مصر تنتصر على تركيا وتتمكن من كشف ألاعيبها لطمس الهوية العربية
محادثات رباعية
كانت مباحثات "سوتشي الروسية" لتقييم الأوضاع في سوريا اليوم، قد تمركزت على أربعة أطراف محددة فقط، أو بالأحرى أربعة دول، جاء عن كل واحدة منها من يمثلها، وهم: "روسيا وتركيا وإيران وسوريا"، وهم الأطراف العادية التي دائما ما تشارك في المباحثات التي تنعقد حول أوضاع دمشق، لكن ما حدث فيها اليوم يعد ظاهرة يتشرف بها كل مصري، وهو ما سيتضح خلال السطور المقبلة.
المعارضة السورية تشيد بفضل مصر
حرص ممثلي المعارضة السورية، في شمال وشرق سوريا على حضور مباحثات "سوتشي الروسية"، وخلال المباحثات إتفقوا على إتمام وقف إطلاق النار، وذلك تحت رعاية ومظلة مصر، والذي يؤكد على ضرورة اللاجئين والنازحين إلى بلادهم مجددا، والإفراج عن المعتقلين
ووفقا لما ورد، فقد اتفقت فصائل المعارضة على بذل جهود من أجل مكافحة الإرهاب بشتى صوره، مع العمل على التسوية السياسية
وأكدت المعارضة على أن مصر ستظل هي القلعة التي تحمي الأمة العربية وأنها هي السبيل لحل الأزمة السورية، موجهة خالص الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على الجهود التي يبذلها من أجل إنهاء الأزمة السورية، ووقوفه بجانب المنطقة العربية.
النقطة الأهم
لا شك أن البنود والنتائج التي تم الإتفاق عليها، إيجابية وكل عربي يتمنى أن تتحقق، حتى تتمتع سوريا بحريتها، وحتى تكون أفضل مما ذي قبل، وتحل أزمتها، لكن ما يعد الأبرز والأهم هنا، هو حرص ممثلي المعارضة السورية على إتمام شروط مصر، وأن تحل أزمة بلادهم سوريا تحت مظلتها ورعايتها، على الرغم من أنه لم يذكر أيا من ممثلي مصر أو أي وفد لها في المباحثات، والجميل في الأمر، هو كلمة الشكر التي وجهها ممثلي المعارضة السورية للرئيس عبد الفتاح السيسي، وتقديرهم للجهود التي يبذلها من أجل الوقوف بجانب المنطقة العربية وهو ما تم تأكيده من قبل والمصالحة الفلسطينية خير دليل على ذلك.
رغم التواجد التركي
كان لتركيا دور بارز في الأزمة السورية ولسنوات عديدة متتالية، وعلى الرغم من ذلك لم يحاول أيا من ممثلي المعارضة الاعتراف بأي شيء قامت به على الرغم من أنها كانت عضو بارز في مفاوضات اليوم بسوتشى الروسية، وهو ما يدل على أنهم باتوا على يقين ووعي تام بحقيقتها، فتركيا وتحت مظلة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لا تبحث إلا عن ذاتها ومصلحتها في المقام الأول، فأردوغان لا يفكر في سوريا، أو شعبها أو صالح حالهم.
تركيا رئيسة جمهورية قوى الإرهاب
قال سومر صالح الباحث في القضايا الجيوسياسية، اليوم الإثنين، إنه لأول مرة يتم دمج سياق سوتشى مع سياق أستانا، وبالتالي هذا الموضوع أصبح واضحا، مشيرا إلى أن لجنة مناقشة الدستور على رأس أولويات مناقشة الحوار اليوم بين الدول الضامنة.
وأضاف " صالح " في تصريحات خاصة لـ " بوابة المواطن الإخبارية " كما أن اليوم ستتم مناقشة قضية المعتقلين، والملف الثالث الذي يتم مناقشته هو قضية اللاجئين التي تحظى بكثير من المناقشات، لذا ستؤجل إلى لقاء الثلاثي في الأهرام وبعده اللقاء الرباعي في اسطنبول في الشهريين المقبلين.
وتابع أن بعض النقاط السلبية التي تهدد سير المناقشات، وهى أن تركيا قامت بدمج كل الفصائل الإرهابية بقيادة جبهة النصرة والتي تضم 75 ألف إرهابي بينهم 35 ألف ينتمون إلى 59 دولة، وذلك للحشد قبل أستانا للضغط على أجندة الحوار لتأجيل ملف اللاجئين من جهة ومن جهة أخرى تأجيل لجنة مناقشة الدستور.
المعارضة وأردوغان
أكد الدكتور محمد شاكر أستاذ القانون الدولي، وعضو تيار الغد السوري المعارض، أن الحوار الذي من المقرر عقده في سوتشي سياسي في المقام الأول، وهو عبارة عن محاولة لتسيير الأمور للأفضل، وأنه سيعمل على دراسة كل ما يتعلق بالدستور السوري، وطبيعة الأوضاع المتوترة في إدلب
وقال شاكر إن الأوضاع الحالية، تؤكد أن تركيا حرصت على تأمين أوضاعها فقط، وتواجدها العسكري، دون الاهتمام بأي خطوات أو أوضاع أخرى، وذلك بعد أن اطمأنت من أنه لا يوجد أي خوف من الأكراد، وأنهم لا يشكلون خطورة، مشيرا إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيعمل على تفكيك أدلب جولوستيا، فهي لا تفكر في مصلحة الشعب السوري، أو في البلد بأي شكل من الأشكال
واختتم أستاذ القانون الدولي، وعضو تيار الغد، أن استقرار في سوريا والتوافق السياسي في الأساس، بين مختلف الفصائل، خاصة فيما يتعلق باللجنة الدستورية هو أساس تمكين النظام السوري، من العملية السياسية، وهو الذي يضمن استمرار وقف إطلاق النار
الوحدة العربية فوق كل شيء
ما صدر عن المعارضة السورية اليوم، تجاه مصر، وعلى الرغم من وجود ثلاث قوى كبيرة وعظيمة مثل: "تركيا وروسيا وإيران"، بالتأكيد يوضح أهمية مصر في المنطقة، لكنه أيضا يدل على نقطة أخرى هامة، وهي أن الوحدة العربية دائما ما تفرض نفسها وأن العرب لا غنى عن بعضهم اجتمعت ثلاث قوى عظمى، لكن الشعب السوري، حينما فكر ولجأ، التجأ إلى مصر، وهو ما يعد نقطة إيجابية للمنطقة العربية كافة
نقطة نظام
اكدت مصر أنها رائدة وستظل شامخة هكذا، وأنها الأقدر على حل الأزمات، لأنها وببساطة تتخذ خطواتها لإتمام الحل بعد الوصول لعمق المشكلة وأساسها وهو ما ثبت بالتجربة سواء في الأزمتين الفلسطينية أو السورية، وفي نفس الوقت يوضح الفرق بين رئيس يشغل باله دائما بحال إخوانه من مختلف العرب، ورئيس أخر هدفه هو فرض سيطرته وقوته يتظاهر بالقوة والشجاعة، ليكون إمبراطورية خاصة به فقط، دون التفكير في حال غيره من الشعوب أو البلدان، أو ما إذا كانت يده تتلطخ بدماء الأبرياء، أو ما إذا كان سيصافح الأعداء.