.
الحقيقة أن رأي كتب الفقه في مسألة الآثار تختلف مع كلام عباس الضو، حيث أن المذهب المالكي يرى أن الآثار هي مال مدفون من قبل الإسلام، ومن قام من حفر قبور الجاهلية في أرض مملوكة فعثر فيها على مال، فإنه يعتبر ركازًا يجب إخراج الخمس منه، وما تبقى منه يكون لمالك الأرض التي وجد فيها هذا المال بشرط أن يكون قد امتلكها بإحياء أو بإرث ممن أحياها، لا بشراء ولا بهبة".
أما الحنابلة فيروا أن عثور الشخص على كنز ولم يكن في أرض يملكها فالحق يعود لولي الأمر وحده، مثل العثور على كنز في طريق عام أو صحراء مملوكة للدولة، وأوضحت كتب الحنابلة أن حكم الحرام يكون إن لم يتم النظر بين المخاطر والمفاسد المترتبة على مخالفة قوانين الآثار من مصادرة الأرض والبيت والتعرض للسجن والعقوبة وبين المصالح المترتبة على القيام باستخراج تلك الأموال والمتاجرة فيها وتهريبها.
أما دار الإفتاء وعلماء العصر المعاصر يروا أن كل الآثار حرام ، بحثاً أو تنقيباً أو بيعاً أو شراءاً وعلى من وجد تسليم هذا الأمر لولي الأمر، وهو الذي كان يرفضه سلامة فراويلة لأنه من وجهة نظره أن ما تم العثور عليه سيتم سرقته من ولاة الأمور أصلاً.
يرى عباس الضو أن هذا الكنز هو ملك للدولة وإن كان حلالاً فمن الواجب أن يقوم سلامة فراويلة بإعلان عثوره على هذا الكنز وتوزيعه على المساكين وإلا فماله حرام كما قال العلماء.
الحقيقة أن رأي كتب الفقه في مسألة الآثار تختلف مع كلام عباس الضو، حيث أن المذهب المالكي يرى أن الآثار هي مال مدفون من قبل الإسلام، ومن قام من حفر قبور الجاهلية في أرض مملوكة فعثر فيها على مال، فإنه يعتبر ركازًا يجب إخراج الخمس منه، وما تبقى منه يكون لمالك الأرض التي وجد فيها هذا المال بشرط أن يكون قد امتلكها بإحياء أو بإرث ممن أحياها، لا بشراء ولا بهبة".
أما الحنابلة فيروا أن عثور الشخص على كنز ولم يكن في أرض يملكها فالحق يعود لولي الأمر وحده، مثل العثور على كنز في طريق عام أو صحراء مملوكة للدولة، وأوضحت كتب الحنابلة أن حكم الحرام يكون إن لم يتم النظر بين المخاطر والمفاسد المترتبة على مخالفة قوانين الآثار من مصادرة الأرض والبيت والتعرض للسجن والعقوبة وبين المصالح المترتبة على القيام باستخراج تلك الأموال والمتاجرة فيها وتهريبها.
أما دار الإفتاء وعلماء العصر المعاصر يروا أن كل الآثار حرام ، بحثاً أو تنقيباً أو بيعاً أو شراءاً وعلى من وجد تسليم هذا الأمر لولي الأمر، وهو الذي كان يرفضه سلامة فراويلة لأنه من وجهة نظره أن ما تم العثور عليه سيتم سرقته من ولاة الأمور أصلاً.
وبعيداً عن كل هذا ورجوعاً لأصل التحريم والتشريع فإن وجهتي نظر عباس الضو وسلامة فراويلة كانتا خاطئتين، فبشأن وجهة نظر عباس الضو فلا يشترط الإعلان عن عثور الركاز، وإنما يشترط إخراج نسبة الخُمْس 20 % ، لصرفها في مصارف الزكاة والباقي لمن عثر على الكن .
أما ملكية هذا المال فهو ليس من حق سلامة فراويلة و إنما من حق من وجد الكنز وهما الاثنين اللذين جاءا له به في أول مشاهد الحلقة الأولى من المسلسل، نظراً لأن مكان العثور على الكنز لم يكن في أرض مملوكة لـ سلامة فراويلة.
أما ملكية هذا المال فهو ليس من حق سلامة فراويلة و إنما من حق من وجد الكنز وهما الاثنين اللذين جاءا له به في أول مشاهد الحلقة الأولى من المسلسل، نظراً لأن مكان العثور على الكنز لم يكن في أرض مملوكة لـ سلامة فراويلة.