حجاج تحركت قلوبهم بالحب إلى الكعبة قبل ذهابهم لها عبر الكرسي المتحرك
السبت 18/أغسطس/2018 - 12:08 م
وسيم عفيفي
طباعة
حين تحول مراد هوفمان من الاستشراق والتبشير إلى الإسلام بدأ يطبق أركانه الخمسة ومع قيامه بالحج وضع كتاباً سماه "رحلة مكة" من 12 فصل؛ ورغم ارتياحه وهو عند الكعبة لكن شيئاً واحداً عزز عشقه للإسلام وهو منظر الحجاج الذين أتوا على كرسي متحرك.
ففي صفحة 21 من كتابه قال "وعلى الرغم من الزحام الشديد كانت هناك عجائب وآيات من التسامح والرحمة؛ فلقد مررت لتوي بحاج سعيد يطوف حول الكعبة على عكازين، يمنعه كبرياؤه – وربما يمنعه فقره – من أن يحمله أحد الزنوج الأقوياء، أو يدفعه أحد على كرسي متحرك ويحيطه الحجاج بالعناية والحذر حتى لا يقع".
ففي صفحة 21 من كتابه قال "وعلى الرغم من الزحام الشديد كانت هناك عجائب وآيات من التسامح والرحمة؛ فلقد مررت لتوي بحاج سعيد يطوف حول الكعبة على عكازين، يمنعه كبرياؤه – وربما يمنعه فقره – من أن يحمله أحد الزنوج الأقوياء، أو يدفعه أحد على كرسي متحرك ويحيطه الحجاج بالعناية والحذر حتى لا يقع".
حاج على كرسي متحرك
اعتبر مراد هوفمان هذا المشهد دليل على الرحمة من المسلمين ببعضهم، لكنه لم يناقش نفسية الحاج نفسه وهو على كرسي متحرك تكبد التعب منذ سفره وتركه لبلده حتى وصوله إلى البلد الحرام.
مكة بالنسبة للحاج هي البلد التي تتسم بالجلال ولا ينافسها أي مكان آخر، فسحرها الروحاني يتسم بالرشاقة والبهاء، فالمعاني المتجسدة في الكعبة بالنسبة للحاج أكبر من أن يعبر عنها هو أو أحد شخص أخذ قسطاً من البلاغة في التعبير.
مكة بالنسبة للحاج هي البلد التي تتسم بالجلال ولا ينافسها أي مكان آخر، فسحرها الروحاني يتسم بالرشاقة والبهاء، فالمعاني المتجسدة في الكعبة بالنسبة للحاج أكبر من أن يعبر عنها هو أو أحد شخص أخذ قسطاً من البلاغة في التعبير.
حاج على كرسي متحرك
وقد عبر أحد الشعراء عن نفسية الحاج وهو في الكعبة فقال
يا راحلين خذوا نفسي تودعكم ***ثم اتركوني قليلا أنتشي معكم
فأنا المحبُّ وقد بعدت حبيبته ***فلترحموني عسى الرحمن يرحمكم
قد مزق الشوقُ أحشائي ومزقني ***فلتسألوا البيت كم أحببت يخبركم
وكم تساقط دمعي وَالِهًا لهفا ***واليوم سرتم وسار القلب يتبعكم
يبكي وليس البكا حزنا على ذهبٍ ***أو أن ليلى مع العير التي معكم
بل دمعه .. عشقه .. قد صار في حجرٍ ***أحلى من الشهد إن ذاق الهوى فمكم
في جانب البيت عند الباب موقعه ***فلتسرعوا المشي قلبي سوف يسبقكم
فلتذهب الآن ليلى نحو مغربها ***أو ترحل اليوم سُعدى فالحنين لكم
فلقد تركت هناك القلب معتكفاً ***والنفس صارت تنادى اليوم صحبتكم
فإذا لقيتم غريباً فى منىً وَلهاً *** عند الجمار فلا ترموه جمرتكم
يبكي على عمره قد ضاع مغترباً***فلتعذره فإن الله يعذركم
يا مَنْ أتاه الناسُ كي يتطهروا ***وأتيتُ فيهم كي أعودَ مُطَهَّرا
لكنني دون العبادِ جَميعِهِم *** ذنبي عظيمٌ قد يَنُوءُ به الورى
فَطَمِعتُ فيكَ وجئتُ بيتك ضارعًا ***مُتضرعًا والعيبُ مني قد جرى
ناديتُ يا ألله فاقبل توبتي ***هَذِيْ صحيفةُ مَنْ تَجَنَّى وافترى
وخلعتُ ثوبيَ والحياةَ وما بها ***ولبستُ ثوبَ الفقرِ أشعثَ أغبرَا
أنا ما أتيتكُ بالصلاة فليس لي ***علمٌ ولا عملً ولا ما أذْكُرا
بل جئتُ بابكَ يا رحيمُ بِذَلَّتِي ***وبُكل هذا الدمعِ يجري أَنْهُرا
لبيك يا ألله فاقبلها إذًا ***مِنْ عائبٍ قد عابَ ثم استغفرا
وخطوتُ نحو البيتِ يسبقني فمي ***لِيُقَبِّلَ الحجرَ العتيقَ الأَنْورا
فلثمتُه وشفعتُها وأعدتُّها ***وكتبتُ في سِفر المحبة أسْطُرا
وبدأتُ أسعى حوله متثاقلاً ***فمعي ذنوبُ المشرقين وما ورا
فإذا رَمَلْتُ . أقضًّ ذنبي كاهلي *** وإذا مشيتُ . فَمَنْ سِوايَ مُقَصِّرا
يا وحشتي ، لا شيءَ أحمِلُه معي ***غيرَ الذي كتب الملاكُ وسَطَّرا
يا ربُّ ، إني قد أتيتكُ راكعًا ***عند المقام ، مُسَبِّحًا ومُكَبِّرا
فاغفر ذنوبًا لا يضُرُّك حَجْمُها ***واسْتُرْ على عبدٍ رجاك لِتَسْتُرا
يا راحلين خذوا نفسي تودعكم ***ثم اتركوني قليلا أنتشي معكم
فأنا المحبُّ وقد بعدت حبيبته ***فلترحموني عسى الرحمن يرحمكم
قد مزق الشوقُ أحشائي ومزقني ***فلتسألوا البيت كم أحببت يخبركم
وكم تساقط دمعي وَالِهًا لهفا ***واليوم سرتم وسار القلب يتبعكم
يبكي وليس البكا حزنا على ذهبٍ ***أو أن ليلى مع العير التي معكم
بل دمعه .. عشقه .. قد صار في حجرٍ ***أحلى من الشهد إن ذاق الهوى فمكم
في جانب البيت عند الباب موقعه ***فلتسرعوا المشي قلبي سوف يسبقكم
فلتذهب الآن ليلى نحو مغربها ***أو ترحل اليوم سُعدى فالحنين لكم
فلقد تركت هناك القلب معتكفاً ***والنفس صارت تنادى اليوم صحبتكم
فإذا لقيتم غريباً فى منىً وَلهاً *** عند الجمار فلا ترموه جمرتكم
يبكي على عمره قد ضاع مغترباً***فلتعذره فإن الله يعذركم
يا مَنْ أتاه الناسُ كي يتطهروا ***وأتيتُ فيهم كي أعودَ مُطَهَّرا
لكنني دون العبادِ جَميعِهِم *** ذنبي عظيمٌ قد يَنُوءُ به الورى
فَطَمِعتُ فيكَ وجئتُ بيتك ضارعًا ***مُتضرعًا والعيبُ مني قد جرى
ناديتُ يا ألله فاقبل توبتي ***هَذِيْ صحيفةُ مَنْ تَجَنَّى وافترى
وخلعتُ ثوبيَ والحياةَ وما بها ***ولبستُ ثوبَ الفقرِ أشعثَ أغبرَا
أنا ما أتيتكُ بالصلاة فليس لي ***علمٌ ولا عملً ولا ما أذْكُرا
بل جئتُ بابكَ يا رحيمُ بِذَلَّتِي ***وبُكل هذا الدمعِ يجري أَنْهُرا
لبيك يا ألله فاقبلها إذًا ***مِنْ عائبٍ قد عابَ ثم استغفرا
وخطوتُ نحو البيتِ يسبقني فمي ***لِيُقَبِّلَ الحجرَ العتيقَ الأَنْورا
فلثمتُه وشفعتُها وأعدتُّها ***وكتبتُ في سِفر المحبة أسْطُرا
وبدأتُ أسعى حوله متثاقلاً ***فمعي ذنوبُ المشرقين وما ورا
فإذا رَمَلْتُ . أقضًّ ذنبي كاهلي *** وإذا مشيتُ . فَمَنْ سِوايَ مُقَصِّرا
يا وحشتي ، لا شيءَ أحمِلُه معي ***غيرَ الذي كتب الملاكُ وسَطَّرا
يا ربُّ ، إني قد أتيتكُ راكعًا ***عند المقام ، مُسَبِّحًا ومُكَبِّرا
فاغفر ذنوبًا لا يضُرُّك حَجْمُها ***واسْتُرْ على عبدٍ رجاك لِتَسْتُرا