أردوغان .. خادم واشنطن الأمين نسج خيوط المؤامرة والثمن "القضاء على هوية العربية"
مشادات ومبارزات كلامية
دائما ما نشاهد مشادات كلامية ومبارزات وسب بين رجب طيب أردوغان، ودونالد ترامب، علاوة على المبارزات الكلامية بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي، والتي تتوقف عند مجرد السب وإلقاء الإتهامات والشتائم، ولم يحاول أردوغان الذي دائما ما يتظاهر بالشجاعة والإقدام على توجيه أي ضربة ضد أيا منهم، والإجابة بسيطة وهي لأنه على يقين من أن مصلحته معهم ولن يحقق حلمه بعودة دولة الخلافة، إلا من خلال التنسيق معهم وكسب رضاهم أولا.
تراخ ولا مبالاة
ما يعد ملحوظا خلال هذه الفترة، وما قبلها أيضا، هو الصمت الأمريكي والإسرائيلي عن
التدخل التركي في سوريا، ومن الصعب أن تكون كلا من واشنطن أو تل أبيب يجهلان أغراض
أردوغان، والتي تنقسم لشقين، الأول هو عودة حلم أجداده ودولة الخلافة العثمانية،
والثاني هو رغبته في أن ينال عضوية الأتحاد الأوروبي وحلف الناتو، ومن المفترض أن
كلا الإتجاهين وكلا الهدفين يكونا مرفوضين أمريكيا وإسرائيليا لأن مجرد تحقيق أي
هدف منهم سيزيد من قدرات الرئيس التركي في المنطقة، وسيجعل منه قوة لا يستهان بها،
ومع كل ذلك نجد تراخ ولامبالاة صهيوأمريكي، والسؤال هنا، ترى ما هو السر؟.
رؤية تستحق التقدير
أكد أحد أهم الخبراء في الشأن الدولي، الدكتور سعيد اللاوندي، في الحوار الذي
أجراه مع " بوابة المواطن " الإخبارية، أن الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان لن يجرؤ على المساس بأمن إسرائيل أو أيا من الدول الأوروبية، منوها في نفس
الوقت أنه لن يتخلى عن تحقيق حلم أجداده وهو عودة وبقاء الخلافة العثمانية، وأن
ذلك هو السبيل لحصوله على عضوية الأتحاد الأوروبي وحلف الناتو مشيرا إلى أن كل هذه
النقاط ذات علاقة وطيدة ببعضهم البعض، لأنه وفي عودة حلم الخلافة وجعل دول بلاد
الشام ومصر تحت وطأته وسيطرته، سيثبت لمختلف دول أوروبا قدراته وإمكانياته، وأنه
جدير بعضوية هذه المؤسسات الدولية الهامة، وفي دخوله الاتحاد الأوروبي أو حلف
الناتو، سيكون هو الخادم الأمين لهم لتحقيق كافة أغراضهم، التي تتمثل في فرض
السيطرة على دول المنطقة العربية وإذلال العرب والمسلمين.
حل اللغز
اللغز وببسطة يكمن في أن مختلف دول أوروبا وعلى رأسهم واشنطن وإسرائيل وألمانيا
وفرنسا وبريطانيا وغيرهم، لا يفكرون بأي حال من الأحوال في المنطقة العربية، أو
حال العرب، فهم فقط يريدون فرض سيطرتهم وإذلال العرب، والرئيس التركي رجب طيب
أردوغان هو مفتاح مغارة على بابا بالنسبة لهم.
حدود وخطوط حمراء
لا شك أن السلطان العثماني العاشق لحلم أجداده، يعي جيدا أنه وفي حال تمكنه من
تنصيب عرشه على دولة الخلافة العثمانية لن يكون إلا وفقا لحدود بعينها وخطوط حمراء
ستضعها دول الغرب، أي أنه على يقين من أنه لن يكون سوى خادم لهم ولرغباتهم، ولن
يزيد عن كونه الوسيلة التي ستساعد على تحقيق أغراضهم، على أن يكون الثمن هو تركه
من الناحية الظاهرية على الأقل يبدو هو السلطان والقادر، الذي أعتلى العرش، وحقق
ما لم يحققه أحد قبله من رؤساء تركيا.
نقطة نظام
أروغان خادم للغرب، تلك هي النقطة المتفقين عليها، لكن لابد في نفس الوقت أن نعي
أن حلمه الذي يراوده وتحالفاته السرية مع دول الغرب تشكل خطورة على هويتنا
العربية، فبقدر ترك نفسه وسيلة سهلة في يد العرب، إلا أنه وفي نفس الوقت يشكل
خطورة حقيقية فهو وببساطة يتحالف مع أعداءنا ضدنا لمحو هويتنا العربية.