من سامبو إلى لمعي .. كيف جسد محمد شرف آلام شباب العشوائيات ؟
السبت 28/يوليو/2018 - 03:31 ص
وسيم عفيفي
طباعة
رحل محمد شرف عن عالمنا تاركاً مكتبةً سينمائيةً متواضعةً من حيث الكم لكنها مميزة من ناحية الكيف منذ أن كان ظهوره على الشاشة الصغيرة سنة 1994 م من خلال كاميرا المخرج جمال عبدالحميد وقصة وسيناريو وحوار أسامة أنور عكاشة في مسلسل أرابيسك، حيث جسد شخصية "سامبو".
عام واحد بين سامبو في أرابيسك وجاء بشخصية أخرى لكن هذه المرة عبر إخراج عاطف الطيب في فيلم ليلة ساخنة وجسد فيه شخصية لمعي؛ ورغم التشابه الشكلي بين الشخصيتين حيث حلاقة "الكابوريا" التي ابتدعها أحمد زكي، لكن كانت هناك جوانب أخرى من الشخصيتين اتفقت في "شباب العشوائيات"؛ تلك القنبلة التي انفجرت في عصر السماوات المفتوحة خلال القرن الحادي والعشرين.
عام واحد بين سامبو في أرابيسك وجاء بشخصية أخرى لكن هذه المرة عبر إخراج عاطف الطيب في فيلم ليلة ساخنة وجسد فيه شخصية لمعي؛ ورغم التشابه الشكلي بين الشخصيتين حيث حلاقة "الكابوريا" التي ابتدعها أحمد زكي، لكن كانت هناك جوانب أخرى من الشخصيتين اتفقت في "شباب العشوائيات"؛ تلك القنبلة التي انفجرت في عصر السماوات المفتوحة خلال القرن الحادي والعشرين.
نهاية سامبو في مسلسل أرابيسك
انتهت حياة سامبو بالقتل في الحلقة الحادية والثلاثين من مسلسل أرابيسك ولم يكن الجمهور يعرف قصة هذا الشاب البلطجي الذي لجأ إلى السرقة ثم القتل، حتى كان الحوار بين صلاح السعدني (حسن أرابيسك) و أحمد أبو عبية (سرحان)؛ في الحلقة 32 حيث تبرأ الأخير من سامبو نجل زوجته، لكن أرابيسك باغته واتهمته بأنه مسؤل عن نهاية سامبو المأساوية.
سامبو نشأ طفلاً عادياً ينتظره الثراء من والدته صاحبة الفرن الوحيد في خان دودار، لكنها تاجرت في المخدرات حتى قُبِض عليها وأخذت حكماً بالسجن المؤبد، ليستلمه زوج أمه ويأخذ حقه في الفرن ثم يطرده منه وتبدأ حياة سامبو في الإجرام منذ هذه اللحظة.
لم يكد أحد يصدق في جيل التسعينيات أن هناك عشوائيات بهذا السوء في مصر، لكن المركز الديموجرافي المصري بعد 10 سنوات من نهاية سامبو أكد أن ظاهرة العنف في المجتمع المصري تعود إلى العديد من الظواهر السائدة في المجتمع مثل البطالة وانتشار العشوائيات وأطفال الشوارع والفقر، كما أن فئة الشباب هي أكثر فئات المجتمع ارتكابا لجرائم العنف لما تتميز به هذه الفئة من قوة ورعونة بحكم التركيب الجسماني والنفسي لها.
وطبقا للإحصائيات الواردة في تقارير الأمن العام فالشباب في الأعمار18 إلى30 سنة قد ارتكبوا50% من جرائم القتل و57% من جرائم الضرب المفضي للموت، كما أن البطالة لها نصيب وافر في جرائم العنف، فقد ارتكب المتعطلون عن العمل18% من إجمالي الجنايات و30% من جنايات السرقة بالإكراه، وبالنسبة إلى الأمية فقد ارتكب الأميون80% من إجمالي جرائم العنف و83% من جنايات القتل العمد وحدها.
لم يكد أحد يصدق في جيل التسعينيات أن هناك عشوائيات بهذا السوء في مصر، لكن المركز الديموجرافي المصري بعد 10 سنوات من نهاية سامبو أكد أن ظاهرة العنف في المجتمع المصري تعود إلى العديد من الظواهر السائدة في المجتمع مثل البطالة وانتشار العشوائيات وأطفال الشوارع والفقر، كما أن فئة الشباب هي أكثر فئات المجتمع ارتكابا لجرائم العنف لما تتميز به هذه الفئة من قوة ورعونة بحكم التركيب الجسماني والنفسي لها.
وطبقا للإحصائيات الواردة في تقارير الأمن العام فالشباب في الأعمار18 إلى30 سنة قد ارتكبوا50% من جرائم القتل و57% من جرائم الضرب المفضي للموت، كما أن البطالة لها نصيب وافر في جرائم العنف، فقد ارتكب المتعطلون عن العمل18% من إجمالي الجنايات و30% من جنايات السرقة بالإكراه، وبالنسبة إلى الأمية فقد ارتكب الأميون80% من إجمالي جرائم العنف و83% من جنايات القتل العمد وحدها.
من فيلم ليلة ساخنة
أما لمعي في فيلم ليلة ساخنة فهو الحبيب الأول إلى حوريّة التي كانت تنتظر الزواج منه لولا ضيق الحال لكن يبقى الأمل قائماً بالنسبة لها حتى يأتيها ويطلب منها التخديم على مجموعة من السهارى الذين سيقضون ليلة رأس السنة في إحدى العوامات، و حينما تعترض على ذلك رافضة و مؤكدة أنها تركت حياتها الماضية تماما و ترغب الحياة بشرف نراه يؤكد لها أنها ستقوم بخدمتهم فقط و تقديم المشروبات و الثلج و أن أقصى ما يمكن حدوثه هو القيام بالرقص لهم إذا اقتضى الأمر في مقابل مبلغ خمسمائة جنيه؛ و لأنها في حاجة قصوى للمال و إلا تم طردها من منزلها.
توافق على مضض مؤكدة عليه أنها لن تقوم بأكثر من الخدمة و الرقص إذا تطلب الأمر ذلك، لكنها تفاجأ بسائق الرجل الكبير صاحب السهرة يهددها مستخدما مطواته إذا لم تدخل الغرفة مع سيده لمضاجعته، و بالتالي تضطر إلى الاستسلام تحت ضغط التهديد و حاجتها للمال، في حين أن الرجل لا يفعل أكثر من وضع رأسه على صدرها و البكاء ثم يعطيها المال بسخاء مما يجعلنا نظن أن أزمتها قد انتهت، إلا أن سائقه "زقزوق" حسن الأسمر يدخل عليها الغرفة ليأخذ منها المال عنوة، بل و يستولي على سلسلتها الذهبية التي كانت هي الحل الوحيد للخروج من أزمتها، ثم يقوم بضربها و طردها من العوامة و إلقائها في الشارع.
القوادة التي جسدها لمعي والإجرام الذي ظهر من سامبو ربما كانوا أقدم من كل هذه القصص الفنية، لكن معرفة الناس بالجرائم التي ترتبت عليها تثبت أنها زادت بشكل قوي في المناطق العشوائية التي طُرِحَت في التسعينيات فنياً وصارت تحدث يومياً في عصر الوعي ولا زالت تستمر وستدوم بعد أن مات محمد شرف تاركاً هذه الرسالة من خلال بداياته الفنية.