روسيا تقرر تسليم إيران كبش الفداء .. والسر سوريا وحماية عرين الأسد
السبت 28/يوليو/2018 - 08:01 م
عواطف الوصيف
طباعة
دخل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، العديد من المباحثات السرية مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والتي تتمركز بشكل أساسي، على الإتفاق وبحث كافة السبل ، من أجل خروج القوات الإيرانية من سوريا، وحول هذا الأمر يعرب العديد من المحللين السياسيين في روسيا عن رؤيتهم، والسر الذي يخفى وراء هذه المباحثات.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
حماية بشار الأسد
يرى المحلل الروسي زاؤور كارارييف، أن مباحثات بوتين مع نتنياهو نابعة عن خوفه على سوريا وعلى بشار الأسد، فهو يريد يحمي كل منهما من الهجمات الإسرائيلية، بإبعاد إيران وقواتها من الأراضي السورية.
الرئيس بشار الأسد
التواجد الأجنبي
وفقا لرؤية كاراييف، فقد تمكنت روسيا وبالتعاون مع الجيش العربي السوري، من هزيمة جميع خصومها في جنوب غرب سوريا ،ولم يبق سوى داعش، التي لا تزال تسيطر على منطقة صغيرة على تخوم الجولان والحدود الأردنية، معتبر أنه بدا هذا الحدث وكأنه ينبغي أن يساهم في استعادة الاستقرار في سوريا، لكن هذه الانتصارات، في الواقع، مهددة الآن بصعوبات أكبر والسبب من وجهة نظره هو الوجود الأجنبي في سوريا، وبالأحرى التواجد الإيراني.
القوات الإيرانية
العلاقات الإيرانية الإسرائيلية
ما سبق ذكره، وإلقاء الضوء على رؤية الكاتب والمحلل زاؤور كارارييف، يجعلنا نفكر في الشيء الذي يربط بين إيران وإسرائيل فقد انخرطت طهران، مثل تل أبيب، في الحرب السورية منذ بدايتها ففي البداية، لم تكن هناك مشاكل حادة بين الدولتين، لكن مع مرور الوقت، تحولت المنافسة إلى نزاع حاد، حيث طالبت إسرائيل بأن يتوقف الإيرانيون عند مسافة لا تقل عن مئة كيلومتر من الجولان، لكنها الآن تريد طرد الفرس كليا من سوريا، إذا لم يتحقق ذلك، وأول من سيدفع الثمن وقتها هو حليف روسيا الأمين بشار الأسد، وكانت ردة فعل الكرملين فورية، فسرعان ما زار وزير الخارجية سيرجي لافروف ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف أرض الميعاد.
العلاقات الإيرانية الإسرائيلية
أمر ضروري
وفقا للمستشرق الروسي أوليغ غوشين، كانت هذه الزيارة مطلوبة فلحل المشكلة الحالية بين إيران وإسرائيل، لا بد من مشاركة سياسية وعسكرية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يعقل أن تتخلى إيران عن كل شيء بهذه السهولة، رغم أنها بذلت الكثير من الوقت والموارد من أجل الاستقرار في سوريا، وما يمكن ترجيحه، هو أنه ربما تعرض روسيا على إيران أنبوبًا عبر العراق وسوريا إلى البحر الأبيض المتوسط، لا يهم ما إذا كان أنبوب غاز أم نفط، لأن كلاهما مغر جدا لطهران.
قبول إيران لمقترحات روسيا
روسيا بالنسبة لإيران نافذة على العالم، فالبقاء من دون مثل هذا الرفيق المؤثر يشكل خسارة كبيرة لإيران، اقتصاديا وسياسيا على حد سواء، حتى في سوريا، ولن تكون لديها آفاق واسعة، فإذا ما تنازعت مع موسكو، فلن يكون لدى إيران من يدعمها في سوريا، وستكون روسيا من بين أولئك الذين يريدون إخراجها من هناك، وحينها ستفتح الأبواب وتزال العراقيل من أمام إسرائيل وستتمكن من تحقيق كافة أهدافه في سوريا.