"احتفالات الأضحى".. في مصر عادات فرعونية وبلاد تضع الحناء على الخروف قبل ذبحه
الخميس 16/أغسطس/2018 - 04:01 ص
إسلام مصطفى
طباعة
العيد قبل أن يكون فرحة محملة بمظاهر البهجة والتقارب بين الناس، وإظهار المحبة والإخاء، فهو شعيرة من شعائر الإسلام، وفي الإسلام عيدين الفطر، والأضحى، أو كما يسميه البعض العيد الكبير؛ لأن الفرحة فيه تكون كبيرة جدًا فرحًا بالأضاحي، وحبًا في رؤية الفرحة في أعين الفقراء والأقرباء عقب توزيع لحوم الأضاحي عليهم، وتلك هي إحدى الأشياء التي يريد الله أن يتعلمها عباده، ويتخذها منهجًا في الحياة، وتختلف مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى في كل دولة عن الأخرى، نرصد منها مظاهر الاحتفال به في الدول العربية، على رأسها مصر.
"الأضحى" بمصر مظاهر متوارثة
"الأضحى" بمصر مظاهر متوارثة
الأضاحي في مصر
كل شيء في مصر له طابع خاص، لاسيما وأن مصر منبع الحضارات فمن تلك الحضارات اقتبس المصريون بعض مظاهر الاحتفال منذ عصر المصريين القدماء مرورًا بالدولة القبطية وليس انتهاءً بعصر الفاطميين، ففي مصر يبدأ اليوم بصلاة العيد التي في الغالب تكون في الساحات والميادين، ويشارك فيها الأطفال والكبار، ومن ثم يتوجه بعضهم إلى المقابر كما جرت العادة لزيارة الموتى والترحم عليهم، وكأن الشعب المصري لا يريد أن يسعد وحيدًا بعيدًا عن أحبائه الذين تحت التراب، ويسعدونهم بتلاوة القرآن الكريم على أرواحهم، وتوزيع بعض المأكولات والمشروبات أيضًا.
ويمثل عيد الأضحى موسمًا للمُقرئين الذين تنشط حركتهم بالمقابر في أثناء زيارة المصريين لقبور موتاهم، فمنهم من يتلقى مبالغ مالية لقاء القراءة على أرواح الموتى، ومن من يتلقى مأكولات ومشروبات.
ويمثل عيد الأضحى موسمًا للمُقرئين الذين تنشط حركتهم بالمقابر في أثناء زيارة المصريين لقبور موتاهم، فمنهم من يتلقى مبالغ مالية لقاء القراءة على أرواح الموتى، ومن من يتلقى مأكولات ومشروبات.
د. أحمد كريمة
والحقيقة أن زيارة المقابر في العيد اختلف عليها رجال الدين فمنهم من أجازها، ومنهم من حرمها، وفي هذا الشأن يقول الشيخ أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية، إن زيارة المقابر بدعة مُنكرة، مُضيفًا أن أيام العيد قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم هي أيام أكل وشُرب.
وتابع كريمة في تصريح خاص لـ"المواطن" أن أيام العيد فرح وسرور يُباح فيها الغناء الهادف، مُستشهدًا بقول السيدة عائشة: "دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث..."، مؤكدًا أن زيارة المقابر عادة مرزولة فيها عذاب للنفس، من خلال تحويل العيد من الفرح إلى تجديد للأحزان.
كما أن المصريون ورثوا عن أجدادهم المصرين القدماء فكرة تزيين الشوارع أو دور العبادة، والخروج للتنزه فحسب ما أكد الآثاري محمود مندراوي في بحث معنون بـ"الأعياد في مصر الفرعونية" كان المصري القديم يقضي إجازة العيد في التنزه وزيارة المقابر والأصدقاء والأقرباء، مُشيرًا إلى أنه اعتاد أيضًا على تزيين البيوت والمعابد، وإطلاق البخور في المعابد.
وتمثل العيدية من أهم مظاهر الاحتفال بالعيد عند المصريين، فيها يسعد الأطفال، واعتاد الكبار من تجهيز أوراق مالية جديدة في الغالب حتى يسعد بها الأطفال، ويكون لها مذاق خاص، ولم يفت على المصريين أيضًا تخصيص أكلة بعينها تميز عيد الأضحى عن غيره من الأيام، فـ"الفتة" هي الطبق الرئيسي على مائدة المصريين يوم العيد، وتتكون الأرز واللحم والخبز والمرقة، هذا فضلًا عن الرقاق، وتلك العادة ورثها المصريون عن أجدادهم المصريين القدماء أيضًا، حيث أنه بحسب ما ورد في البرديات التاريخية، كان المصري القديم يخصص أطعمة معينة، للاحتفال بالأعياد، بدليل "الفسيخ"؛ أي السمك المملح الذي يتناوله المصريون في شم النسيم.
نسمات الحج تخيم على السعودية
السعودية
أما عن السعودية فالعيد عندهم لهم مذاق خاص مختلط بنسمات تلبيات الحجيج، سواء أكان في مكة أو المدينة أو غيرها من المناطق الأخرى، حيثُ أن نسمات الحجيج وروحانيات الحج لا تقف عند حدود تلك المدينتين، واعتادت الأسر السعودية على التجمع في بيت كبير العائلة، وقضاء أيام العيد جميعها عنده، ووسط أجواء عائلية يتم تحضير الوجبات التقليدية السعودية، على رأسها "الكبسة" و"الحميس" و"المراهيف".
بالمغرب ستضحي، وإلا "الناس تاكل وشك"
ونتوقف عند المغرب لنرى العجب في مظاهر الاحتفال بالعيد، فبالرغم من الله سبحانه وتعالى لم يفرض الأضحية على المسلمين، إلا فقط على القادرين، نجد أن المغاربة باختلاف مستوياتهم الاجتماعية سواء أكان ثريًا أو ميسور الحال أو فقيرًا يحرص على شراء الأضحية، حتى وإن اضطره ذلك إلى بيع أثاث بيته، أو ربما الاستدانة من أجل شراء الأضحية؛ وإلا سيقل في نظر المجتمع والأهل والجيران، ولسان حالهم يقول: "الناس تاكل وشنا"، تلك العادة الاجتماعية تدعو إلى إثارة التساؤل حول رأي الدين في هذا الشأن؟
وأوضح، الشيخ مصطفى عبد الهادي أحد علماء وزارة الأوقاف، أن الأضحية هي سُنَّة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، للقادر عليها، وغير القادر ليس عليه شيء، مُشددًا على أن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها.
وأضاف عبد الهادي في تصريح خاص لـ"المواطن"، أنه لا يجوز شرعًا الاستدانة لغرض التضحية، مُشيرًا أن الكتاب والسنة لم يرد فيهما ما يُبيح ذلك، لافتًا إلى أن الإنفاق في سبيل الله يكون من وسع.
كما أن المغاربة اعتادوا عادة غريبة جدًا وفيها يلتف الشباب بجلود الأضاحي متجولين في شوارع المغرب، يثيرون الرعب في نفوس الأطفال والمارة، تلك العادة تشبه طقوس عيد "الهالوين" الغربي.
أما عن مظاهر الاحتفال بالعيد، فكما يحدث بمصر وأغلب الدول العربية والإسلامية يتوافد المغاربة على المساجد والساحات، مرتدين الزي التقليدي، وهو "البلغة" أو الجلباب الأبيض، وعقب الانتهاء من الصلاة يتوجهون إلى منازلهم لذبح الأضاحي، ويتعاون الجميع في ذلك حيث أنه في الأغلب الرجال من يذبحون الأضحية، فيما تتكفل النساء بتنظيفها، وتحضير الطعام، على أن يكون الأطباق الرئيسية على المائدة المغربية، هو "التقلية"؛ أي اللحم المتبل وأسياخ الشواء، و"القديد" والذي يتكون من الأحشاء المجففة مع الخضروات.
ويتفق الجزائريون مع إخوانهم المغاربة في نقطة الإصرار على شراء الأضحية، ومثل غيرهم من الدول العربية يتوافد الرجال إلى المساجد لأداء صلاة العيد، وعقب الانتهاء منها يكون أمامهم خيارين إما الشروع في نحر الأضحية، أو تأجيل النحر إلى ما بعد الظهر، حتى يكون الجزائري أنهى زياراته للأصدقاء والأقارب.
وللجزائريين عادة غريبة ولكنها مُبهجة، وفيها يزينون الأضحية بالحناء قبل النحر، بالإضافة إلى وضع أشرطة ملونة حول رقبتها، فضلًا عن تنظيم مصارعات الكباش وسط حشود المتفرجين، وبالنسبة للأطباق الرئيسية على المائدة الجزائرية في العيد، يبرز "الملفوف" المتكون من شرائح الكبد الملفوف المشوي المغلف بطبقة من الشحوم، كما يبرز "البوزلوف" والمتكون من حواشي الأضحية المقطعة صغيرًا ومختلطة بالتوابل.
وفي هذا السياق أوضح، الشيخ مصطفى عبد الهادي، أن تلك العادات ما أنزل بها من سُلطان، مُشيرًا إلى أنه من الوارد أن تُصاب الأضحية فتصبح معيبة جراء تلك العادة، ولن تُقبل من المُضحي في هذه الحالة.
رغم المعاناة بلاد منكوبة تُعيِّد
أما اللبنانيين يفضلون ذبح الأضحية على عتبة المنزل، اعتقادًا منهم أنها تطرد الشرور والنحس، ويذهب بعضهم إلى زيارة موتاهم، فيما يفضل اليمنيين التوجه إلى الساحات الشعبية، للاحتفال بالعيد مع فرق الجوالة وعازفي الألحان الشعبية، والتي يتمايل على أنغامها اليمنيين مرتدين الزي الشعبي، حاملين الخناجر والأسلحة، وتُعرف الرقصة اليمنية بـ"الدراج".
وبرغم المعاناة التي يعانيها أهالي سوريا وفلسطين؛ إلا أنهم يحاولون الخروج من الأجواء الدموية والقيود التي يعيشون فيها، فتتشابه عاداتهم مع عادات المصريين في أنهم يتوجهون إلى زيارة المقابر، والأهل والأقارب، ومن ثم العودة لذبح الأضاحي، في حين أن السوريين عقب الانتهاء من طقوس العيد التي تتمثل في الصلاة والنحر والزيارات، ينتشر الأطفال في ساحات المناطق المحررة، ويلهون ويلعبون بالبالونات، فضلًا عن تطوع مجموعة من الشباب لإقامة مسرح فكاهي للأطفال في الساحات من باب إدخال السرور على قلب مسلم.
بالمغرب ستضحي، وإلا "الناس تاكل وشك"
ونتوقف عند المغرب لنرى العجب في مظاهر الاحتفال بالعيد، فبالرغم من الله سبحانه وتعالى لم يفرض الأضحية على المسلمين، إلا فقط على القادرين، نجد أن المغاربة باختلاف مستوياتهم الاجتماعية سواء أكان ثريًا أو ميسور الحال أو فقيرًا يحرص على شراء الأضحية، حتى وإن اضطره ذلك إلى بيع أثاث بيته، أو ربما الاستدانة من أجل شراء الأضحية؛ وإلا سيقل في نظر المجتمع والأهل والجيران، ولسان حالهم يقول: "الناس تاكل وشنا"، تلك العادة الاجتماعية تدعو إلى إثارة التساؤل حول رأي الدين في هذا الشأن؟
وأوضح، الشيخ مصطفى عبد الهادي أحد علماء وزارة الأوقاف، أن الأضحية هي سُنَّة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، للقادر عليها، وغير القادر ليس عليه شيء، مُشددًا على أن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها.
وأضاف عبد الهادي في تصريح خاص لـ"المواطن"، أنه لا يجوز شرعًا الاستدانة لغرض التضحية، مُشيرًا أن الكتاب والسنة لم يرد فيهما ما يُبيح ذلك، لافتًا إلى أن الإنفاق في سبيل الله يكون من وسع.
كما أن المغاربة اعتادوا عادة غريبة جدًا وفيها يلتف الشباب بجلود الأضاحي متجولين في شوارع المغرب، يثيرون الرعب في نفوس الأطفال والمارة، تلك العادة تشبه طقوس عيد "الهالوين" الغربي.
أما عن مظاهر الاحتفال بالعيد، فكما يحدث بمصر وأغلب الدول العربية والإسلامية يتوافد المغاربة على المساجد والساحات، مرتدين الزي التقليدي، وهو "البلغة" أو الجلباب الأبيض، وعقب الانتهاء من الصلاة يتوجهون إلى منازلهم لذبح الأضاحي، ويتعاون الجميع في ذلك حيث أنه في الأغلب الرجال من يذبحون الأضحية، فيما تتكفل النساء بتنظيفها، وتحضير الطعام، على أن يكون الأطباق الرئيسية على المائدة المغربية، هو "التقلية"؛ أي اللحم المتبل وأسياخ الشواء، و"القديد" والذي يتكون من الأحشاء المجففة مع الخضروات.
ويتفق الجزائريون مع إخوانهم المغاربة في نقطة الإصرار على شراء الأضحية، ومثل غيرهم من الدول العربية يتوافد الرجال إلى المساجد لأداء صلاة العيد، وعقب الانتهاء منها يكون أمامهم خيارين إما الشروع في نحر الأضحية، أو تأجيل النحر إلى ما بعد الظهر، حتى يكون الجزائري أنهى زياراته للأصدقاء والأقارب.
وللجزائريين عادة غريبة ولكنها مُبهجة، وفيها يزينون الأضحية بالحناء قبل النحر، بالإضافة إلى وضع أشرطة ملونة حول رقبتها، فضلًا عن تنظيم مصارعات الكباش وسط حشود المتفرجين، وبالنسبة للأطباق الرئيسية على المائدة الجزائرية في العيد، يبرز "الملفوف" المتكون من شرائح الكبد الملفوف المشوي المغلف بطبقة من الشحوم، كما يبرز "البوزلوف" والمتكون من حواشي الأضحية المقطعة صغيرًا ومختلطة بالتوابل.
وفي هذا السياق أوضح، الشيخ مصطفى عبد الهادي، أن تلك العادات ما أنزل بها من سُلطان، مُشيرًا إلى أنه من الوارد أن تُصاب الأضحية فتصبح معيبة جراء تلك العادة، ولن تُقبل من المُضحي في هذه الحالة.
رغم المعاناة بلاد منكوبة تُعيِّد
أما اللبنانيين يفضلون ذبح الأضحية على عتبة المنزل، اعتقادًا منهم أنها تطرد الشرور والنحس، ويذهب بعضهم إلى زيارة موتاهم، فيما يفضل اليمنيين التوجه إلى الساحات الشعبية، للاحتفال بالعيد مع فرق الجوالة وعازفي الألحان الشعبية، والتي يتمايل على أنغامها اليمنيين مرتدين الزي الشعبي، حاملين الخناجر والأسلحة، وتُعرف الرقصة اليمنية بـ"الدراج".
وبرغم المعاناة التي يعانيها أهالي سوريا وفلسطين؛ إلا أنهم يحاولون الخروج من الأجواء الدموية والقيود التي يعيشون فيها، فتتشابه عاداتهم مع عادات المصريين في أنهم يتوجهون إلى زيارة المقابر، والأهل والأقارب، ومن ثم العودة لذبح الأضاحي، في حين أن السوريين عقب الانتهاء من طقوس العيد التي تتمثل في الصلاة والنحر والزيارات، ينتشر الأطفال في ساحات المناطق المحررة، ويلهون ويلعبون بالبالونات، فضلًا عن تطوع مجموعة من الشباب لإقامة مسرح فكاهي للأطفال في الساحات من باب إدخال السرور على قلب مسلم.