حين أمر رسول الله كل المسلمين أن يتعلموا اللغات والألسن
السبت 04/أغسطس/2018 - 06:01 ص
وسيم عفيفي
طباعة
ازدهرت حركة الترجمة كثيراً في عصر الدولة العباسية، لكن وعي المسلمين بأهمية الترجمة كان قبل ذلك، حيث أن هناك وصية من الرسول تقضي بأن يعرف المسلمين لغة غيرهم.
كان زيد بن ثابت هو أول من طلب منه الرسول تعلم اللغة السريانية، حتى يعرف الرسول خطابات اليهود، فتعلم زيد بن ثابت هذه اللغة في خمسة عشر يومًا.
من كتاب تاريخ الخلفاء للسيوطي، تظهر حركة الترجمة كركن أصيل من أركان الحضارة الإسلامية، حيث اعتمد المسلمون في بداية نهضتهم على ما كتبه غيرهم من أهل الحضارات الأخرى كاليونان والفرس.
العلوم العقلية رغم شهرة إبداع المسلمين فيها، لكنهم نقلوها مترجمةً مثل الطب والهندسة والكيمياء والفيزياء والفلك والفلسفة.
كان زيد بن ثابت هو أول من طلب منه الرسول تعلم اللغة السريانية، حتى يعرف الرسول خطابات اليهود، فتعلم زيد بن ثابت هذه اللغة في خمسة عشر يومًا.
من كتاب تاريخ الخلفاء للسيوطي، تظهر حركة الترجمة كركن أصيل من أركان الحضارة الإسلامية، حيث اعتمد المسلمون في بداية نهضتهم على ما كتبه غيرهم من أهل الحضارات الأخرى كاليونان والفرس.
العلوم العقلية رغم شهرة إبداع المسلمين فيها، لكنهم نقلوها مترجمةً مثل الطب والهندسة والكيمياء والفيزياء والفلك والفلسفة.
المسلمين والاستفادة من الحضارة
لعلماء اليونان دور في مساعدة حركة الترجمة، حيث هاجر كثير منهم تحت ضغط الكنيسة واضطهادها للعلماء إلى الإسكندرية وغرب قارة آسيا ونقلوا علومهم التي تعلموها في اليونان إلى الأماكن التي انتقلوا إليها مثل مدينة الرها في شمال العراق، ومدينة جنديسابور ببلاد فارس، وأسسوا مدارس لتعليم الطب والفيزياء والكيمياء والفلسفة بعد أن نقلوا كل هذه العلوم الى اللغة السريانية.
يمكن رسم حركة الترجمة تاريخياً، بدايةً من القرن الأول الهجري، حيث كان أول من شجع على ترجمة كتب اليونان بمختلف علومها هو خالد بن يزيد بن معاوية، وكان يمنح عطايا سخية لمن يترجم كتب الطب والفلك والكيمياء.
مع عمر بن عبدالعزيز بدأ يشجع بدوره على الاستفادة من الطب اليوناني، وقد اصطحب أحد علماء الإسكندرية وهو ابن أبحر بعد أن أسلم واعتمد عليه في صناعة الطب، وظلت حركة الترجمة في العصر الأموي محاولات فردية تنتهي بوفاتهم.
ينص علي الوردي في مجمل أبحاثه عن العهد العباسي، أن حركة الترجمة بعد الدولة الأموية نشطت بفضل تشجيع الخلفاء العباسيين لها، واهتمت بكل العلوم بعد أن اقتصرت في العصر الأموي على الكيمياء والفلك.
يمكن رسم حركة الترجمة تاريخياً، بدايةً من القرن الأول الهجري، حيث كان أول من شجع على ترجمة كتب اليونان بمختلف علومها هو خالد بن يزيد بن معاوية، وكان يمنح عطايا سخية لمن يترجم كتب الطب والفلك والكيمياء.
مع عمر بن عبدالعزيز بدأ يشجع بدوره على الاستفادة من الطب اليوناني، وقد اصطحب أحد علماء الإسكندرية وهو ابن أبحر بعد أن أسلم واعتمد عليه في صناعة الطب، وظلت حركة الترجمة في العصر الأموي محاولات فردية تنتهي بوفاتهم.
ينص علي الوردي في مجمل أبحاثه عن العهد العباسي، أن حركة الترجمة بعد الدولة الأموية نشطت بفضل تشجيع الخلفاء العباسيين لها، واهتمت بكل العلوم بعد أن اقتصرت في العصر الأموي على الكيمياء والفلك.
بغداد زمان
وتعتبر مدينة بغداد عاصمة الخلافة المركز الرئيس للترجمة في العهد العباسي حيث نزح إليها كثير من العلماء من مختلف الأماكن، واستقروا بها، وأسس لهم هارون الرشيد بيت الحكمة التي تعد أكاديمية علمية، وقاموا بترجمة الكثير من العلوم المختلفة، لعل أبرزهم حنين بن إسحاق والذي ترجم كتب أبقراط وجالينوس في الطب.
ورغم هذا التاريخ العريض للترجمة لكن يبقى تحديد بدايتها التاريخية مجهول لكثيرين فالكثير من المؤرخين يروا الجذور الأولى لحركة الترجمة إلى العربية في أوائل العصر الأموي، حيث ذكر في المصادر أن خالد بن يزيد بن معاوية -والملقب بحكيم آل مروان- أرسل إلى الإسكندرية في طلب بعض الكتب في الطب وعلم الصنعة (الكيمياء) لترجمتها إلى العربية، وذلك بعدما أقصى عن الخلافة طواعية.
يقول عنه ابن النديم: وقد ذكر في "الفهرست" أن خالد كان يسمى حكيم آل مروان وكان فاضلا في نفسه وله محبة في العلوم، فأمر بإحضار جماعة من فلاسفة اليونان الذي نزلوا مصر وتفصحوا بالعربية وكان هذا أول نقل في الإسلام من لغة إلى لغة.
ويقول عنه ابن خلكان: وصف خالد بن يزيد بقوله أنه كان أعلم قريش بفنون العلم، وله كلام في صنعة الكيمياء والطب وكان متقنا لهذين العلمين.
ويقول عنه الجاحظ: قال عنه أنه كان أول من أعطى الترجمة والفلاسفة وقرب أهل الحكمة ورؤساء كل صنعة.
- ويقال أن خالد بن يزيد استقدم من الإسكندرية راهبا بيزنطيا اسمه مريانس، وطلب منه أن يعلمه علم الصنعة، ولم يكتفي بذلك وإنما طلب من آخر اسمه اصطفن ترجمة ما أتى به مريانس إلى العربية.
وقد اتجه بعض الباحثين الأوروبيين المحدثين أن يشككوا فيما نسب إلى خالد بن يزيد من جهود في الترجمة إلى العربية مستهدفين غمس الإسلام وطمس دوره في ظهور أعظم حضارة عرفتها البشرية في العصور الوسطى، وفي ذلك شككوا أيضا في شخصية جابر بن حيان الكوفي ( القرن 2 ﻫ) الذي يعتبر أبا لعلم الكيمياء، وأيضا شككوا في قسطنطين الأفريقي الذي ينسب إليه ترجمة مؤلفات العرب في الطب إلى اللاتينية مما مهد لظهور مدرسة سالرنو الطبية.
وقد ذهب الكاتب لوتسيان كاسيموفتش إلى التشكيك في شخصية محمد في كتابه "لم يكن هناك محمد إطلاقا" .
ومن الخلفاء الأمويين الذين استكملوا جهود الترجمة بعد خالد بن يزيد عمر بن عبد العزيز (99- 101 ﻫ) حيث اصطحب معه عند ذهابه إلى الخلافة في المدينة أحد علماء مدرسة الإسكندرية، بعد أن أسلم على يديه ابن أبجر واعتمد عليه في صناعة الطب. وقد قام الخليفة عمر بن عبد العزيز أيضا بنقل علماء مدرسة الإسكندرية إلى مدرسة أنطاكية سنة 100هـ.
لكن هذا لا يعني أن مدرسة الإسكندرية أغلقت بل ظلت قائمة في العصر العباسي ومن أشهر أطبائها:
1- بليطان الذي اعتمد عليه هارون الرشيد (170-194 ﻫ) في علاج جارية له.
2- سعيد بن توفيل كان طبيب أحمد بن طولون ( 254- 270 ﻫ).
ورغم هذا التاريخ العريض للترجمة لكن يبقى تحديد بدايتها التاريخية مجهول لكثيرين فالكثير من المؤرخين يروا الجذور الأولى لحركة الترجمة إلى العربية في أوائل العصر الأموي، حيث ذكر في المصادر أن خالد بن يزيد بن معاوية -والملقب بحكيم آل مروان- أرسل إلى الإسكندرية في طلب بعض الكتب في الطب وعلم الصنعة (الكيمياء) لترجمتها إلى العربية، وذلك بعدما أقصى عن الخلافة طواعية.
يقول عنه ابن النديم: وقد ذكر في "الفهرست" أن خالد كان يسمى حكيم آل مروان وكان فاضلا في نفسه وله محبة في العلوم، فأمر بإحضار جماعة من فلاسفة اليونان الذي نزلوا مصر وتفصحوا بالعربية وكان هذا أول نقل في الإسلام من لغة إلى لغة.
ويقول عنه ابن خلكان: وصف خالد بن يزيد بقوله أنه كان أعلم قريش بفنون العلم، وله كلام في صنعة الكيمياء والطب وكان متقنا لهذين العلمين.
ويقول عنه الجاحظ: قال عنه أنه كان أول من أعطى الترجمة والفلاسفة وقرب أهل الحكمة ورؤساء كل صنعة.
- ويقال أن خالد بن يزيد استقدم من الإسكندرية راهبا بيزنطيا اسمه مريانس، وطلب منه أن يعلمه علم الصنعة، ولم يكتفي بذلك وإنما طلب من آخر اسمه اصطفن ترجمة ما أتى به مريانس إلى العربية.
وقد اتجه بعض الباحثين الأوروبيين المحدثين أن يشككوا فيما نسب إلى خالد بن يزيد من جهود في الترجمة إلى العربية مستهدفين غمس الإسلام وطمس دوره في ظهور أعظم حضارة عرفتها البشرية في العصور الوسطى، وفي ذلك شككوا أيضا في شخصية جابر بن حيان الكوفي ( القرن 2 ﻫ) الذي يعتبر أبا لعلم الكيمياء، وأيضا شككوا في قسطنطين الأفريقي الذي ينسب إليه ترجمة مؤلفات العرب في الطب إلى اللاتينية مما مهد لظهور مدرسة سالرنو الطبية.
وقد ذهب الكاتب لوتسيان كاسيموفتش إلى التشكيك في شخصية محمد في كتابه "لم يكن هناك محمد إطلاقا" .
ومن الخلفاء الأمويين الذين استكملوا جهود الترجمة بعد خالد بن يزيد عمر بن عبد العزيز (99- 101 ﻫ) حيث اصطحب معه عند ذهابه إلى الخلافة في المدينة أحد علماء مدرسة الإسكندرية، بعد أن أسلم على يديه ابن أبجر واعتمد عليه في صناعة الطب. وقد قام الخليفة عمر بن عبد العزيز أيضا بنقل علماء مدرسة الإسكندرية إلى مدرسة أنطاكية سنة 100هـ.
لكن هذا لا يعني أن مدرسة الإسكندرية أغلقت بل ظلت قائمة في العصر العباسي ومن أشهر أطبائها:
1- بليطان الذي اعتمد عليه هارون الرشيد (170-194 ﻫ) في علاج جارية له.
2- سعيد بن توفيل كان طبيب أحمد بن طولون ( 254- 270 ﻫ).