"ماسبيرو" قصة الرجل الذي سُمِّي على اسمه مبنى التليفزيون
الأربعاء 25/يوليو/2018 - 10:00 ص
وسيم عفيفي
طباعة
يعتبر جستون ماسبيرو هو أحد أبرز الرموز التي ساهمت في تطور مصر وفق منظومة عصر الخديوي إسماعيل
ولد "ماسبيرو" في باريس 23 يونيو 1846، لأب غير معروف، هاجر ولديه الإيطاليين إلى فرنسا وتولى تربيته والإنفاق على تعليمه أحد النبلاء الإيطاليين، يدعى ماركو كاميللو مارسوزي.
ولد "ماسبيرو" في باريس 23 يونيو 1846، لأب غير معروف، هاجر ولديه الإيطاليين إلى فرنسا وتولى تربيته والإنفاق على تعليمه أحد النبلاء الإيطاليين، يدعى ماركو كاميللو مارسوزي.
ماسبيرو - رسمة
بداية علاقته بمصر تجيء بزيارته لمصر في 5 يناير 1881، وكان ذلك قبل وفاة "مارييت" بـ13 يوما، وتولى منصب مدير مصلحة الآثار المصرية، أو دار الآثار القديمة "الأنتكخانة"، وأقام فيها أول مطبعة هيروغليفية، وعربية، بمرتب ألف جنيه سنويا، وعمل أيضا أمين المتحف المصري للآثار ببولاق، وكان عمره حينها 34 عاما.
وتغير سلكه الوظيفي عندما أصدر الخديوي عباس حلمي الثاني فرمانًا بتعيينه مديرا لعموم المتاحف المصرية ومدير عموم الآثار التاريخية.
وتغير سلكه الوظيفي عندما أصدر الخديوي عباس حلمي الثاني فرمانًا بتعيينه مديرا لعموم المتاحف المصرية ومدير عموم الآثار التاريخية.
ماسبيرو - رسمة
اختار "ماسبيرو" العيش فوق عوامة علي حافة النيل، معروفة الآن باسم المنشية، وهي إحدى ممتلكات إدارة خدمة الآثار، وأمضى فيها "ماسبيرو" كل فترة إقامته الأولى بمصر حتى عام 1892.
أكمل "ماسبيرو" الحفريات التي كان يقوم بها "مارييت" في سقارة ووسع من نطاق البحث، وكان مهتما بشكل خاص بالمقابر التي تحتوى على نصوص فرعونية مهمة تثرى اللغة الهيروغليفية، وعثر على 4 آلاف شطرًا قام بتصويرها وطباعتها.
أكمل "ماسبيرو" الحفريات التي كان يقوم بها "مارييت" في سقارة ووسع من نطاق البحث، وكان مهتما بشكل خاص بالمقابر التي تحتوى على نصوص فرعونية مهمة تثرى اللغة الهيروغليفية، وعثر على 4 آلاف شطرًا قام بتصويرها وطباعتها.
أنشأ "ماسبيرو" المعهد الفرنسي للآثار الشرقية في القاهرة، وكان أول مدير لهذا المعهد، الذي لم تقتصر الدراسة فيه على الآثار الفرعونية، بل امتد لدراسة جميع الآثار المصرية سواء الإسلامية أو القبطية.
اكتشف أكثر من 4 آلاف نص بالهيروغليفية، وواصل "ماسبيرو" حفائر "مارييت" في معبدي إدفو وأبيدوس، واستكمل أعمال إزالة الرمال عن أبو الهول بالجيزة عام 1886، حيث أزال عنه أكثر من 20 مترا من الرمال محاولا إيجاد مقابر تحتها، لكن لم يجد، وحديثا عثر على عدد من المقابر في أماكن الحفر التي كان ينقب فيها "ماسبيرو".
أعاد ترتيب المتحف المصري ببولاق ونقل محتوياته إلى متحف القاهرة الحالي عام 1890، بسبب زيادة الفيضان وضيق المتحف بالمقتنيات الجديدة، وساعد "ماسبيرو" فيما بعد في نقل مجموعات متحف قصر الجيزة إلى متحف قصر النيل الجديد عام 1902.
اكتشفت في عهده خبيئة بالكرنك تحتوى على مئات التماثيل المنتمية لعصور مختلفة ونشر دراسات أثرية عديدة.
كان لـ"ماسبيرو" دور كبير في مواجهة السرقات التي كانت تحدث للآثار المصرية القديمة، ونقل بمساعدة العالم المصري، أحمد كمال بك، المئات من الموميات والآثار المنهوبة إلى المتحف المصري بالقاهرة.
ماسبيرو
استطاع "ماسبيرو" أن يسن قانونًا جديدا عام 1912 ينص على ألا يسمح للأشخاص بالتنقيب، ويقتصر التنقيب فقط على البعثات العلمية بعد الموافقة على مشروعها، ولم يصبح من حق الحفارين الحصول على نصف ما يعثرون عليه لكنهم يحصلون فقط على القطع التي لها مثيل مكرر بمتحف القاهرة، ولا يمنح القائم على الحفائر تأشيرة خروج من مصر إلا في حالة تركه الموقع الأثري في صورة مُرضية، ما أثار عليه غيظ وحقد المهربون الأجانب وتجار الآثار.
أول من فرض مقابل لمشاهدة المناطق الأثرية في مصر لمواجهة النفقات التي يحتاجها للتنقيب وأعمال الصيانة.
في 1881، قبض "ماسبيرو" على عائلة عبد الرسول، وهم من أشهر تجار الآثار، وأجبرهم بعد التعذيب على الاعتراف بالسرقات، وحصل منهم على معلومات عن أحد أهم اكتشافات ماسبيرو وهى مكان لا يعرفه أحد في الدير البحري عثر فيها على مومياوات الملوك سقنن رع، وأحمس الأول، وتحتمس الثالث، وسيتي الأول، ورمسيس الثاني، وغيرهم.
في 1892، قدم "ماسبيرو" استقالته وسافر بسبب الاحتكاكات والمنافسات بين الإنجليز الذين كانوا يحتلون مصر، وبين الفرنسيين، الذين كانوا يهيمنوا على إدارة الآثار المصرية.
طالب ممثل فرنسا في مصر بعودة "ماسبيرو"، وعاد فعلا إلى مصر في 1899، وفي نفس عام عودته عين "ماسبيرو"، هوارد كارتر، في منصب كبير مفتشي الآثار في مصر العليا.
عاد "ماسبيرو" إلى باريس عام 1914، وعين في منصب المستشار الدائم لأكاديمية الفنون والآداب.
وقد توفى "ماسبيرو" في 30 يونيو 1916، عن عمر يناهز 70 عاما، ودفن في فرنسا، وأطلق اسم ماسبيرو على شارع خلف مبنى الإذاعة والتلفزيون بالقاهرة، واتخذ المبنى نفس الاسم فيما بعد، تكريما لأعماله