"بعد أن أطاح بهم الشعب في مصر" هل يتكرر سقوط إخوان تونس
سبب الدعم
عند ظهور الإخوان، حاولوا أن يظهروا كم أنهم يتمتعون بالبراءة والتقارب من الله تعالى، وأن كل هدفهم هو تطبيق الشريعة الإسلامية، وأنهم يريدون إنهاء أي صورة من صور الظلم والاستبداد، والأهم من ذلك، هو أنهم حاولوا تأكيد أن لا غاية لهم، ولا يحلمون بالسلطة كما أشيع عنهم، لذلك كان من الطبيعي أن يجدوا دعما وتأييدا غير عادي، من مختلف الفئات والطبقات، على مستوى الشعوب العربية، لكن كانت المفاجأة.
بعد 2011
قررت الشعوب من مختلف بلدان الوطن العربي، إعلان الثورة ضد أنظمة حكوماتهم، وذلك
بسبب مختلف صور الظلم التي واجهوها، رغبة منهم في أن يعيشوا حياة أفضل، وأن ينسوا
كل ما مروا به، ولابد وأن نتذكر بأن الإخوان حينها، أكدوا في مصر على سبيل المثال،
أنهم لن يشاركوا في ثورة شبابها، لأنهم وببساطة لم يكونوا على يقين من نجاحها،
وأعتبروا أنها مجرد "ذوبعة في فنجان"، لكن وبعد ما ثبت من نجاح الشباب،
حرص الإخوان في مصر وتونس على استغلال الفرصة، وحاولوا إقناع الجميع، أنهم شاركوا
فيها، وأنه كان لهم الدور الأهم فيها، وللأسف.
الوصول إلى السلطة
تمكن الإخوان للأسف من الوصول إلى السلطة في مصر وتونس، وكلمة "للأسف"
هنا في مكانها، فقد أثبتوا أن هدفهم كان مجرد انتظار الفرصة، فقط الفرصة، للوصول
إلى كرسي الحكم، وتعويض كل ما مروا به، وربما تتوالى التساؤلات، أنه وإن لم يكونوا
جديرين بذلك لما وصلوا للحكم، لكن في حقيقة الأمر، يعد السر وراء انتخابهم، هو
الإعتقاد بأنهم أناس جيدون، يضعون الله في المقام الأول أمام أعينهم، لكن تصرفتهم،
كانت عبارة عن الرقص على دماء الشهداء، ونسيان حقهم تماما، ودماءهم، وكانت الصاعقة
التي تفاجئوا بها.
30 يونيو
انقلب الشعب المصري، على الإخوان وقرروا الإطاحة بهم من السلطة، بعد أن تأكد أنهم
لن يقوموا بأي سيء، ولن يسيروا نحو الإصلاح، وأنهم يتمتعون بجهل سياسي غير عادي،
كاد أن يوقع بالبلاد في أزمة حقيقية، فوقف الشعب كافة ومعه الجيش للإطاحة بهم
كليا، وها نحن الآن نشهد أزمة جديدة يواجهها الإخوان، لكنها هذه المرة وكما يقول
المثل: "منهم فيهم".
انقلاب على الحليف
قرر حزب النهضة التونسي، الذي يمثل جماعة الإخوان في تونس، منع أحد أهم حلقاءه،
وهو رئيس الوزراء الحالي يوسف الشاهد، من الترشح في الإنتخابات المقبلة، مؤكدين أن
السبب وراء إتخاذ هذا القرار، هو ترك فرصة من أجل إتمام الإصلاح الإقتصادي
والسياسي على مستوى المجالات، لكن مثل هذا القرار يوجي بفكرة قضية خطيرة.
تضارب وسط الإخوان
ما يشهده حزب النهضة وجماعة الإخوان الآن يعد دليلا على أن هذه الجماعة، تشهد
تضارب وإحتلافات في كل شيء، وبات هناك إيقاع فيما بينهم البعض، أصبح كل ومنهم يبحث
عن الفرصة للوصول لما يتمنى ويرغب، ويحاول كل منهم، أن يحقق أغراضه بصرف النظر عن
مصلحة بلد ما أو شعب بعينه.
نقطة نظام
لا نحاول إصدار أحكام، أو توجيه الإتهامات، لكن وقوف حزب النهضة أمام يوسف الشاهد،
يوحي بأن هذه الجماعة، باتت تشهد صراعات داخلية، بين أعضاءها البعض، وبات كل واحدا
منهم يريد، أن يتخلص من الأخر، ويبدو أن الإخوان سيشهدون سقوط جديد، لكن هذه المرة
لن يكون بيد الشعب، وإنما نتيجة أطماعهم.