"فيديو" الفقر يحرم أطفال البحيرة من التعليم.. والبحث عن لقمة العيش السبب
السبت 11/أغسطس/2018 - 08:02 م
محمد وجيه
طباعة
أطفال فقدوا حريتهم، وحرموا من أبسط حقوقهم في "التعليم، واللعب"، ولم يستطيعوا أن يعيشوا طفولتهم مثل اقرانهم، دفعت وطأة الحاجة والظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، الكثير من الأطفال في محافظة البحيرةالى التسرب من التعليم وممارسة العمل بالورش الحرفية والتي تنوعت مجالاتها ما بين " الميكانيكا، السمكرة، الحدادة "، فأصبحوا محرومين من أن يكونوا أطفالا اسويا لهم حقهم في التعليم والتعلم، وبدلا أن يمسكهؤلاء الأطفال بالورقة والقلم و تحتويهم الفصول المدرسية، احتوتهم ورش السمكرة، وأجبروا على خوض المهن الحرفية التي فاقت حدود أعمارهم وهم يقضون يومهم بين حرارة العمل وحرارة الشمس.
بنبرة مليئه بالحزن قال الطفل نور السيد 13 عاما: "وفاة والدي جعلتني أتحمل المسؤولية بجانب امي ، كان والدي يعمل كهربائي، ونحن ثلاثة إخوة، وامي ربة منزل، وعندما توفي والدي كنت في الصف الرابع الابتدائي، وكان والدي مورد رزق الأسرة كلها، وبعد وفاته وجدت نفسي مضطرا للعمل بورشة السمكرة، وأن أترك المدرسة لكي اساعد امي في تربية إخوتي، في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
وعن سؤاله عن الراتب الذي يتقاضاه جراء عمله قال : القاضي 60 جنيها في نهاية كل أسبوع ،مضيفا أنه كانيتمنى أن يكمل تعليمه، ويلعب مع أصحابه في المدرسة زي زمان.
ويضيف الطفل محمود ذو الـ 12 عاما، والذي عندما سألناه علي اسمه كاملاً فكانت الإجابة صريحة وواضحة" ما اعرفش اسمي الكامل بس عندي 12 سنة " بهذه الكلمات بدأ الطفل محمود حديثه : توفي والدي وانا في سن صغير، تاركا سبعة اخوات ولم اذهب الي المدرسة، واخذتني والدتي وسلمتني لصاحب ورشة السمكرة، لكي اتعلم مهنة تدر ربحا لأساعدها في تربية اخواتي.
وأضاف أن كل ما يحز في نفسه هو أن يري الأطفال في نفس عمره متوجهين صباح كل يوم الي المدرسة، وملابسهم نظيفه وحاملين الشنط المدرسية، وانا اكون ذاهب للورشة لكي أبدأ يومي من الساعة السابعة صباحا الى الحادية عشرة مساءاً، واتقاضى مبلغ 80 جنيها اقول بتسليمهم لأمي لكي تنفق على اخواتي والبيت.
وتقول الدكتورة إيمان سمير أستاذة علم النفس بكلية الآداب جامعة الإسكندرية: إن تسرب الطلاب من التعليم مشكلة كبيرة، وتعد من أخطر الآفات التي تواجه العملية التعليمية ومستقبل الأجيال في المجتمعات المختلفة لكونها إهدار تربوي لا يقتصر أثره على الطالب فحسب بل يتعدى ذلك إلى جميع نواحي المجتمع فهي تزيد معدلات الأمية والجهل والبطالة وتضعف البنية الاقتصادية والإنتاجية للمجتمع والفرد وتزيد الاتكالية والاعتماد على الغير، كما تفرز للمجتمع ظواهر خطيرة كعمالة الأطفال واستغلالهم وظاهرة الزواج المبكر الأمر الذي يؤدي إلى زيادة حجم المشكلات الاجتماعية انحراف الأحداث، وانتشار السرقات، والاعتداء على ممتلكات الآخرين، مما يؤدي إلى ضعف المجتمع وانتشار الفساد فيه، وتسبب مشكلة التسرب ضياعاً وخسارة للتلاميذ أنفسهم لأن هذه المشكلة تترك آثارها السلبية في نفسية التلميذ وتعطل مشاركته المنتجة في المجتمع.
وتؤكد " سمير " أن للتسرب أسباب عديدة متشعبة ومتداخلة تتفاعل مع بعضها لتشكل ضاغطا على الطالب تدفعه إلى التسرب والسير في طريق الجهل والأمية ويمكن إيجاز أهم الأسباب بما يلي:
أسباب التربوية وتتلخص هذه الأسباب في تدني القدرة على الدراسة والرسوب المتكرر وعدم الرغبة في التعليم الأكاديمي عند الطلبة، و إلى أسباب اجتماعية وشخصية وترجع إلى تعود الطالب لعدم الرغبة في التعليم المختلط أو الإعاقات النفسية والجسمية للطالب أو الخطوبة والزواج المبكر أو عدم الرغبة في الدراسة في مكان بعيد عن السكن، وأسباب اقتصادية، وترجع لضعف الحالة المادية لأهل الطلاب الأمر الذي يدفع الطلبة إلى ترك المدرسة بحثا عن أعمال بأجور منخفضة رغبة منهم في إعالة آبائهم وأمهاتهم ومساعدتهم.