انعقدت اليوم الاثنين، أولى جلسات القمة العربية، في العاصمة الموريتانية نواكشوط، في ظل غياب الكثير من الرؤساء والملوك، وخاصةً الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مما جعل البعض يطلق الشائعات حول غياب الرئيس، وأن السبب وراء ذلك اكتشاف محاولة اغتيال للرئيس السيسي أثناء حضوره القمة، مما أضطره إلى الغياب عنها، في حين نفى بعض الخبراء هذا الأمر جملةً وتفصيلًا.

انعقاد القمة العربية
تستضيف العاصمة الموريتانية نواكشوط، القمة العربية للمرة الأولى في تاريخها، يومي الاثنين والثلاثاء، وتتصدر أعمال هذه القمة ملفات سوريا والعراق واليمن، والأمن في العالم العربي، وتشكيل قوة عربية مشتركة، واستئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وتشهد العاصمة الموريتانية، انعقاد القمة العربية لأول مرة في تاريخها، ويجتمع القادة العرب في هذه القمة وأمامهم ملفات ساخنة وحساسة على رأسها النزاعات في سوريا والعراق واليمن وليبيا، والأمن في العالم العربي، والمبادرتان الفرنسية والمصرية لاستئناف مفاوضات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية.
وعقد وزراء خارجية الدول العربية السبت في نواكشوط اجتماعهم التمهيدي للقمة، وأكد الوزراء دعمهم لكل ما من شانه أن يحل الأزمات التي تهز العالم العربي، وخصوصًا الأزمات السورية والليبية واليمنية.

حضور 8 رؤساء وأمراء وتغيب 14
وشارك في أعمال القمة العربية العادية في دورتها الـ 27 التي تعقد تحت شعار "قمة الأمل"، بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، 8 من الرؤساء والأمراء فيما يغيب 14 رئيسا لـ "أسباب قهرية"، كما يحضر 5 ضيوف في الجلسة الافتتاحية.
وحضر القمة كلًا من؛ الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الرئيس السوداني، عمر البشير، الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، رئيس جيبوتي، إسماعيل عمر جيله، رئيس جمهورية القمر المتحدة، إكلين ظنين.

فيما تغيب كلًا من؛ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، العاهل المغربي الملك محمد السادس، لأسباب غير معلنة، الرئيس العراقي فؤاد معصوم، لأسباب غير معلنة، سلطان عمان قابوس بن سعيد، لدواع صحية، ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، لأسباب غير معلنة، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، لدواع صحية، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، لأسباب غير معلنة، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، لأسباب غير معلنة، الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، لدواع صحية، الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، لأسباب غير معلنة، الرئيس الفلسطيني محمود عباس لوفاة شقيقه، رئيس النظام السوري بشار الأسد، وذلك لتعليق عضوية بلاده في الجامعة العربية على خلفية الصراع القائم في بلاده منذ 2011.

اعتذار "السيسي"
اعتذر الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن حضور القمة العربية المقررة في نواكشوط، مبررًا غيابه بالتطورات التي تعرفها المنطقة، وخصوصًا تداعيات المحاولة الانقلابية الفاشلة التي عرفتها تركيا يوم 15 يوليو الجاري.

شائعة محاولة اغتيال الرئيس
قالت وسائل إعلام مصرية إن الكشف عن محاولة اغتيال الرئيس عبد الفتاح السيسي يقف وراء عدم حضوره قمة نواكشوط التي بدأت أعمالها اليوم الاثنين، في العاصمة الموريتانية.

وذكرت وسائل الإعلام، أن رئاسة الجمهورية حصلت على معلومات تفيد بأن السيسي سيتعرض لمحاولة اغتيال حال تواجده في موريتانيا.
وكشفت المصادر أن تلك المحاولة لم تكن الأولى ضد الرئيس المصري خلال جولاته الخارجية، لافتة إلى أنه بناء على تلك المعلومات تقرر عدم مشاركته في القمة العربية.

أطلقها الإخوان
أكد إمام حسن علي، رئيس حزب الشعب الديمقراطي، أن ما تردد حول محاولة اغتيال الرئيس عبد الفتاح السيسي بـ "نواكشوط" شائعة أطلقها الإخوان لضرب الاقتصاد والسياحة في مصر، قالًا إنه لا يتوقع أن تكون محاولة الاغتيال وراء أسباب عدم ذهاب "السيسي" إلى مورتنيا لحضور القمة العربية، وأن كل هذه الأنباء عارية تمامًا من الصحة.
وأضاف علي، في تصريح خاص لـ "المواطن"، أن حضور رئيس الوزراء شريف إسماعيل وأحمد أبو الغيط دون أدنى مشاكل دليل على عدم صحة الأنباء التي ترددت عن محاولة الاغتيال، لافتًا إلى أن ضعف إمكانيات الدولة المضيفة للقمة وعدم الإعداد الجيد لها، إضافةً إلى الضعف الأمني والاستخبارتي في مورتنيا، هو السبب وراء عدم ذهاب الرئيس للقمة.
وأوضح علي، أن الرئيس لم يتعرض لأي محاولات اغتيال في الجولة الإفريقية الأخيرة التي قام بها رغم ضعف الوضع الأمني في هذه البلدان، وهذا ما يؤكد عدم صحة وجود محاولة اغتيال للرئيس في نواكشوط.
وطالب رئيس حزب الشعب الديمقراطي، وكالات الأنباء ومحررين الصحف بالمصداقية في نقل الخبر وتحري الدقة وعدم الجري وراء الشائعات التي تهدد الاستقرار في البلاد، وتضع المخاوف أمام المستثمرين في السوق المصري الواعد، والتهديدات الوهمية التي يقذفها الإخوان لوسائل الإعلام لضرب الاقتصاد.

منافية للواقع والمنطق
أكد اللواء حسام سويلم، المدير الأسبق لمركز الدراسات الإستراتيجية للقوات المسلحة المصرية، أنه لا صحة لما تردد حول غياب الرئيس عبد الفتاح السيسي بسبب اكتشاف محاولة لاغتياله في العاصمة الموريتانية "نواكشوط"، لافتًا إلى أنها شائعة منافية للواقع والمنطق.

وأضاف سويلم، في تصريح خاص لـ "المواطن"، أنه يكون هناك تأمين مشدد للرؤساء والملوك في مثل تلك المناسبات، ومن المستحيل أن يكون هناك أي محاولات للاغتيال، موضحًا أن السبب وراء تلك الشائعة هو زعزعة الأمن والاستقرار المصري، بالإضافة إلى هز ثقة الشعب المصري في المنظومة الأمنية المتمثلة في القوات المسلحة ووزارة الداخلية.