الفلاح المصري "رمانة الميزان" في عهد عبدالناصر ومتأثر بانفتاح السادات
الثلاثاء 24/يوليو/2018 - 03:01 م
دنيا سمحي
طباعة
" الأرض لنا، لمن یعملون فیها، قضینا على الإقطاع وقضینا على الإقطاعیین، وقضینا على الاستغلال والاستغلالیین، ولكننا أیها الأخوة وقد وصلنا إلى هذه المرحلة من أحلامنا، یجب على كل فرد منا أن ینظر إلى المستقبل، فكنا فى الماضى كل فرد منا یعمل بمفرده، وكان الفلاح الصغیر الذى یملك قیراطین او ثلاثة او اربعة قراریط یشعر أنه خاضع لسیطرة المرابین، ویشعر أیضا أنه خاضع لسیطرة كبار الملاك الذین كانوا یحاولون أن یحرموه من قطعة الأرض التى تتمثل فى بضعة قراریط، حتى یضموها الى أرضهم وكان یشعر أنه لا حول له ولا قوة " ... هذه كانت كلمات الزعیم الراحل جمال عبد الناصر یوم تسلیم الفلاحین أراضى الإقطاعیین تنفیذا لقانون الإصلاح الزراعي الذى صدر فى سبتمبر عام 1952.
إيمانا بأن الفلاح هو " رمانة ميزان" المجتمع المصرى و"عمود خيمته"، وإن استقرار أوضاع تلك الطبقة ضرورة مُلحة للاستقرار المجتمعى، وقد مر أبناء تلك الطبقة بمراحل قوة وأخرى شهدت ضعفاً منذ نشأتها فى بداية عصر مصر الحديثة، خلال فترة حكم محمد على باشا، وبلغت عصرها الذهبى خلال فترة تولى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، التى تبلورت كنتيجة طبيعية للمساواة بين الأغنياء والفقراء فى مجانية التعليم.
ويمكن الجزم بأن ثورة يوليو 1952 هى التى أنصفت تلك الطبقة، وانتصرت لها، بسلسلة من الإجراءات الكثيرة، بدءا من الإصلاح الزراعى، ومنع الفصل التعسفى للعمال، وتسهيل إجراءات المساكن، وفي هذا الصدد، ترصد " بوابة المواطن" أبرز ملامح حياة الفلاح المصري ووضعه الاجتماعي والاقتصادي، في عصر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والرئيس الراحل محمد أنور السادات، وأبرز تطورات تلك الفترة، والتي نستعرضها فيما يلي:
الفلاح المصري
الفلاح في عصر عبدالناصر
الفلاح المصري
" إنكم حملتم أمانة الحاضر، وحملتم أيضا أمانة المستقبل، وإنها المسئولية كبيرة تنوء تحتها الجبال، ولكنكم عقدتم على إرادتكم على إن تتحملوا هذه المسئولية، فإلى الأمام فى سبيل العزة والمجد والله يوفقكم " هذه كانت كلمات الرئيس عبدالناصر، الذي أطلق عليه الفلاحون وعامة الشعب، " ناصر الفقراء والعمال " وذلك لإيمانه بالإنسانية ككل وحق الإنسان المصري بأن يمتلك مشروعا تنمويا بما يحقق الكرامة والعدالة الاجتماعية، حتى أطلق الفلاح المصري جملة " إن سألوك عن العمال قل لهم لقد مات جمال عبد الناصر "، نصير العمال والذي أمضى حياته من اجل تحقيق الحياة الكريمة للعمال والفلاحين.
عمل قانون الإصلاح الزراعي على نزع ملكية ما يزيد على نصف مليون فدان، أي ما يقرب من 8.4 % من إجمالي المساحة المنزرعة في مصر في ذلك الوقت، وكان توزيع الأراضي على الفلاحين وفقا لنظام معين من الأولويات بحيث أعطيت الأولوية عند التوزيع "لمن كان يزرع الأرض فعلا مستأجرا أو مزارعًا، ثم لمن هو أكبر عائلة من أهل القرية، ثم لمن هو أقل مالا منهم، ثم لغير أهل القرية، وسمح القانون للملاك ببيع أراضيهم الزائدة عن الحد الأقصى لمن يريدون، وأعطى لهم الحق في تجنب أراضي الآخرين المبيعة.
عمل قانون الإصلاح الزراعي على نزع ملكية ما يزيد على نصف مليون فدان، أي ما يقرب من 8.4 % من إجمالي المساحة المنزرعة في مصر في ذلك الوقت، وكان توزيع الأراضي على الفلاحين وفقا لنظام معين من الأولويات بحيث أعطيت الأولوية عند التوزيع "لمن كان يزرع الأرض فعلا مستأجرا أو مزارعًا، ثم لمن هو أكبر عائلة من أهل القرية، ثم لمن هو أقل مالا منهم، ثم لغير أهل القرية، وسمح القانون للملاك ببيع أراضيهم الزائدة عن الحد الأقصى لمن يريدون، وأعطى لهم الحق في تجنب أراضي الآخرين المبيعة.
الفلاح في عصر السادات
الفلاح المصري
كانت سياسته إقتصادية ومشجعة على الانفتاح، وحرص الرئيس الراحل محمد أنور السادات على الاستجابة للمطالب العمالية، كانت قراراته استمرارا لخطى التطور التي نفذها عبد الناصر، إلا أنه كان أكثر نظرا إلى الانفتاح وجوانبه، سار على نهج عبد الناصر في احتفاله بعيد العمال وسطهم، واهتم الرئيس الراحل بصرف المكافآت في هذا اليوم؛ لتشجيع العمال على زيادة الإنتاج، وكان السادات يفخر بالمدن العمالية في خطاباته، ويؤكد على ما أن ما حدث بها هو إنجازات، والتي كان من بينها مدينة 15 مايو، حيث ركزت خطابات السادات على رفع الروح المعنوية للعمال الذين كانوا يخدمون في صفوف الجيش المصري، وإبراز دورهم في حرب أكتوبر 1973.