نجح جهاز أمني مصري، في كشف مخطط خبيث، يهدف لاغتيال الرئيس عبد الفتاح السيسي، أثناء مشاركته بالقمة العربية الـ27 بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، وهو ما تسبب في إلغاء الرئيس المشاركة بالقمة، وتكليف رئيس الوزراء شريف إسماعيل لقيادة الوفد المصري.

وأكد مصدر استخباراتي لـ "المواطن"، عن وجود مخطط إرهابي كان يستهدف اغتيال الرئيس السيسي،أثناء زيارته التي كانت مقررة لحضوره القمة العربية هناك، وعلى إثر ذلك تم إلغاء سفر الرئيس إلى نواكشوط، وتم تكليف رئيس الوزراء شريف إسماعيل برئاسة وفد مصر في القمة العربية التي انعقدت في موريتانيا.

وعقب اتخاذ القرار بعدم المشاركة، اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الأحد، بالمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، حيث تم تكليف الأخير برئاسة وفد مصر خلال القمة، ونقل رسالة إلى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، تتضمن الإعراب عن أطيب التمنيات بنجاح القمة في اعتماد القرارات اللازمة، التى من شأنها تعزيز العمل العربي المشترك.

ومع عدم إفصاح الجهات السيادية عن تفاصيل هذا المخطط، انطلقت التخمينات باحثة عن هوية من يقف وراء خطة اغتيال الرئيس، فأشارت أصابع الاتهام لقطر وتركيا.

واتهم بعض المحللين النظام القطري بالوقوف وراء تلك المحاولة العدوانية، واستندوا في اتهامهم للحالة التي بدا عليها اليوم أمير قطر تميم بن حمد، أثناء اجتماعات القمة العربية بموريتانيا، حيث بدا متوترا وقلقا بشكل أثار العدسات التي تغطي وقائع القمة، والتي انتهت بمغادرة "تميم" اجتماعات القمة دون أن يلقي كلمته فيها.

أما متهمي النظام التركي بتدبير محاولة اغتيال الرئيس السيسي، فيستندون في اتهاماتهم للكراهية الشديدة التي يكنها رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، والذي تشهد بلاده حالة من الفوضى العارمة بسبب انقلابه على السلطات الشرعية بالبلاد، وتحجيمه لدور المؤسسات التركية الجيش والقضاء، وهو ما تسبب في توتير الأوضاع بتركيا وانجرارها نحو المجهول.

أصحاب هذا الرأي يقولون أن أردوغان يعتمد سياسة تصدير الأزمات، وهو المستفيد الأول من اغتيال الرئيس السيسي، خاصة وأن القوى الشعبية المصرية وقفت مع الشعب التركي في مواجهة ما يتعرض له من قمع وتنكيل على يد نظامه.

وبعد الكشف عن محاولة اغتيال الرئيس السيسي، أشاد برلمانيون وخبراء فى الشأن الأمني والإسلامي، بقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بعدم سفره إلى موريتانيا للمشاركة فى القمة العربية، بعدما توافرت معلومات مؤكدة أن هناك ترتيبات لاغتياله، ودعوا لعدم استنكار الإجراءات الأمنية طالما تكون من أجل الحفاظ على سلامة الرئيس ومن ثم سلامة الوطن، مؤكدين أن المقصود بمحاولة الاغتيال ليس الرئيس عبد الفتاح السيسي إنما "اغتيال مصر".


وأوضح الشيخ عوض الحطاب، القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، أن الجماعات المتطرفة التي تتبنى العنف، إمكانياتها ضعيفة جدًا ومحدودة ولذلك إن صحت وجود محاولات لاغتيال الرئيس عبد الفتاح السيسي في موريتانيا، فسيكون وراء هذا المحاولات تخطيط من أجهزة استخبارات دولية.

وأضاف: أجهزة الاستخبارات تستخدم الجماعات الإرهابية من أجل تنفيذ مخططاتها.

وأشار إلى أن السبب فى التخطيط لاغتيال الرئيس هو نجاحه فى قيادة مصر إلى بر الأمان وإفشال جميع المخططات التى كانت تستهدف دمار مصر وتخريبها، وتابع: لدى قناعة تامة بأن جميع الجماعات والتنظيمات تابعة لأجهزة استخبارات وتمولها بالمال، مؤكداً أن مصر دولة كبيرة ومحورية لذلك تكالبت عليها بعض دول الشر التى تريد تخريبها عن طريق الجماعات المتطرفة.

بدوره، أشار اللواء شكري الجندي، عضو مجلس النواب، إلى أن سفر الرئيس عبد الفتاح السيسي، أو عدم سفره للخارج يرجع إلى تقارير ورأى الجهات الأمنية المصرية.

وأضاف: السعي لاغتيال الرئيس ليس الهدف منه هو السيسي وإنما النيل من مصر، فالدولة المصرية هي المقصودة، و لرئيس الجمهورية تقييم الموقف مع الأجهزة الأمنية وتحديد موقفه من السفر، وإذا قرر عدم السفر للمشاركة في أي فعالية فمن المفترض أنه لا يزعج هذا القرار أحد، أو يستنكره أحد.